الثلاثاء 28 شباط , 2023 04:16

المدافعون عن سماء الولاية سبقوا مهاجمي العلم الأحمر بخطوات

تمرين العلم الأحمر

في شهر آذار المقبل، سيشارك سلاح الجو في جيش الاحتلال الإسرائيلي، في التدريب المشترك مع القوات الجوية الأمريكية، الذي يُطلق عليه اسم "تمرين العلم الأحمر نيليس - Exercise Red Flag Nellis".

هذا التمرين هو تدريب قتالي جوي متقدم لمدة أسبوعين، يتم إجراؤه عدة مرات في السنة من قبل القوات الجوية للولايات المتحدة الأمريكية، في قاعدة نيليس الجوية نيفادا، ويهدف إلى تقديم تدريب واقعي على القتال الجوي للطيارين العسكريين وأفراد الطاقم الآخرين، من أمريكا والدول الحليفة لها، وفي مقدمتهم الكيان المؤقت. وقد أجري لأول مرة في الـ 29 من تشرين الثاني / نوفمبر للعام 1975.

تدريب هذا العام: استهداف المنشآت النووية الإيرانية

بحسب مقال للمراسل العسكري والأمني للقناة الـ 12"نير ديفوري"، فإن تدريب هذا العام هو من التدريبات العسكرية الأكثر أهمية، لأن الطيارين والطائرات الإسرائيلية سيكونون جنبا إلى جنب مع الأمريكيين في "Top Gun" حقيقي (فيلم للمثل الأمريكي توم كروز عن حرب الطائرات والدفاع الجوي)، بحيث سيتخلّله سيناريوهات لتوجيه سلاح الجوي الإسرائيلي ضربة جوية مشتركة مع الأمريكيين، ضد الجمهورية الإسلامية في إيران.

وكشف ديفوري بأن الدور الرئيسي لطائرات الشبح F-35I التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، سيكون لاختراق أنظمة الدفاع الجوي للعدو والبطاريات المضادة للطائرات (في إيران أو سوريا)، دون أن يتم اكتشافها، لكي تقوم باستهداف الرادارات وقاذفات منظومات الدفاع الجوي، وتحقيق ما يُعرف بالتفوق الجوي. وبعدها تصل الطائرات الهجومية F15 و F16 المحمّلة بالقنابل دون تهديد مضاد للطائرات، لتكون قادرة على مهاجمة المنشآت النووية ومخازن الأسلحة والمخابئ، حيث تم وضع الصواريخ الباليستية الإيرانية (بحسب افتراضه).

وقد زعم محدثو ديفوري، بأن طائرة الـ F-35 تؤمن لهم إمكانية "الطيران خلسة فوق دول المنطقة"، بحيث "تحلق فوق بطارية مضادة للطائرات في دولة معادية ولا يعرفون حتى أنك فوقهم"، وأن هذا ما يجعلهم متقدمين على أعدائهم بخطوة (لكن الجمهورية الإسلامية سبقتهم خطوات من خلال ما كشفته اليوم الثلاثاء خلال مناورات "المدافعون عن سماء الولاية 1401").

ثم زعم ديفوري أنه خلال 16 طلعة جوية نفذت في أحد التدريبات التي جرت مؤخراً في الكيان، قضت الـ F35 على ما لا يقل عن 100 موقع صواريخ أرض – جو، دون أن تفقد طائرة واحدة.

تمرين آذار / مارس

بعد انتهاء التمرين الأول لهذا العام الذي لم تشارك فيه إسرائيل، سيشارك سلاح الجو الإسرائيلي في التمرين الثاني "العلم الأحمر 2023-2" الذي سيقام في الفترة من 13 إلى 24 آذار / مارس. ووفقا لتقارير إعلامية، سترسل القوات الجوية الإسرائيلية 6 طائرات شبح من طراز F-35 من قاعدة النبطي، و3 طائرات أخرى من طراز بوينج 707 "رام" للتزود بالوقود الجوي إلى التمرين، وستكون المرة الأولى التي تشارك فيها طائرات الشبح الإسرائيلية في هكذا تمرين.

وسيشمل التدريب أيضاً كيفية التعامل مع الطائرات التي تحاكي الطائرات المقاتلة - الصينية والروسية - التي تنافس الطائرات الإسرائيلية، وخاصةً بعدما نشرته وسائل إعلام عديدة مؤخراً، عن نية إيران شراء طائرات سوخوي 35 من روسيا. ولذلك على الـ F-35 التدرب ضد البطاريات المضادة للطائرات الإيرانية والروسية المتقدمة، والتي يجب أن تعرف F35 كيف تتعامل معها، لأنه إذا لم يتم تدميرها في الوقت المناسب، يمكن أن تدمر العملية. كما سيتم تنفيذ تمرين استراتيجي آخر، قبل التمرين الفعلي، وهو نقل الطائرات من فلسطين المحتلة عبر البحر الأبيض المتوسط مروراً بالمحيط الأطلسي، على 3 مراحل تستغرق كلا منها ما بين 5 و8 ساعات، بمساعدة التزود بالوقود الجوي (للتدرب على تنفيذ عمليات بعيدة المدى).

وبيّن ديفوري في مقاله بأن الأمريكيين مهتمون أيضًا بهذا التمرين لسبب آخر – ليس ضد إيران فقط بل ضد الصين أيضاً، التي تتجهز ببطاريات مضادة للطائرات متطورة جداً، على خلفية التوترات المتزايدة بينهما: "يعدّ هذا إعدادا جيدا للطيارين الأمريكيين وإشارة إلى طهران وبكين معًا، عصفورين في نفس حركة الجناح".


الكاتب: علي نور الدين




روزنامة المحور