الأحد 13 شباط , 2022 02:27

أول عميل مزدوج "للقسّام": كيف اخترق "الشاباك" وقتل ضابطه؟

الشهيد عبد المنعم أبو حميد، انتمى الى صفوف حركة حماس منذ الانتفاضة الاولى عام 1987، وخلال مسيرته الجهادية تفوّق الشهيد والمقاومون في كتائب القسّام في حرب الأدمغة مع كيان الاحتلال حيث استطاعوا تنفيذ ضربة نوعية مخترقين الجهاز الاستخباراتي للاحتلال في فلسطين المحتلّة: "الشاباك".  

أول عميل مزدوج في تاريخ "القسّام"!

بدأ التخطيط للعملية حين اقتحمت قوات الاحتلال منزل الشهيد عبد المنعم في السادس عشر من شهر كانون الاول عام 1993، وحينها اعتقل الاحتلال عبد المنعم وأحاله الى التحقيق. وأشرف على جلسات التحقيق  ضابط "رفيع" في المخابرات يدعى نوعيم كوهين، وهو منسق نشاطات "الشاباك" في رام الله في الضفة الغربية، وكان يلقّب "بوحش الاسقاط" لكثرة تجنيده للعملاء. الا ان كتائب القسّام أسقطته في كمينها المحكم حيث نجح عبد المنعم بإيهامه بأنه مستعد للتعاون مع "الشاباك"، فأُطلق سراحه  بذريعة أنه "لم تتوفر أدلة كافية لإدانته"، وعاد عبد المنعم الى الكتائب لتنسيق الخطوات القادمة وليكون أول عميل مزدوج في تاريخ "القسّام".

ثم بدأت مرحلة أكثر حساسية ودقة وهي مرحلة تعزيز الثقة بين المخابرات وعبد المنعم، الذي كان عليه أن يقدم معلومات باستمرار عن الحركة. فأصبح يزودهم - وبشكل مدروس- بمعلومات مضللة كانت نتسجها الحركة بهدف إيصالها الى كيان الاحتلال. وكان الشهيد عبد المنعم يتواصل مع كوهين  باستمرار ويتعرّف على آلية تعامل الاحتلال مع عملائه وطرق اتصاله بهم وأماكن التقائهم، ويعمل على نقلها الى الكتائب التي استفادت من هذه المعلومات العميقة  في وقت لاحق.

وبعدها بدأت مرحلة إعداد الشهيد عبد المنعم لتنفيذ عملية اغتيال ضابط الشاباك.

خطة الكمين التي أوقعت بكوهين

فكانت الخطة ان يتصل الشهيد بالضابط ليخبره عن معلومات حول تواجد مجموعة من كتائب القسام في منطقة محدّدة، وانه عليه الاجتماع به لوضع مخطط استهدافهم. وبالفعل التقى الاثنان وطلب الشهيد عبد المنعم من كوهين مبلغا كبيرا من المال جراء معلوماته القيمة - اشترى به لاحقا المسدس الذي قتل به الضابط -  فأعطاه كوهين المبلغ، واتفقا على موعد لاحق في منطقة بيتونيا في رام الله.

وفي 13 -2 -1994، كان الشهيد عبد المنعم الى جانب كوهين في المقعد الخلفي للسيارة التي يقودها في الأمام نائبي الضابط الاسرائيلي. وعند ركن السيارة في النقطة المحددة سابقاً نزل عبد المنعم منها ومشى خطوات مبتعداً، وأخرج مسدسه وفتح النار على الاسرائيليين الثلاث بشكل مباغت، ثم انبطح أرضاً ليترك المقاومين الآخرين من القسّام لاطلاق النار بدورهم وفق خطة كمين الكتائب المدبّرة سابقاً، ما أدى الى تحقيق الهدف بقتل كوهين، وانسحاب المقاومين.

شهادة "صائد الشاباك"

بعد هذه العملية التي نفذتها كتائب القسّام، قام عبد المنعم بالاتصال براديو الاحتلال وإبلاغهم أنه ومجموعته هم المسؤولون عن تصفية الضابط، لتبدأ قوات الاحتلال بملاحقته حتى اغتالته بتاريخ  31 – 5 – 1994 بالقرب من القدس المحتلّة، بعد أن كان الشهيد قد اكتسب لقب "صائد الشاباك".  


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور