الخميس 20 كانون الثاني , 2022 01:26

الشهيد محمود المبحوح: تواصل مع سليماني ونقل الصواريخ الى غزة!

الشهيد القائد محمود المبحوح

محمود عبد الرؤوف المبحوح، أحد قادة كتائب عز الدين القسام، الذين عملوا في داخل فلسطين المحتلّة حتى اُبعد عنها، لكنّه استمر ايضاً بمسؤولياته الجهادية والعسكرية في الخارج، وفي تقديم الدّعم الى الكتائب والى حركة حماس التي انضم اليها في بداياته مسيرته، وتعدّدت فيها مسؤولياته ومهمّاته.

فمن هو القائد المبحوح؟

ولد في قطاع غزّة عام 1960، ومنذ عام 1983 بدأ بالتدرب على السلاح، وتعرض خلال عام 1986 للاعتقال في سجن "غزة المركزي" بتهمة حيازة سلاح من نوع "الكلاشينكوف" لمدة عام، وبعد خروجه من السجن لم يتوقف عمله الجهادي بل اتجه الى توطيد العلاقات بالشيخ أحمد ياسين (مؤسس حركة حماس) وبالشيخ المؤسس العام لكتائب القسّام صلاح شحادة. واستمر في عمله المقاوم خلال انتفاضة الأقصى الأولى، كما عمل القائد المبحوح على تشكيل "الوحدة 101" المتخصصة بخطف الجنود الإسرائيليين التي نفذّت العلميات المهمة ومنها، في شهر شباط من العام 1989 حيث تنكّر القائد وأحد افراد الكتائب بلباس "يهودي متدين" وأوقفا سيارتهما لجندي من جيش الاحتلال كان ينتظر سيارة لتقلّه وأجلسوه في الكرسي الخلفي ومن ثم أطلقوا عليه النار ما أدى إلى مقتله، ثم دفنوه وأخذوه منه وسلاحه الخاص من نوع "M15".

وفي شهر أيار من العام نفسه، قررت المجموعة تنفيذ عملية أسر أخرى، وتم ذلك بأسر الجندي إيلان سعدون وبنفس الطريقة في القدس المحتلة، تم نقل الجندي في السيارة وقتله أيضاً ودفنه. وعادت المجموعة الى قطاع غزّة، تزامن ذلك مع اشتباه الجيش الاحتلال بحركة في المنطقة وبدأ الجنود بإطلاق النار باتجاه مكان دخول القائد والمجموعة الى القطاع. وبعد معرفة الاحتلال بمسؤولية القائد عن العمليات بدأت مرحلة مطاردته، كما أقدمت قوات الاحتلال على هدم منزله ومصادرة أرضه ليكون اول منزل يهدم خلال الانتفاضة كما وأرادت ترحيله من غزّة.

وفي مقابلة سابقة للقائد المبحوح في الاعلام العربي كان قد أوضح تفاصيل مجريات العمليات التي نفذتها مجموعته، حيث أشار أن "التخطيط كان يتم لكل خطوة بشكل دقيق لتنفيذ العملية، ومن ذلك أن العمليات كانت تنفذ لقتل الجنود ومن ثم التقدم تدريجياً لتتحول من أجل أسر جنود أحياء، مشيراً إلى أن التخطيط كان يشمل وجود قطعة أرض في مكان زراعي، ووجود دفيئات للدواجن أو للفواكه والخضراوات، ويتم حفر سجن سري فيه".

الخروج من غزة

بعد مطاردة في غزة دامت أكثر من شهرين، تمكن القائد المبحوح من اجتياز الحدود هو ورفاقه، إلى مصر، وعندما اكتشف أمرهم من قبل الاحتلال، طالبوا السلطات المصرية بتسليمهم إلا أنهم تمكنوا من الاختفاء عن أعين قوات الأمن المصرية لمدة 3 شهور حتى تم الاتفاق على تسليمهم وترحليهم إلى ليبيا، ومن هناك غادروا إلى سوريا أكمل مشواره الجهادي هناك. حيث يحمّل كيان الاحتلال مسؤولية تأمين الخدمات اللوجستية وشراء الأسلحة من الخارج ونقلها الى قطاع غزّة.

وتشير مجلة "أتلنيتك" الامريكية الى ان للمبحوح الدور الأساسي في  تواصل مع قائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية الشهيد قاسم سليماني لإتمام نقل الصواريخ الى غزّة.

محاولات الاغتيال

أدرج الاحتلال اسم القائد المبحوح على لوائح ما يسمى "أخطر المطلوبين"، وحاول اغتياله منذ بداية عمله لأكثر من مرّة، حيث كانت الأولى عام 1991، حين حاصرت قوات الاحتلال منزل القائد في غزّة واعتقلت عائلته وأطلقت النار على أخويه. فيما كانت المحاولة الثانية عام 2004، والثالثة في العام 2008، بعد حوالي شهر من اغتيال الاحتلال القائد في حزب الله عماد مغنية في دمشق.

الاستشهاد

في التاسع عشر من شهر كانون الثاني عام 2010، وأثناء توجه في سفرة من دمشق الى بلد آخر عبر الخطوط الجوية الإماراتية، وخلال الرحلة نزل القائد المبحوح في أحد فنادق دبي، كان "الموساد" يتتبّع خطوات المبحوح، حيث كان يراقبه اثنين، ثم أقدموا على خنقه وصعقه بالكهرباء، وقد تلقى جسده عدة صعقاتٍ من عصي كهربائية حتى استشهد.

تعهّدت السلطات الإماراتية بمتابعة التحقيق وتوقيف المتورطين، وعلى راسهم ضاحي خلفان (نائب رئيس الشرطة والامن العام في دبي)، الا ان الامارات اليوم اتخذت المسار التطبيعي مع قاتل المبحوح وغيره من القيادات في فصائل المقاومة الفلسطينية، بل تمادت نحو إقامة العلاقات التجارية والسياحية والاستثمار في كيان الاحتلال.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور