الثلاثاء 14 كانون الاول , 2021 04:48

34عاماً...الهيكلية العسكرية لكتائب القسّام

كتائب الشهيد عز الدين القسام

"كتائب الشهيد عز الدين القسام"، هي الجناح العسكري الجهادي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تأسست نواتها في عام 1986، وذلك قبل الإعلان عن انطلاقة الحركة فعلياً باسم "حركة حماس" في الرابع عشر من شهر كانون الأول عام 1987، واستمر الجناح العسكري بالعمل تحت عناوين مختلفة حتى عام 1992، حيث أعلن عن اسمه الرسمي الحالي في أول بيان صدر باسم الكتائب بتاريخ 1-1-1992

وتوضح الكتائب رؤيتها نحو تحرير كل فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948، وإلى نيل حقوق الشعب الفلسطيني التي سلبها الاحتلال، كما "تعمل بكل طاقتها من أجل تعبئة وقيادة الشعب الفلسطيني وحشد موارده وقواه وإمكانياته وتحريض واستنهاض الأمتين العربية والإسلامية في مسيرة الجهاد في سبيل الله لتحرير فلسطين"، وينحصر نطاق عملها العسكري المسلّح ضمن مناطق فلسطين المحتلّة.

أبرز قادة كتائب القسّام

يتولى اليوم قيادة أركانها القائد محمد دياب إبراهيم المصري (أبو خالد) المعروف بمحمد الضيف، المطلوب الأول لكيان الاحتلال. والضيف شخصية أمنية بامتياز، لا يُعرف وجهه اليوم ولا يظهر على الإعلام، نجا سابقاً من محاولات اغتيال عديدة تسبب له بإصابات بالغة ودائمة لكنه لا يزال على رأس عمله الجهادي، وقد برز دوره الواسع وذاع اسمه أكثر في الأوساط العسكرية والأمنية في معركة "سيف القدس" حيث كان له التهديد بالهجوم وإنذار الاحتلال بفتح نيران المعركة عند الساعة السادسة مساءً تماماً بتوقيت القدس في السابع من شهر أيار عام 2021. ويُشار الى ان نائبه الفعلي بعد الشهيد القائد أحمد الجعبري هو اليوم مروان عيسى.

من أبرز مؤسسي الكتائب الأوائل الشيخ صلاح شحادة، والشهيد القائد عماد عقل، ومحمود المبحوح في قطاع غزة، والشهيد المهندس يحيى عياش في الضفة الغربية، وفي شمال الضفة زاهر جبارين، وعدنان مرعي، وعلي عاصي.

البنية والهيكلية التنظيمية

كانت بدايات العمل غبر مجموعات صغيرة متفرقة بين مناطق فلسطين، لكنها سرعان ما نظّمت بينتها وجمعت هيكليتها، اتضحت المسؤوليات وتقسيم المهام حتّى باتت الكتائب تتشكّل من وحدات متخصصة في كل مجال عسكري ومن أهمها:

_ وحدة الكوماندوس (النخبة)

وحدة المضاد للدروع

_ وحدة الهندسة

_ وحدة التصنيع

_ وحدة الكمائن

_ وحدة الدفاع الجوي

_ وحدة المدفعية

_ وحدة القناصة

_ وحدة الاستشهاديين

_ وحدة الاسناد

_ وحدة الاتصالات

_ وحدة التعبئة والتوجيه

كما استحدثت الكتائب وحدتين بحسب مستلزمات المعركة والمواجهة مع الاحتلال، وحدة الضفادع البشرية (عام 2014) ووحدة الظل (التي تأسست عام 2010 ولكن أعلن عنها رسمياً عام 2016) وهي وحدة خاصة بالحماية الأمنية للجنود الإسرائيليين الاسرى بحوزة الكتائب وإبقائهم بعيداً عن رصد الاحتلال حتى إتمام صفقة التبادل.

تطور القدرات والتكتيك العسكري

ينوع العمل العسكري في الكتائب بين البري والجوي والبحري وتحت الأرض:

بدأ العمل المقاوم والجهادي لكتائب القسّام بالسلاح الأبيض (السكين) والحجارة وهو ما ميّز انتفاضة الأقصى الأولى التي عرفت أيضاً بانتفاضة الحجارة، وبدأ يتطوّر تدرجيّاً الى "اللحم الحيّ" حيث تميّزت انتفاضة الأقصى الثانية بالعمليات الاستشهادية النوعية لأفراد الكتائب. لكنّ المحطة الأساسية التي غيّرت مسار المواجهة الفلسطينية مع الكيان الإسرائيلي هو الصاروخ الأول "قسّام 1" الذي صنّعته الكتائب بكامل ادواته ومواده الأولية محلياً، وشقت الكتائب طريق قدراتها الصاروخية وبدأت تتدرّج من المدى القصير الى المتوسّط فالبعيد (وآخرها صاروخ "العيّاش") الى ان كانت من السّباقين في إصابة الداخل المحتل وخاصة "تل أبيب" كما العديد من الأهداف الحيوية والاستراتيجية في الكيان مع إحداث إرباك في القبّة الحديدية وفضح مكامن ضعفها واخفاقاتها، وصارت صواريخ القسّام تشكّل عقدة إسرائيلية.

كما كان للكتائب الدور في حفر الانفاق تحت قطاع غّزة والذي شكّل سلاحاً قوياً كاسراً للحصار ومنفذاً لدخول الامدادات العسكرية من الخارج.

بالإضافة الى عمل الكتائب على تطوير سلاحها الجوي المتمثّل بالطائرات المسيّرة، وللكتائب طائرات "أبابيل" التي تتنوّع مهامها بين الاستطلاعية والهجومية والمفخّخة، وهذا ما شكّل قفزة نوعية.

أما من ناحية مضادة الدروع والطيران فزادت الكتائب من تطوير هذه القدرات، فبعد أن كانت قذائف "البنا" و"الياسين" و"البتار" وبعض قذائف الـ RPG هي التي تستخدمها في استهداف الآليات، أدخلت إلى الخدمة الميدانية قذائف الـ P29 و"التاندم" ولاحقاً الصواريخ الموجهة من طراز "كورنيت" و"فونيكس" و"كونكورس" وغيرها.

الحروب والعمليات النوعية

وقد خاصت كاتب الشهيد عز الدين القسّام الحروب ضد الاحتلال عام 2008 وعام 2012 وعام 2014 وعام 2021 بالإضافة الى عمليات نوعية مثل "حد السيف" حيث تصدّت لوحدة الاحتلال "سريت متكال" التي تسلّلت برياً الى غزّة عام 2019، والعملية البحرية "زيكيم" التي استهدفت موقعاً عسكرياً للاحتلال.

وقد نفذت الكتائب 30 عملية ومحاولة أسر لجنود إسرائيليين أهمها عملية الجندي جلعاد شاليط التي نجحت الكتائب بالحفاظ عليه لخمس سنوات قبل إتمام صفقة "وفاء الاحرار" بالتنسيق مع الجهة السياسة لحركة حماس حيث نجحت بتحرير أكثر من ألف أسير فلسطيني منهم قيادات وذوي أحكام صعبة. فيما تحتفظ اليوم الكتائب بأربع جنود أسرى تسعى حركة حماس الى إتمام صفقة تبادل جديدة بشروطها لتحرير مئات الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.


مرفقات


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور