الأربعاء 16 حزيران , 2021 03:19

الشهيد الصدر الثاني: أطاح بخطط "صدام" في حياته و شهادته

السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر

في الذكرى السنوية الهجرية لاستشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر(الشهيد الصدر الثاني)، أحيى العراقيون هذه المناسبة الحزينة، بذكر مآثر الشهيد وعطاءاته الفكرية ومراحل جهاده ضد نظام "صدام حسين". مؤكدين استمرارهم على خط الشهيد وقيمه، فهذه هي أبرز محطات جهاد السيد الشهيد:

المعلومات الشخصية

_ ولد في 23 آذار عام 1943 واستشهد في شباط 1999.

_ يعتبر من أبرز المراجع الدينية الشيعية في العراق، خلال فترة التسعينيات.

_ هو حفيد السيد إسماعيل الصدر، وحفيد ابن عم الشهيد السيد محمد باقر الصدر، والإمام المغيب السيد موسى الصدر.

_ رزق ب 4 أولاد: السيد مصطفى، السيد مؤمل، السيد مرتضى، السيد مقتدى (زعيم التيار الصدري الحالي).

دراسته الحوزوية الدينية

حصل علومه ودراسته الدينية عند كبار مراجع الحوزة العلمية في النجف:

_ الشهيد السيد محمد باقر الصدر (الشهيد الصدر الأول)، الذي أجازه لمرحلة الاجتهاد.

_ الإمام الخميني (رض).

_ زعيم حوزة النجف وقتذاك السيد محسن الحكيم، ثم تتلمذ على يد خليفته السيد أبو القاسم الخوئي.

_ له إجازات في الرواية من عدّة علماء متخصصين في علم الرواية.

_ أبرز تلامذته:

 أ) الشيخ محمد اليعقوبي.

ب) السيد مقتدى الصدر.

ج) السيد جعفر محمد باقر الصدر.

جهاده السياسي

تصدى للمرجعية الدينية عام 1993، وذلك بعد وفاة السيد عبد الأعلى السبزواري.

 كان له الكثير من الأنشطة السياسية والاجتماعية، منها:

1) دوره في قيادة الانتفاضة الشعبانية عام 1991 ضد نظام "صدام حسين":

حيث قاد جموع الثائرين على حكم صدام من مقام الإمام علي (ع) في النجف، مشكلاً قيادة للانتفاضة بإشرافه. لكنه اعتقل في اليوم التالي، واستطاعت قوات صدام من انهاء الثورة. وبقي 15 يوم في الاعتقال حتى تم إطلاق سراحه.

2) إقامته لصلاة الجمعة واعتبارها واجب عل كل شخص، ما خلق جواً إسلامياً حركياً مميزاً، بعدما بذل صدام كل جهده، لسلب الشعب العراقي من قيمه، ومنع إقامة صلاة الجمعة، خوفاً من ان تتسبب بقيام ثورة إسلامية، تشبه الثورة التي حصلت في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

لذلك ارتدى الكفن الأبيض في رسالة تحد واضحة للأجهزة الأمنية التابعة لصدام.

ولم تقتصر خطب صلاة الجمعة على المواضيع السياسية، بل عالج من خلالها العديد من المشاكل الاجتماعية، واستطاع تقديم الحلول وتحقيق ثورة إسلامية قيمية.

 3) مواجهته لسلطة صدام:

رفض السيد الشهيد كل ضغوط أجهزة أمن صدام، التي حاولت فرض الدعاء لصدام على وكلاء السيد من على منبر صلاة يوم الجمعة في المناطق العراقية المختلفة. ما دفع بهذه الأجهزة إلى الهجوم على المصلين، لمنعهم بالقوة من إقامة الصلاة، خصوصاً في مدينة الناصرية التي اعتقل فيها الكثيرين من المصلين، وارتفع العديد من الشهداء. ما دفع بالسيد إلى مطالبة السلطات من على منبر مسجد الكوفة بوقف الاعتداء وإطلاق سراح المعتقلين.

ومن أجل الانتقام قامت أجهزة الأمن، بمحاولة منع مسيرة المشايا الى كربلاء، ما دفع بالسيد الى إلزام مناصريه بالمشاركة في المسيرة.

الأمر الذي مهد للقيام بعملية اغتيال السيد.

اعتقالات

قام النظام العراقي باعتقال السيد 4 مرات في حياته (عام 1972، 1974، 1998، 1999). إضافة الى عشرات المرات التي أخذ فيها للتحقيق. وفي عملية اعتقال العام 1999، تم تهديده بالاغتيال بشكل واضح.

الاستشهاد 

استشهد السيد محمد برفقة نجليه السيد "مؤمل" والسيد "مصطفى" بعد صلاتي المغرب والعشاء لنهار الجمعة 19 شباط العام 1999، بعد أن استهدف سيارتهم عناصر تابعين لجهاز أمني، مطلقين وابل رصاصهم على السيد ونجليه.

إدانات داخلية وخارجية

_عبر الكثير من العراقيين عن غضبهم لهذه الجريمة، عبر القيام بالمظاهرات والاحتجاجات، عرفت بانتفاضة الصدر، وقام بإخمادها أجهزة نظام صدام، من خلال جرائم القتل المتظاهرين العشوائية، وقيامهم بالاعتقالات والمطاردات.

_ أما خارجياً أصدرت أغلب الحركات والأحزاب العراقية، بمختلف اتجاهاتها الفكرية السياسية، بيانات استنكار ضد صدام حسين ونظامه.

_ أما في إيران وسوريا ولبنان والأردن ودول أوروبية وأميركية وأسترالية وأماكن أخرى من العالم، فقد اندلعت مسيرات ومظاهرات احتجاجية حاشدة وغاضبة على ممارسات صدام الإرهابية.

_ أما الإمام السيد علي الخامنئي، فقد أصدر مكتبه بياناً وصف فيه استشهاد السيد محمد الصدر بأنه ذروة تعذيب وضغوط أعداء الإسلام ضد العلماء والمفكّرين المسلمين، واصفاً الحوزات العلمية في النجف، بانها كانت دائماً مركزاً للعلم والاجتهاد ونشر المعارف الإسلامية وتعاليم أهل البيت (ع)، مشيراً إلى أن أعداء الإسلام والعلم لم يدخّروا وسعاً في هدم هذا الصرح الإسلامي الكبير عبر تجسيد أعمالهم بنفي وقتل العلماء والمفكرين أمثال: الشهيد السيد محمد باقر الصدر والشهيدين الغروي والبروجردي وسائر العلماء البارزين. خاتماً البيان بتحميل الحكومة العراقية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور