الخميس 20 كانون الثاني , 2022 04:36

ما هي أهداف التواجد العسكري البريطاني في قبرص؟

الوجود البريطاني في قبرص

وفق الاستراتيجية العسكرية الجديدة لبريطانيا، فإن تعزيز حضورها ووجودها العسكري، في منطقة الشرق الأوسط، يعدّ من أهم الخطوات التي يمكنها تنفيذه، لكي تعود لندن لأداء أدوار خارجية. خاصةً في ظل الانكفاء الأمريكي قليلاً، عن أداء أدوار عسكرية مباشرة، قد يعرض جنودها وقواعدها لمخاطر جمّة، جراء قرار محور المقاومة النهائي بإخراجها من المنطقة عسكرياً.

وعليه باتت واشنطن تتيح لبعض حلفائها، وفي مقدمتهم الجيش البريطاني التصدي لقيادة المهام العسكرية، في العديد من الدول كاليمن وسوريا. بالإضافة الى تقديم المساعدة أيضاً، لكيان الاحتلال الإسرائيلي، الذي تحرص إدارة "داوننغ ستريت 10 " (الحكومة البريطانية) على تأمين حمايته، ضد قوى محور المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا، من خلال وجودها المباشر في قاعدة التنف (سوريا)، في بعض المواقع على الحدود الشمالية اللبنانية، وانطلاقاً من حضورها العسكري المباشر في قبرص.

فما هي أبرز معالم وتفاصيل هذا الحضور، وكيف تستفيد بريطانيا من موقع قبرص الجيوستراتيجي من أجل أداء هذا الدور؟

_ تمتلك بريطانيا منطقتين مستقلتين عن السلطات القبرصية، فيهما قاعدتين عسكريتين، إضافة لـ 13 موقع تابع لهما، في جزيرة قبرص شرقي البحر المتوسط هما:

منطقة ديكيليا ومنطقة أكروتيري في جنوب البلاد، ويرجع تاريخ إنشاءهما الى العام 1960، عندما نالت الجزيرة استقلالها من دولة التاج الملكي.

_ كلا قاعدتي المنطقتين تضمان: مطاراً عسكرياً كبيراً، ومحطة استخبارات خاصة بجمع المعلومات الاستخبارية عبر الوسائل الإلكترونية. وتستعد لندن لإنشاء مشروع جديد هناك، خاص بتطوير البنية التحتية للاتصالات العسكرية.

_ تُدعى القوات البريطانية الموجودة هناك "BFC"، وهدفها تأمين الوجود العسكري في الجزيرة، من أجل الحفاظ على موقع استراتيجي للمملكة في الطرف الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، لاستخدامه كنقطة انطلاق لأي قوات يمكن إرسالها في مهمات إلى مواقع في الشرق الأوسط وآسيا.

_ ينتشر في هذه القواعد بشكل رئيسي قوات تابعة لسلاح الجو الملكي بشكل رئيسي، وللقوات البرية (كتائب مشاة)، وحتى لقوات ذات طابع مدني (شرطة وجمارك) تابعة لهذه القوات.

_ كما يوجد في البلاد قوات بريطانية عسكرية أخرى ضمن عملية "توسكا"، تابعة لقوة الأمم المتحدة لمهمة حفظ السلام في قبرص (UNFICYP).

_ تكشف المواقع والتطبيقات المتخصصة بمراقبة حركة الطائرات في أجواء المنطقة، تحليقاً دورياً للطائرات البريطانية من كافة الأنواع: طائرات مقاتلة بمهام متعددة منن نوع تايفون، طائرات استطلاعية، طائرات نقل ضخمة من نوع بوينغ C-17A.

_ تشرف هاتان المنطقتان على الشريط الساحلي الممتد من سوريا مروراً بلبنان وفلسطين ووصولاً الى ساحل مصر. وتتراوح المسافة ما بين أقرب النقاط في هاتين المنطقتين، وأقرب المناطق في الساحل اللبناني حوالي 180 كم. وبالتالي يمكن لهذه الطائرات أن تنفذ مهاماً استطلاعية باستمرار، قد يستفيد منها الجيش الإسرائيلي في مهامه، كما يمكن للهذه الطائرات القيام بمهام حربية كما حصل مؤخراً في أجواء قاعدة التنف.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور