الأربعاء 08 أيلول , 2021 04:02

الشهيد علاء البوسنة: قائد حمل اسم تاريخه

الشهيد علي فياض (علاء البوسنة)

علاء البوسنة، لقب اكتسبه الشهيد القائد منذ بداية عمله العسكري في حزب الله، حتى غلب على اسمه "علي فياض"، وهو من بلدة أنصارية الجنوبية. والشهيد تنقّل في محطات عديدة تلبيةً لما أوجب به نفسه بأن يكون حيث يتطلّب منه أن يكون، ليصبح واحداً من نُخبة الرجال والمقاتلين، ثمّ من القادة المتميزين والفعّالين والحاضرين.

وفي ذكرى استشهاده في السادس والعشرين من شهر شباط / فبراير عام 2016، هذه أبرز المراحل في تاريخه الجهادي:

في بداية التسعينات، انتقل الحاج علاء من لبنان الى يوغسلافيا وتحديداً الى البوسنة، حيث كانت تشهد حالة تفكك، تعرّض المسلمون خلالها للاضطهاد والمجازر من قبل القوات "الصربية البوسنية"، فكان واجبّاً أخلاقياً وانسانيّاً ما قام به الشهيد وعاد منه حاملاً لقبه المعروف.

في جنوب لبنان، قاد الحاج علاء العديد من العمليات والاقتحامات للمواقع الإسرائيلية في أكثر من محور من محاور منطقة الجنوب، ما قبل التحرير، ومنها الهجوم الأول من نوعه للمقاومة على موقع "الدبشة" عام 1994، ويعد من أكبر مواقع الاحتلال حيث يحتوي على سرية معززة من الجنود وست آليات وثلاثة دبابات "ميركافا" وتبلغ مساحته خمس كيلومترات، والدخول اليه "يعد هزيمة عسكرية لا نظير لها"، وبعد هذه العملية حمل الشهيد أيضاً اسم "علاء الدبشة".

في عدوان تموز 2006، كان للقائد بصمة خاصة، حيث تولى مسؤولية القطاع من مدينة صور الى بلدة كفرا بالتزامن مع إطلاق قوات الاحتلال لعمليّة برّية، فبادر الى وضع خطّةً دفاعية، قضت بزَرع العبوات، ونشر الكمائن والقبضات المضادة للدروع، بالإضافة الى التنسيق مع المعنيين في القرى المجاورة.  

في سوريا، شارك الحاج علاء بالعمل العسكري الواسع في أكثر من منطقة، خاصة في دمشق وريفها حيث وضع خطة لحماية المطار ولإعادة فتح طريقه، وكان له الدور في تحرير الجزء الأكبر من الغوطة، وكان من القادة الميدانيين في معارك درعا والقنيطرة وادلب واللاذقية وكانت محطته الأخيرة في حلب حيث استشهد.

 كما انتقل الحاج علاء البوسنة لفترة الى العراق حين دخل التنظيم الإرهابي "داعش" واحتل عدداً من المناطق العراقية.

وتعرّض الحاج علاء البوسنة للعديد من الإصابات البالغة والخطيرة لكنّه أصرّ على الاستمرار في عمله العسكري الميداني.  

وفي رسالة من أحد الضباط السوريين، الذي عايش الشهيد وعمل معه، نعاه قائلاً: "انظروا إليه نظرة قائد ملهم شجاع، اجترع شبه معجزات ولم يبخل بخبراته القتالية مع رفقاء السلاح على ارض الميدان". و" يحق لي أن أسميك اليوم، علاء سوريا".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور