الخميس 05 آب , 2021 10:04

الإسرائيلي مشتت على الحدود والمقاومة تتقن فن الإرباك

الحدود اللبنانية مع فلسطين

تزامنت الذكرى السنوية الاولى لإنفجار مرفأ بيروت مع الحدث الذي حصل في الجنوب من إطلاق صواريخ " مجهولة المصدر" والاعتداء الاسرائيلي على القرى المحاذية للحدود اللبنانية الفلسطينية.

أياً يكن الفاعل _ وليس مهماً _ فإن المتتبع للخطاب الإسرائيلي وإعلامه الذي أخذ حيزاً كبيراً من مساحة شاشات التلفزة، يدرك حجم الهوة التي وقع فيها والتخبط في توجيه اللوم يميناً ويساراً، والأهم ان الدوائر الاستراتيجية والامنية والعسكرية في تل ابيب غير قادرة على معرفة هوية الجهة التي اطلقت الصواريخ .

وكالعادة فإن تقديرات الإحتلال دائماً ما تتجه الى الحلقة التي تعفيها من حتمية الرد على المقاومة في لبنان عندما ألقت باللوم على فصائل فلسطينية. كما أعلن بذلك الناطق باسم جيش الاحتلال افيخاي أدرعي بقوله: "جهة فلسطينية عاقّة هي المسؤولة عن إطلاق قذائف من لبنان".

توجيه الإتهام نحو " الجهات الفلسطينية " التي لم يسمها وبالطبع غير قادر على ذلك ينبىء بأن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد كما كان عندما كان لاعباً وحيداً في المنطقة يسرح ويمرح كيفما يشاء، وانما أصبح اليوم يحسب حساب اي خطوة إجرائية من شأنها أن تضر كيانه، مع تصاعد النبرة القوية لدى أهم مراكز الدراسات بأن دولة الاحتلال تمر اليوم في أخطر مراحلها، وهو الصراع الوجودي وذلك امام تنامي قدرة المقاومة العسكرية والتكتيكية والاستراتيجية.

إتهام الفصائل الفلسطينية يبقى مخرجاً للإحتلال ويعفيه من المواجهة مع حزب الله وشأن ذلك أنه أقل ضرراً وخطراً عليه من المواجهة العسكرية مع المقاومة، التي تمتلك المؤهلات والمقدرات السياسية والعسكرية على كافة الصعد.

إن اكثر ما يمكن للكيان فعله هو أن يأتي بسلاح الجو ويمشط المنطقة، وهذا الأمر ليس ذا اهمية كبرى فإن أي سلاح جو في العالم، وأي جيش في العالم قادر على التحليق والاتيان بما أتى به الاحتلال على الحدود، ولكن العبرة تكمن في الثبات على الارض ورصد حركات العدو، ما يغير المعادلات والتحولات الاستراتيجية في المنطقة.

وإن صح ما نطق به البعض من الصاق الأمر بالمقاومة رغم عدم تعليق قيادتها على الحادثة فإن الامر يأتي في صالحها أيضاً فإن جو الارباك الذي حصل مع الاحتلال يعطي الافضلية للحزب الذي اصبح يحترف تشتيت العدو وتضييعه، واللعب على وتر بعثرته وجعله يعيش قلقاً مستمرا ،       وخير دليل على ذلك ان الاعلام الاسرئيلي يقول: يوم السبت انظارنا موجهة نحو الشاشات خلال كلمة(السيد)نصر الله لفهم الى أين تسير الامور


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور