الأربعاء 24 آذار , 2021 03:52

فولير: أميركا تثير الثورات الملّونة وتنتهك القانون الدولي

المسؤول السابق في الاستخبارات الاميركية CIA غراهام فولير

قال المسؤول السابق في الاستخبارات الاميركية CIA غراهام فولير في مقال نشر في “Responsible Statecraft” ان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حطمت رقماً قياسياً عندما وجهت اهانات إلى قادة كل من روسيا والصين في غضون ثماني وأربعين ساعة وفي هذا الوقت المبكر من تسلمها الحكم. 

وأعرب فولير عن دهشته حيال وصف بايدن نظيره الروسي بالقاتل و"المجرد من الروح" بينما يحاول رسم مسار جديد للعلاقات مع روسيا في الوقت نفسه. كما استغرب "اللغة الازدرائية" التي استخدمها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع المسؤولين الصينيين خلال الاجتماع الأخير الذي انعقد في ولاية الاسكا الأميركية. حيث قال فولير "ان هذه الاحداث تطرح أسئلة حقيقية حول احترافية ورؤية قيادة إدارة بايدن لجهة ما إذا كانت واشنطن لا تزال مسؤولة او قادرة على "القيادة العالمية" التي دائما ما تتحدث عنها". 

كما اعتبر الكاتب ان تبني هذا النهج مع روسيا والصين سيجعل الدول الأخرى مترددة حيال الانضمام إلى رؤية ونموذج أميركي لقيادة العالم. 

وأضاف بأن "مستوى النفاق" فيما يخص الكلام عن القتل والتدخل الخارجي يثير القلق، اذ أن السياسات الأميركية على مدار الأعوام العشرين الماضية او أكثر بيّنت بأن هناك استعداداً كبيراً لقتل أعداد هائلة من أجل تحقيق أهداف سياسية وقد فشلت فشلاً ذريعاً في كل الملفات تقريباً. 

وتابع بأنه ينظر إلى مئات المدنيين العراقيين والسوريين والصوماليين والليبيين والإيرانيين والافغان والباكستانيين على أنهم أضرار جانبية في التدخلات العسكرية الأميركية المستمرة. كما لفت في السياق نفسه إلى ما تقوم به الولايات المتحدة من اغتيالات تحديداً اغتيال قائد قوات فيلق القدس السابق اللواء قاسم سليماني. 

وتابع القول "ان الولايات المتحدة تنتهك القانون الدولي عندما ينسجم ذلك مع مصالحها حيث تمارس الاغتيالات وتشن الحروب من دون تفويض دولي وتثير الثورات الملونة، وترفض المصادقة على مواثيق اممية". 

وأضاف بان "السلوك الذي تنتهجه إدارة بايدن اما انه يعكس عدم الجدية والنزاهة حيال تاريخ ومواقف الولايات المتحدة، او يفيد بان واشنطن غير قادرة على ان تدقق في ذاتها". 

وتابع فولير بان "ما يثير القلق أكثر من أي شيء آخر ربما هو ان العديد من الاميركيين اعتقدوا ان الكثير من المشاكل ستنتهي مع رحيل الرئيس السابق دونالد ترامب بدلاً من ان ينظروا بتمعن إلى الخلل المتجذر داخل النظام الأميركي". 

وأبدى المسؤول السابق في ال CIA تخوفه من ان يؤدي التصعيد الكلامي الأميركي الأخير حيال روسيا والصين إلى "دق المزيد من المسامير في نعش الطموحات الأميركية العزيزة للقيادة والهيمنة العالمية". 

وختم بالقول: "قد تكون اميركا العدو الأخطر لنفسها إذا ما استمرت في حنينها إلى الهيمنة الأميركية التي كانت،وأن هذه الهيمنة أصبحت أكثر فأكثر شيئاً من الماضي".


المصدر: مترجم

الكاتب: غراهام فولير



دول ومناطق


روزنامة المحور