الأربعاء 23 حزيران , 2021 06:16

سوريا واليمن: علاقات أخوة وتنسيق

العلاقة متينة تجمع الدولتين، خصوصاً وانهما واجهتا خلال القترة الماضية وما يزالان، أخطر التحديات والحروب وأشكال الحصار.

ملفتة هي العلاقات الرسمية بين سوريا واليمن، التي تكشف مدى متانة العلاقة ما بين هاتين الدولتين. خصوصاً وانهما واجها خلال القترة الماضية وما يزالان، أخطر التحديات والحروب وأشكال الحصار. واستطاعا رغم ذلك الصمود وتسطير الإنجازات المهمة والإستراتيجية، التي سيكون لها تأثيراتها قريباً، على الواقع الجيوسياسي في المنطقة.

فبالأمس تلقى رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن "مهدي المشاط"، رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد، رد فيها على برقية تهنئة أرسلها الجانب اليمني، إثر إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية السورية في أيار الماضي. وقد عبّر فيها الرئيس الأسد عن تقديره لمواقف اليمن، الداعمة للشعب السوري وإرادته وقراره، ومتمنياً لليمن السلام والاستقرار، والمزيد من التقدم والازدهار. مشاركاً فيها مع الرئيس المشاط، الحرص على استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين، وتعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح شعبيهما.

ارتباط قوي بين البلدين

هناك العديد من العناصر والأسباب، التي تساهم في وجود هذا الترابط والسعي لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين:

_ انتماؤهما إلى محور المقاومة الذي يواجه الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، والذي يعمل على انهاء نفوذها والوجود العسكري المباشر لها.

_ يواجه البلدان جهات داخلية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالإدارة الأمريكية، كما أن اليمن يواجه للعام السابع على التوالي عدواناً سعودياً إماراتياً أمريكياً مباشراً.

_ إيمانهما المشترك بالقضية الفلسطينية، وضرورة دعم فصائل المقاومة في تحرير الأراضي الفلسطينية، وإنهاء وجود كيان الاحتلال الإسرائيلي. وفي أي حرب إقليمية ضد هذا الكيان مستقبلاً، سيكون لهاتين الدولتين أدواراً أساسية في خوض المواجهات العسكرية. فسوريا ستشكل الدعم الناري القريب لقوى المقاومة من جهة شمال فلسطين، أما اليمن فسيتولى الدعم الناري البعيد من جهة الجنوب.

_ كلا البلدين يحتل موقعاً جيوستراتيجي مميزاً، سيمكنهما من لعب أدوار إقليمية مهمة مستقبلاً.

 فلسوريا موقعها الذي يشكل بوابة العبور الأوروبية، إلى منطقة غرب آسيا من خلال البحر الأبيض المتوسط. أما اليمن فلديه القدرة على السيطرة على مضيق باب المندب، الذي تمر عبره أغلب حركة التجارة العالمية خصوصاً النفطية.

_ بعد وقف الحرب السعودية على اليمن، وبعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والسعودية. يمكن لدمشق وقتئذ ان تلعب دور الوسيط بين البلدين، في أي مفاوضات تتعلق بترتيب العلاقة ما بينهما.

_ سيساعد التنسيق المشترك ما بينهما، على تسريع عملية إعادة الإعمار في البلدين، من خلال تبادل التجارب والخبرات.

_ يمتلك كلا البلدين تجارب وإمكانيات تصنيع عسكري متطورة، ستمكنهما ان تعاونا سوياً في هذا المجال، من احتلال موقع متقدم على صعيد التجارة الدولية للسلاح.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور