الأحد 13 حزيران , 2021 03:27

تشكيل حكومة جديدة..."التغيير" لنتنياهو: كش ملك؟

بعد فشله في تشكيل الحكومة، بنيامين نتنياهو على موعد مع انتهاء عهده الذي دام 12 عامًا، حيث تعقد في تمام الساعة الرابعة جلسة التصويت على تشكيل "حكومة التغيير" التي تولّى تأليفها رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد ويتناوب عليها مع رئيس حزب "يمينا" نفتالي بينيت.  حيث سيتولى الأخير رئاسة الحكومة  حتى آب 2023. وقد حصل "معسكر التغيير" على دعم 61 نائبًا من أصل 120، وهو أدنى أغلبية تتيح له تشكيل الحكومة.

وتتألف التشكيلة الحكومية من 8 أحزاب تمتد في توجهاتها السياسية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، بما في ذلك ولأول مرة فلسطينيو 48. وهم: حزب يمينا وهناك مستقبل، ميرتس، إسرائيل بيتنا، الأمل الجديد، أزرق-أبيض، حزب العمل، القائمة العربية الموحدة.

وحسب البروتوكول الذي يعمل به في كيان الاحتلال سيعقد في تمام الرابعة جلسة عامة لانتخاب رئيس جديد للكنيست في دورتها الـ24، والمصادقة على تشكيلة الحكومة الـ36 في تاريخ "إسرائيل"، ثم يتوجه أعضاءها بعد نيلها الثقة إلى مقر رئيس الكيان رؤوفين ريفلين الذي تنقضي صلاحيته في 9 من شهر تموز القادم، لالتقاط الصورة الجماعية التقليدية. بعد ذلك على كافة الأعضاء التوجه للكنيست لأداء "قسم الولاء للدولة" خلال حفل تنصيب علني عند الساعة التاسعة مساء.

تحديات الحكومة

عمل نتنياهو طيلة الفترة الماضية على زرع الألغام في طريق الحكومة الجديدة، على مبدأ "حكومة من دوني يجب أن لا تنعم بالهدوء"، وعلى هذا الأساس حاول بدايةً ثني بعض الأحزاب عن موقفهم في التصويت لصالح الائتلاف، ثم اللعب بورقة مسيرة الأعلام التي كانت قد منعتها شرطة الاحتلال، غير انه حتى مع حسم أمر التشكيل فإنه يدعو لإقامة المسيرة مع كل ما سينتج عنها من تبعات "كهدية" وصول بينت إلى رئاسة الحكومة.

هذا وتواجه الحكومة العديد من التحديات الأخرى التي كانت السبب بالإطاحة بالتحالفات السابقة، وكان لها تأثير كبير في استبعاد نتنياهو. أبرزها:

الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الكيان وما نتج عنها من ازدياد في نسبة البطالة والتضخم، إضافة للتحديات التي فرضتها كورونا. كما ستعاني من مشاكل مالية جراء اعتمادها على نسخة معدلة من ميزانية 2019، والتي أقرت بدورها منتصف عام 2018، والتي سيطرأ عليها العديد من التعديلات بعد فقدانها الدعم من المؤسسات الدينية.

معركة "سيف القدس" والتي ضربت عمق الجبهة الداخلية، ليس فقط من الناحية الاقتصادية بل بتعميق الهوة بين القيادة السياسية والمستوطنين، ورغبتهم المتزايدة في الهجرة التي باتت تسجل نسبًا تقلق حكومة الاحتلال.

ويضاف إلى ذلك حالة الاشتباك مع إيران التي تعتبرها "إسرائيل" تهديدًا لأمنها القومي، المعادلة الجديدة التي فرضتها فصائل المقاومة وعدم قدرتها على ضبط الأوضاع على الجبهة الشمالية مع لبنان، إضافة للتحقيق الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية نتيجة ارتكاب الحكومة جرائم حرب. وبهذا يمكننا القول ان أحد أهداف هذا الائتلاف الذي قام لأجلها هو "إسقاط نتنياهو". وقد ينجح بالفعل، لكن ماذا عن بقية التحديات؟ كم سيبلغ عمر هذه الحكومة قبل ان يُطاح بها؟


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور