السبت 29 أيار , 2021 06:46

غزة: معركة إعادة الإعمار انطلقت

تبدو هذه المعركة وكأنها ستكون أكثر ضراوة، من تلك العسكرية التي خاضتها المقاومة الفلسطينية، وحققت فيها إنجازات استراتيجية، لأن هذه الإنتصارات دفعت بكل الأطراف الخاسرين وأولهم كيان الاحتلال، لمحاولة استغلال هذا الحق الطبيعي لمواطني القطاع، عبر الضغط على فصائل المقاومة ومحاولة فرض الشروط، بمن سيستلم ملف الإعمار من استلام المساعدات المالية وتنفيذ عمليات إزالة الركام والبناء، ليحصل الكيان مكاسب لم يكن ليحصل عليها بالحرب.

أما المقاومة فكان موقفها واضحاً منذ البداية، عندما أعلن قائد حركة حماس في قطاع غزة "يحي السنوار" ترحيبه بأي مساعدات مالية من أي دولة جاءت، وأن المقاومة ليست بحاجة لأن يصلها أي مبلغ مادي يخصص للإعمار. مؤكداً أنه يريد لهذه المساعدات أن تصل إلى أيدي المواطنين، لكي تكون عملية الإعمار أسرع وشفافة أكثر، وبذلك قطع الطريق على الاحتلال، لمحاولة الابتزاز في هذه النقطة.

وتجدر الإشارة إلى أن فصائل المقاومة، بدأت بتأمين تقديمات مالية لأصحاب البيوت المتضررة، حتى يتمكنوا من إيواء عائلتهم خلال الأشهر المقبلة.

الدول العربية

أما أول الدول العربية التي أعلنت دعمها للإعمار في غزة فهي مصر، وكان لافتاُ إعلانها ذلك ولم يتوقف العدوان الإسرائيلي بعد، وفور انتهاء العدوان، قامت الدولة المصرية بتوجيه مساعدات عاجلة لفلسطينيي القطاع، وكانت قد أعلنت خلال الحرب تشكيل صندوق بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي لإعادة الإعمار، وأن التنفيذ ستتولاه شركات الجيش المصري.

أما دلالات هذا الموقف المصري، فيمكن تفسيره بثلاث اتجاهات:

1) أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أجرى إعادة تقييم لمواقفه السابقة من المقاومة في غزة، وأنه وجد في فصائل المقاومة سندًا يمكن الاعتماد عليه، والاتفاق معه على الكثير من المواضيع، خصوصاً في ظل التقارب الجديد مع تركيا وقطر.

2) قد تكون رغبة مصرية باحتكار استلام المساعدات القادمة من الخارج، والاستفادة منها اقتصاديًّا، واستخدامها لابتزاز الفصائل والتحكم في قراراتهم، ما يجعله ذات أهمية عند الولايات المتحدة الأمريكية.

3) أو الاحتمال الأخطر بإدخال عناصر ومؤسسات استخباراتية، تستطيع أن تساعد العدو أمنياً واستخباراتياً، في كشف مواقع ومخازن المقاومة، وربما تؤمن الستار لتنفيذ عمليات اغتيال لكوادر وقيادات المقاومة، لكن فصائل المقاومة بحرصها على نيل الشعب كامل المساعدات من جهة، ورفض أي محاولة ابتزاز لهذه الحقوق من جهة أخرى، وبوعي وحداتها وقياداتها العسكريين والأمنيين، سيفشلون بالتأكيد أي محاولة لاستغلال هذا الإعمار في العمل الاستخباراتي، كما أفشلوا العملية الإسرائيلية "مترو حماس"، التي كان من المخطط تنفيذها أول أيام المعركة، وتوجيه ضربة مؤلمة للمقاومين، الذين لم ينجروا للكمين. 

أما ثاني المساعدات فهي من دولة قطر، التي أعلن وزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده ستقدم 500 مليون دولار للمساعدة في إعادة إعمار غزة، مؤكداً أن بلاده ستواصل دعم للفلسطينيين في الوصول إلى الحل العادل والدائم بإقامة دولتهم المستقلة.

الموقف الروسي والأوروبي والأمريكي

أما فيما يتعلق بالموقفين الأوروبي والأمريكي، فإن هناك تضارب كبير بينهما، فواشنطن تريد المساهمة في الإعمار بواسطة السلطة في رام الله، بهدف تقوية "محمود عباس" وتمكينه من إقصاء حماس، فيما روسيا وبعض الدول الأوروبية، يتحدثون عن ضرورة أن تشمل الاتفاقات والتسويات حركة حماس والمقاومة.


مرفقات


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور