السبت 15 أيار , 2021 12:29

معركة "سيف القدس" تدخل يومها السادس

مع دخول معركة "سيف القدس" يومها السادس، يمكن القول بأن الوهم الإسرائيلي بزوال القضية الفلسطينية قد انتهى، إذ عادت القضية بقوة أكبر وانفجرت بوجه سلطات الاحتلال، التي اعترفت -بحسب الصحافة العبرية- انها لم تعد قادرة على السيطرة على الاوضاع بعدما تفاجأت بقدرة المقاومة الفلسطينية على المواجهة والتصدي.

فبعد ستة أيام من استهداف المقاومة المستمر لمنشآت إسرائيلية حيوية مقابل القصف والاعتداءات الوحشية التي تمارسها "إسرائيل" على الأهالي في قطاع غزة، إضافة إلى المواجهات والاعتقالات التي يتعرض لها الشبان الفلسطينيون في الداخل الفلسطيني من اللد إلى الضفة الغربية، لم تُحرز الاتصالات والمفاوضات فيما يخص التهدئة ووقف إطلاق النار أي تقدم، إذ تتمسك الفصائل الفلسطينية بشروطها مقابل التعنت الإسرائيلي الرافض لهذه الشروط.

وفي سياق متصل، ساند الفلسطينيون خيارات المقاومة بالاستمرار في القتال، ومع ساعات الصباح الأولى يوم أمس خرج متظاهرون من مختلف المدن الفلسطينية خصوصًا في الضفة الغربية للدفاع عن القدس وغزة وانتقامًا للجرائم التي يتعرض لها أهلهم في كل من يافا وعكا وحيفا واللد والرملة، واندلعت مواجهات واشتبكات عنيفة بين قوات الاحتلال والمتظاهرين أسفر عنها استشهاد 11 شابًا، إضافة إلى اصابة 1757 مواطن من بينها 250 بالرصاص الحي و325 بالرصاص المطاطي، كما اعتقل الاحتلال عددا كبيرا من المشاركين.

أما في قطاع غزة، فلم يسلم الاطفال من وحشية كيان الاحتلال، حيث وصلت أعداد الشهداء حتى الآن إلى 139 شهيدا من بينهم 39 طفل و22 إمرأة، إضافة إلى 950 جريح. وكان متحدث باسم قوات الاحتلال قد أعلن أمس عن "أن 150 طائرة مستخدمة 600 صاروخ، ضربت 160 هدفاً على مدى 45 دقيقة" في دلالة على انعدام الانسانية لدى سلطات الاحتلال.

وردًا على هذه الاعتداءات استهدفت المقاومة الفلسطينية برشقات صاروخية كبيرة كل من مدن عسقلان، سديروت، بئر السبع، أسدود، إضافة إلى استهداف مواقع لتجمع الجنود بطائرة شهاب الانتحارية في موقع كيسوفيم العسكري.

وكان الكيان الاسرائيلي -الذي يتكتم على خسائره- قد اعترف بمقتل تسعة إسرائيليين وإصابة أكثر من 200 حتى الآن، فيما أكد مدير مستشفى "هداسا" كذب حكومة الاحتلال بشأن عدد الإصابات، وتحدث عن عشرات القتلى والمئات من الجرحى. كما أعلن الاحتلال عن تضرر أكثر من 880 مبنى وإصابة أكثر من 858 سيارة في وقت أضحت أكثر من 70 عائلة اسرائيلية من دون مأوى.

هذا في الحديث عن الخسائر البشرية، أما الخسائر المادية فقد مُني كيان الاحتلال بشلل كامل في حركة المطارات وإغلاق لحقل تمار، إضافة إلى تراجع الشيكل 1.4%، وانهيار مؤشرات البورصة بنسبة تتخطى 12%، كما أعلن الكيان عن خسارة مئات ملايين الدولارات في القطاع الصناعي.

وتأتي هذه الاعترافات الاسرائيلية بمثابة انتصار غير مسبوق، إذ لم يسُيق ان اعترف كيان الاحتلال بوقوع هذا الكم من الخسائر.

وكان مصدر أمني إسرائيلي قد صرّح لصحيفة يديعوت أحرونوت "أن العملية العسكرية في غزة قد تستمر حتى الأحد"، موضحًا أن كيان الاحتلال يسعى إلى تحقيق إنجازات في غزة "لم نصل بعد إلى هذا الأمر، هناك بعض الأشياء الأخرى التي يجب القيام بها. لن يحدث ذلك غدا، وسوف يستغرق يومين أو ثلاثة ومن ثم سيبدأ الضغط الدولي الأسبوع المقبل".

وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة ستمنح تل أبيب حتى يوم الأحد لمواصلة عملياتها، وذلك بعد وصول المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، هادي عمرو نهار الخميس إلى تل أبيب لبحث التهدئة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

 


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور