الجمعة 27 كانون الثاني , 2023 03:12

صراع السفارديم – الاشكناز.. من هو اليهودي؟

يهود السفارديم والأشكيناز

يتضح أنه بعد مرور أكثر من سبعة عقود على قيام الكيان المؤقت، أنه ما زالت الكثير من القضايا الأساسية المختلفة عليها في علاقة الدين بالدولة وقضايا الهوية، وخاصة إشكالية: من هو اليهودي؟  وقد تسبب الكثير من المشكلات في مجالات عديدة، سواء كانت داخلية أو خارجية، وخاصة في مجال الصراع مع هذا الكيان.

ولعل من الصراعات التي يعيشها الكيان المؤقت، هو صراع اليهود الشرقيين ( السفارديم) مع  اليهود الغربيين (الاشكناز)، وهو صراع قديم متجدد، حيث تمتد جذور ه على المراحل الأولى من إنشاء الكيان، ووجهت بهجرات جماعية ليهود الدول العربية والإسلامية، ورغم أن هذه الهجرات قد اتفقت مع دعاوى الصهيونية لتجميع اليهود في فلسطين، لكنها أحدثت خللاً في بنية المشروع الصهيوني باعتباره مشروعاً استعمارياً غربياً.

ظل الاشكناز يتولون الوظائف العليا في الدولة الناشئة، في حين احتل السفارديم أسفل السلم الاجتماعي والسياسي، ويعبّر الصراع عن أحد أبعاد أزمة الهوية في الكيان المؤقت نتيجة تباين الخلفيات الثقافية والحضارية بين الطرفين.

يضم اليهود الشرقيون طوائف متعددة من السفارديم (اليهود ذي الأصول الاسبانية الذين استوطنوا تركيا وشمال أفريقيا والمغاربة ومصر)، ويهود أفغانستان وإيران والأكراد والعراقيين واليمنيين والبخاريين والحلبيين، واخيراً يهود أثيوبيا (الفالاشا).

ويشكل السفارديم حوالي 60% من سكان الكيان، وترتفع نسبتهم بسبب ارتفاع معدلات الخصوبة لديهم، ويشكلون بصفة عامة 10% من يهود العالم، هاجر معظمهم الى الكيان المؤقت، لكن حالت هجرة اليهود السوفيات في التسعينيات من القرن الماضي دون تمتع السفارديم بوضع الأغلبية في المجتمع.

أما اليهود الغربيون (الاشكناز) فترجع أصولهم الى أوروبا وأميركا، ويشكلون 90% من يهود العالم.

ينقسم السكان اليهود في الكيان المؤقت حسب بلد الأصل أي بلد مولد الفرد ومولد أبيه، الى ثلاث مجموعات رئيسية وهي:

  • يهود غربيون، وهم مواليد أوروبا وأميركا ومواليد الكيان لآباء أوروبيين وأميركيين.
  • يهود شرقيون، وهم مواليد آسيا وأفريقيا ومواليد الكيان لآباء آسيويين وأفارقة.
  • يهود أبناء الكيان وهم الذين ولدوا وآباؤهم في الكيان.

يعيش الكيان المؤقت، صراعاً مريراً بين الاشكناز والسفارديم، حيث يلاحظ أنه كلما اقتربنا من قمة الهرم الاجتماعي نرى الاشكيناز وأبناء البلد من أصل غربي قد زادت نسبة التعليم والثقافة والثراء والأشغال بالأعمال الرفيعة، والعكس صحيح. حيث تنعكس هذه الفجوة بدورها في العديد من الجوانب، ونلاحظ ان معظم السفارديم عاطلون عن العمل، ومما يزيد من ضآلة فرصة اليهود الشرقيين في الحصول على وظيفة أنهم أقل تحصيلاً للعلم.

وفي فترة سابقة تأثر صراع السفارديم والاشكناز بهجرات السوفيات والفالاشا، مما أدى الى مزيد من التمايز بين المتصارعين، وذلك بالنظر الى الفوارق من حيث العدد والنوعية، وطريقة استقبال مجتمع الكيان المؤقت لهم.

وفي المرحلة الراهنة، فرضت القضايا الثقافية – الاجتماعية – الاقتصادية ذاتها باستمرار للبحث في وسيلة للتخفيف من حدة الصراعات الداخلية، من خلال التأكيد على أبعاد القيم اليهودية، ومعالجة قضايا وأوضاع السفارديم، التي تحتل اهتمامات القوى السياسية كافة، وفي ظل احتدام التساؤل: من هو اليهودي؟ أي سؤال الهوية.

في الخلاصة، أن الكيان المؤقت يغلي على نيران الصراعات الداخلية، فاشتداد الأزمة الداخلية، وارتفاع معدلات الهجرة المعاكسة، والتصدعات المتزايدة، ستكون لها انعكاسات قوية على مستقبل الصراع العربي الاسلامي مع هذا الكيان، ولا شك أن المقاومة ستكون رأس الحربة التي ستغرز في جسد الكيان المتهالك فيذهب نحو مصيره المحتوم الزوال.





روزنامة المحور