الجمعة 07 أيار , 2021 06:59

العراق وسوريا: علاقات تنسيق شاملة

الاسد والفياض

تلقى الرئيس السوري بشار الأسد رسالة من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، نقلها اليه رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض، خلال زيارته لدمشق.

تمحورت هذه الرسالة حول العلاقات الثنائية والمواضيع المشترك، وتطرقت للمستجدات على الصعيدين السياسي والأمني، خصوصاً عملية مكافحة الإرهاب، والتعاون القائم بين البلدين حولها في المنطقة الحدودية.

كما جرى خلال اللقاء تبادل للآراء حول الأوضاع في المنطقة والتحديات التي تواجهها، وأهمية استمرار التنسيق والتشاور السوري العراقي في مختلف المجالات، والذي يشكل عامل قوة للبلدين في مواجهة هذه التحديات.

المجالات المشتركة بين البلدين

يرتبط البلدان إضافة إلى علاقة الجيرة، بالعديد من الملفات المشتركة، التي تتطلب تعاوناً وتنسيقاً عالياً ودائماً:

_ تأمين الحدود: يعتبر ملف ضبط الحدود بين البلدين، من أكبر التحديات التي تواجه الدولتين، بسبب طول الشريط الحدودي (610 كم)، وقلة إمكانيات أجهزة الأمن، واختباء شبكات داعش في منطقة الجزيرة السورية، وتنتشر حوالي 100 قرية في هذه الحدود، وتحتوي 3 منافذ حدودية (منفذ ربيعة ومنفذ القائم ومنفذ الوليد).

كما أن أهمية هذه الحدود تكمن، في أنها تعتبر الشريان التجاري لثلاث دول عربية (العراق، سوريا، لبنان).

_ العلاقات الاقتصادية: رغم ظروف الحرب على سوريا، فقد حافظت الدولتان على علاقتهما الاقتصادية، إذ تشكل الصادرات السورية إلى العراق أكثر من 22% من مجمل صادراتها، فيما بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي ذروته عام 2012، ليصل إلى حوالي 45 مليار ليرة سورية، بما يعادل 32% من مجمل الصادرات إلى الدول العربية.

كما أن وجود غرفة تجارة مشتركة بين البلدين، وغياب الرسوم الجمركية بينهما، يساعد أكثر على تطوير هذه العلاقات، وقد وقّع الجانبان عام 2017، اتفاقية تعاون تجاري تضمنت العديد من البنود، أهمها: تصدير التمور العراقية مقابل تصدير الخضر والفواكه السورية، والسماح للقطاع الخاص السوري باستيراد النفط العراقي، وإعطاء المواطنين العراقيين غير المقيمين استثناءا لفتح حسابات بالقطع الأجنبي في البنوك السورية، إلى جانب إقامة بنك مشترك يحل مشكلة التحويلات المالية بين البلدين.

دور العراق الإقليمي الجديد

يستفيد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من علاقاته القوية، بالعديد من الدول الإقليمية الرئيسية، خصوصاً سوريا وإيران والسعودية ليؤسس لدور خارجي للعراق. لذلك سعى الكاظمي مؤخراً، من خلال زياراته الخارجية المتنوعة، ووساطته للعديد من المبادرات، للمساهمة في حل الأزمات الإقليمية.

حيث تشهد العلاقات الخارجية العراقية، مزيدًا من التطور في ظل حكومة الكاظمي، حيث زار الأخير العديد من الدول الإقليمية: إيران، السعودية، الإمارات، الأردن، وتركيا، كما زار بعض عواصم القرار الدولي: واشنطن، باريس، ولندن. 

واستثمر العراق روابطه العربية، لتنفيذ ترتيبات تجارية واقتصادية مع الأردن ومصر، في إطار مسعاه لتشكيل مجلس تعاون لدول المشرق العربي (العراق – سوريا – الأردن – لبنان – مصر).

أما الناحية الأهم للدور العراقي الجديد، فهي وساطته لرعاية حوار إيراني سعودي، والمساهمة في إعادة العلاقات السعودية السورية.

فقد تمكن الكاظمي مؤخراً، من رعاية لقاء في بغداد جمع وفدين أمنيين إيراني وسعودي رفيعي المستوى، ساهم في تخفيف حدة التوتر بين البلدين من خلال التصريحات الإيجابية لمسؤولين بارزين، كتصريح الامير محمد بن سلمان الاخير المشيد بإيران. كما اتفق الطرفان في هذا اللقاء، على عقد جولات اخرى للحوار، يتم فيها بحث مواضيع المنطقة ومشاكلها، والحلول اللازمة لحل المشاكل.

وفي موضوع العلاقات السورية السعودية، بغداد كانت راعي اللقاءات الأمنية المشتركة بين الطرفين، طوال فترة قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما. بحيث ساهم هذا الدور، إضافة إلى صمود سوريا وانتصارها على الجماعات الإرهابية، إلى تغير في السلوك السعودي والتوجه نحو إعادة العلاقات بكافة أشكالها مع دمشق.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور