الثلاثاء 25 تشرين أول , 2022 04:15

NISS: أخطر التحديات التي تنتظر رئيس الأركان الجديد

جيش الاحتلال

الباحثون اليهود تامير هايمان، عيدن كدوري، عوفر شيلح في "معهد أبحاث الأمن القومي" مقالاً حول التحديات التي تنتظر رئيس أركان جيش الاحتلال الذي سيتلم المنصب مطلع العام الحالي. وقد تجاوزت هذه التحديات تراجع اقبال اليهود على التجنيد والأزمات في الميزانية الى تراجع الكفاءة والتجهيزات اللوجستية للجيش التي تعدّ من أخطر المشكلات. ووثّق الباحثون التحديات بالشواهد والأسباب.

المقال المترجم

سيدخل اللواء هارتسي هاليفي مكتب قائد أركان الجيش الإسرائيلي في الكرياه (مجمع وزارة الجيش في "تل أبيب") في كانون الثاني / يناير المقبل، وسيجد على مكتبه قضايا أساسية سيتعين عليه التعامل معها في مجال بناء قوة الجيش الإسرائيلي: نسبة المجندين التي وصلت إلى الحضيض، وتآكل الدافعية لدى الجنود والمجندات، والفجوات التي تتعلق بجاهزية الجيش للحرب القادمة، تبحث هذه المقالة في القضايا المذكورة أعلاه وتقدم توصيات لرئيس الأركان الثالث والعشرين.

يمثل تعيين رئيس أركان جديد للجيش الإسرائيلي فرصة لإجراء دراسة متعمقة للقضايا الأساسية والتحديات الكبيرة التي من المتوقع أن تصاحب فترة ولايته في المستقبل. إن نجاح رئيس الأركان وتعزيز قوة الجيش ليست مسؤولية قائد الجيش وحده، وهي ليست قضايا عسكرية فحسب، بل إنها موضوع حاسم ومصيري للأمن القومي الإسرائيلي وتتطلب مشاركة وتوجيه من قبل المستوى السياسي.

وتبحث هذه المقالة في عدد من القضايا الأكثر إلحاحًا التي سيواجهها رئيس الأركان الجديد في مجال بناء قوة الجيش الإسرائيلي:

_ تراجع فكرة جيش الشعب

في رؤيته المستقبلية خطط ورسم دافيد بن غوريون للجيش الإسرائيلي على أنه "جيش الشعب"، والذي بموجبه يسري التجنيد في الجيش على الجميع وأنه يجسد سياسة "بوتقة الانصهار" التي تصهر داخلها المجتمع الإسرائيلي بكافة تنوعاته، ولكن على مر السنين تراجع نموذج جيش الشعب بطريقة جعلت من دور الجيش في المجتمع الإسرائيلي موضع تساؤل.

والشاهد على ذلك هو معطيات التجنيد التي تشير إلى انخفاض حاد في معدل المتجندين الذي وصل إلى الحضيض في عام 2020 الى 64% فقط من الملزمين بالتجنيد. عمليا تتزايد أكثر وأكثر نسبة الذين لا يتجندون من بين طبقات السكان وعلى رأسهم الجمهور العربي والحريديم. هذا، مقابل قدرات كامنة لا تطبق في الخدمة الوطنية والمدنية، والتي شملت 18 ألف متطوع فقط في عام 2022، 30% منهم من السكان العرب والدروز.

 

حتى من بين الطبقات التي تخدم، وأكثر في الطبقات السكانية الأساسية، هناك تراجع في الدافعية للخدمة بشكل عام والخدمة القتالية والتوقيع على الخدمة الدائمة بشكل خاص. في عام 2007 أوصل هذا الاتجاه الجيش الإسرائيلي بعد سنوات من التراجع المستمر المسجل في استطلاع الدافعية الذي أجراه ويخفيه بالإضافة إلى رقم منخفض بلغ 64% في الدافعية للخدمة القتالية، إلى التوقف عن إجراء هذا الاستطلاع كمؤشر رئيسي، ولكن التهرب من المعطيات لا يغيرها ولا يحل المشكلة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك انتقادات متزايدة للجيش كمنظمة (على عكس الهيئة التي تؤدي دورها الأمني) وقد ساهمت قضايا من بينها قضية أجور معاشات التقاعد للضباط المتقاعدين وشروط الخدمة في تراجع الثقة في الجيش الإسرائيلي بشكل عام (انخفاض بنسبة 12% في استطلاع "معهد الديمقراطية الإسرائيلي" في كانون الثاني (يناير) 2022). وخاصة في كل ما يتعلق بالسلوك الاقتصادي (قال 51٪ ردًا على سؤال تم تضمينه في استطلاع أجراه معهد دراسات الأمن القومي في 2020 إن الجيش لا يتصرف بشكل صحيح اقتصادياً) وفيما يتعلق بالجنود. على هذه الخلفية سجلت لأول مرة غالبية مؤيدة للانتقال إلى نموذج "جيش محترف"؛ وتشير هذه المعطيات بشكل مؤكد تقريباً إلى عدم الرضا عن الوضع القائم وليس إلى فحص أو دراسة معمقة للتخلي عن فكرة "جيش الشعب".

_ الخدمة الدائمة وخدمة الاحتياط

يتأثر الجيش كونه واجهة المجتمع الإسرائيلي بالتغيرات الدراماتيكية في سوق العمل والاتجاهات في المجتمع. وإلى جانب تآكل "روح المقاتل "، من الملاحظ أن المنظومة العسكرية تجد صعوبة متزايدة في الحفاظ على المتميزين والمطلوبين للخدمة في صفوفه. عدد جنود الاحتياط النشطين والذي يبلغ حوالي 4 % فقط؟ وفقًا لمجلة The Marker وصل منذ فترة طويلة إلى المعدل الذي يحول عملياً القلائل الذين يقومون بخدمة مهمة إلى متطوعين يكون العبء النسبي عليهم كبيرًا.

الكفاءة اللوجستية لدى الجيش الإسرائيلي

على مدى السنوات القليلة الماضية أثيرت مسألة استعداد الجيش للحرب القادمة عدة مرات. التقدير هو أن المزاعم بأن الجيش غير جاهز للحرب القادمة مزاعم مبالغ فيها، ولكن من الواضح أنه يجب تعزيز الكفاءة اللوجستية، مع دراسة احتياجاته على المدى الطويل.

 

أحد الأمثلة من بين الكثير حدث خلال عملية "حارس الأسوار" – بعد الخصخصة، عندما اعتمدت الخطط العملياتية على مركبات يقودها في الغالب عرب، والذين يصعب الاعتماد على تجنيدهم في يوم صدور التعليمات لتنفيذ الخطة.

بالإضافة إلى ذلك، سيتعين على رئيس الأركان الجديد التعامل مع الآثار المالية لاتفاقية المساعدات الحالية مع الولايات المتحدة، والتي بدأت بموجبها بالانخفاض اعتبارًا من عام 2025 ستبدأ بشكل كبير إلى حد إلغاء “التحويلات” التي تسمح بتحويل 26% من المساعدات من عملة الدولار إلى شيكل لاستخدامها في إسرائيل. وهذا يعني ثغرة كبيرة في الميزانية مما سيكون له تأثير حقيقي على بناء القوة.

_ تراجع كفاءة السلاح البري

السلاح البري الذي يشكل القوة القتالية الرئيسية في “الجيش الإسرائيلي” في تراجع منذ فترة طويلة لأسباب مختلفة من بينها:

_ الامتناع عن تشغيل القوات البرية في المعارك الأخيرة، مما يثير الشعور بعدم الأهمية بين الجنود في الخدمة النظامية والاحتياط ويقوض ثقة القوات في نفسها وفي الاستعداد لتشغيلها.

_ فجوات الكفاءة بين الجنود في الخدمة النظامية والجنود في خدمة الاحتياط، مما يثير تساؤلات حول قدرة نظام الاحتياط على أداء مهامه.

_ التركيز عملياً على أسلحة الجو والاستخبارات والقوات الخاصة، مما يزيد بشكل كبير من تراجع أهمية الجيش البري الرئيسي والأهم.


المصدر: معهد أبحاث الأمن القومي




روزنامة المحور