الثلاثاء 11 تشرين أول , 2022 12:58

حاجز ومخيم شعفاط: سيطرة الاحتلال لم تمنع المقاومة

شعفاط

اخترق شاب فلسطيني كلّ إجراءات كيان الاحتلال المشدّدة خلال فترة الأعياد اليهودية ونفّذ عميلة إطلاق نار عند حاجز شعفاط شرق القدس المحتلة فقتل مجنّدة وأصاب جنديين آخرين أحدهما بحالة خطيرة جداً، قبل أن ينسحب من المكان. وكانت العملية رداً واضحاً على انتهاكات المستوطنين للمسجد الأقصى ومحاولة تمرير طقوسهم التهويدية، فيما رأى معلقو الاحتلال أن "مشاهد العملية قاسية" وتشير الى استهتار الجيش بحالة المقاومة في تلك المنطقة.

ولتعويض صورة الإخفاقات التي رسمتها العملية على ملامح ضباط الجيش، يستنفر الاحتلال منذ يومين بحثاً عن الشاب المنفّذ والذي يتوقع أنه دخل الى مخيم شعفاط الأقرب الى مكان العملية. وقد تحوّل المخيم الى مسرح لاقتحامات وحدات الجيش الخاصة، وقد حاصره الاحتلال لليوم الرابع على التوالي. وانتشرت القناصة على أسطح المباني، ورمى الاحتلال بالقنابل المسيّلة للدموع وسط وقوع الإصابات في صفوف المدنيين ومنع الطواقم الطبية من الوصول.

ما هو الواقع في مخيم وحاجز شعفاط؟

تأسس مخيم شعفاط للاجئين في عام 1965، بعد أكثر من عقد على تأسيس كافة المخيمات الأخرى في الضفة الغربية، وذلك فوق أرض مساحتها 2 كيلومتر مربع. تعود أصول الفلسطينيين فيه إلى 70 قرية منها القدس والمدن التي احتلّت عام 1948 ومن بينها اللد ويافا والرملة وطبريا وبئر السبع.

بنت وكالة الغوث الدولية 500 وحدة سكنية تتألف من غرفة واحدة فقط عام 1966، بينما أضاف سكان المخيم 1600 وحدة سكنية على حسابهم الخاص في الفترة الواقعة بين عامي 1966و1983. ويقدّر عدد سكانه اليوم بأكثر من 150 ألف فلسطيني أو حوالي  55 نسمة في الدونم الواحد. وهي تعد كثافة سكانية العالية جدا بالنسبة للمساحة.

أكبر المشاكل التي يعاني منها المخيم هي الكثافة السكانية، الى جانب الضعف الكبير في البنية التحتية، كما مشاكل في شبكات الصرف الصحي. ذلك بالإضافة الى تجاهل الأنظمة الفنية وأنظمة سلامة المباني عند البناء، وبسبب الاكتظاظ يبني الفلسطينيون مساكن من 3 الى 4 طوابق فوق أساسات وضعت لتحمّل طابقين فقط بالحد الأكبر.   

يحمل سكّان المخيّم الهوية المقدسية أو ما يسمى "بطاقة إسرائيلية" كي يستفيدوا من بعض الخدمات في مدينة القدس المحتلّة وتقديمها كـ"رشوة" من الاحتلال مقابل "الهدوء" ، لكنها لم تسلب منهم الانتماء الفلسطيني. ويشدّد الاحتلال من اجراءاته على سكّان المخيّم بهدف ترحيلهم وتهجيرهم من جديد ضمن مخطط لهدمه واستغلال مساحته لبناء مستوطنات جديدة في القدس والضفة الغربية.  

حاجز شعفاط: تحكم بالحركة وعزل الفلسطينيين

ينصب الاحتلال قرب المخيم حاجزاً عسكرياً (حاجز شعفاط) يتحكّم بحركة الدخول والخروج والحياة اليومية للفلسطينيين في مزيد من إطباق "السيطرة" والحصار على أراضي عام 1967. ما يمنع السكان من الوصول الى مدارسهم أو جامعاتهم أو مراكز عملهم.

أقامه الاحتلال بزعم أنه " مؤقت" خلال فترة الانتفاضة عام 2000، لكن في العام 2002 تحوّل الى شبة دائم مع بناء جدار يحيط ببلدة شعفاط والمخيم.  وفي العام 2009 ادعى الاحتلال تحويل الحاجز الى "معبر دولي" يفصل بين الأراضي التي تسيطر عليها بلدية الاحتلال في القدس وبين الضفة الغربية. وعمل على توسيع الحاجز وبناء غرف للتفتيش ووضع أبراج مراقبة وبوابات إلكترونية.

يتكوّن الحاجز من 3 مسارات رئيسية، الأول للمشاة عبر بوابات فحص إلكتروني وتدقيق في البطاقات وفي الكثير من الأحيان يعتقل الشخص عند المرور عبره ويتم التحقيق معه. المسار الثاني مخصص للحافلات التي تخضع لتفتيش دقيق، والثالث للمركبات الخاصة التي يجبر الجنود سائقها بالنزول لتفتيشها بالكامل. يتحكم جنود الجيش في هذه المسارات، وفي بعض الأيام يفتحونها بالكامل وفي أحيان أخرى يفتحون مساراً واحداً للفئات الثلاث ما يخلق زحمة كبيرة تعرقل حركة الفلسطينيين.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور