الخميس 18 آب , 2022 03:09

ارتفاع أسعار الطاقة والجفاف في اوروبا: اجتماع عوامل الأزمة

الدول الأوروبية

تتزايد تداعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، إلى الحد الذي لم ستعلن فيه الدول الأوروبية قريباً عن كارثة طاقاوية مع بداية فصل الخريف. فقد وصلت أسعار الوقود، بمختلف أشكالها، إلى مستويات قياسية لم تكن القارة قد شهدتها من قبل. وهو ما سيؤثر بالضرورة على مختلف القطاعات الإنتاجية، ومنها على نسبة إنفاق الفرد والقدرة على تلبية الاحتياجات الرئيسية للمواطنين.

ومن أبرز تداعيات ارتفاع أسعار النفط، خروج عدد من مفاعلات الطاقة النووية الأوروبية من الخدمة. وتقول رئيسة المجلس الأوروبي لأجهزة تنظيم قطاع الطاقة، إنغريت غرويبل، إنه "إذا أوقفت روسيا ضخ الغاز الطبيعي لن تكون هناك كميات كافية لتلبية الطلب، وهو ما سيؤدي إلى قطع الكهرباء بشكل دوري".

في 13 آب/أغسطس الجاري، ارتفع سعر العقود الآجلة للكهرباء في ألمانيا، -وهو ما يعد سعراً قياسياً لأوروبا، بحوالي 6% أي 455 يورو لكل ميغاواط/ساعة، في بورصة "وان يوروب" للكهرباء.

في حين ارتفعت الأسعار في فرنسا إلى أكثر من 7% أي 622 يورو لكل غيغاوات/ ساعة، وهو ما يعادل نحو 1100 دولار لكل برميل نفط. وبالتزامن، أصدرت الشبكة الوطنية لنقل الكهرباء في بريطانيا تحذيراً من تراجع احتياطيات الطاقة الإنتاجية لقطاع الكهرباء، وهو ما يجبرها على فرض قيود على تصدير الكهرباء إلى الدول المجاورة. وقالت الشبكة إنها واثقة من أن الاحتياطيات ستكون كافية رغم تراجعها إلى الدرجة التي جعلتها تصدر تحذيراً تلقائياً للسوق. ومع انه قد تم الغاء التحذير إلا ان ذلك أوضح حدة الضغوط التي تتعرض لها إمدادات الكهرباء في بريطانيا وأوروبا بشكل عام، وفق ما أشار وكالة بلومبرغ.

بالنسبة لبريطانيا، فقد ارتفعت أسعار الكهرباء إلى 17% أي 336.20 غيغاواط/ ساعة، وهو ما يعادل أكثر من ستة أمثال السعر في مثل هذا الوقت من العام خلال السنوات الخمس الماضية.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة شل النفطية البريطانية، بن فان بيردن، معبراً عن قلقه: "نحن ندرك تماما كل الصعوبات التي تجلبها أسعار الطاقة المرتفعة... زيادة كبيرة جدا في تكلفة المعيشة، إنه أمر مؤلم للغاية لكثير من الناس".

ووفقا لتقديرات بنك "جي بي مورغان"، فإن ارتفاع أسعار البنزين بنسبة 20٪ في الولايات المتحدة بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، "قد يؤدي إلى خفض الإنفاق على السلع والخدمات الأخرى بمقدار 9.6 مليار دولار شهريًا".

ولأن المصائب لا تأتي فرادة، حصل ما كان متوقعاً. حصول جفاف شديد يوثر بدوره على استنزاف كميات المياه المخزنة، مما يؤثر على قطاع الطاقة لكل من توليد الطاقة الكهرومائية وأنظمة تبريد محطات الطاقة. كما أن انخفاض إمدادات المياه وارتفاع الحرارة يقللان من المحاصيل، في حين أن المستويات المنخفضة بشكل خطير في قنوات الأنهار تضر بالتدفقات التجارية من خلال إجبار سفن الشحن على تخفيض حمولتها.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور