الأحد 07 آب , 2022 04:34

يديعوت أحرنوت: عدّة ثغرات في العملية على غزّة

جيش الاحتلال

يواصل كيان الاحتلال عدوانه على قطاع غزّة موجهاً بعض الضربات التي يزعم من خلالها ارباك المقاومة ودفعها نحو التراجع خاصة بعد تكثيف غاراته على المدنيين. لكن بعد مرور 48 ساعة فقط بدأت تتكشّف ثغرات هذا العدوان أمام صمود المقاومة أولاً ثمّ وحدة الفصائل والساحات الفلسطينية ثانياً.

يوضح رئيس الشعبة الفلسطينية بمركز "ديان" وجامعة "تل أبيب" مايكل ميلشتاين في مقاله في صحيفة "يديعوت احرنوت" العبرية عدداً من الفجوات فيما يتعلّق بالسياسة الإسرائيلية تجاه غزّة.

المقال المترجم:

بدأت عملية " الفجر " بإنجاز عملياتي ذو أهمية كبيرة لإسرائيل من خلال مبادرة هجومية. لقد فوجئت حركة الجهاد الإسلامي، وفقدت أحد كبار أعضاء ذراعها العسكرية في غزة. ومع ذلك، فإن نظرة أعمق تظهر أن تورط إسرائيل في حملة لم تكن مهتمة بها بشكل أساسي يجسد عددًا من الفجوات فيما يتعلق بالسياسة تجاه غزة:

_ أولاً، تشهد العملية على هشاشة الترتيبات التي تم الترويج لها في العام الماضي، والتي تقوم على فرضية أنه كلما تحسنت نوعية الحياة لسكان قطاع غزة، قل احتمال حدوث تصعيد أمني. يجب أن يحدث هذا بسبب الاضطرابات العامة التي ستنشأ في أعقاب صراع عنيف بدأه أحد الفصائل. لم تتحقق ردود الفعل على الضرر على المستوى المدني، الأمر الذي يثير علامة استفهام حول فاعلية المعادلة الاستراتيجية التي تسعى إسرائيل إلى الترويج لها في الجانب المدني في غزة. يتبين أنه في حالة عدم وجود أضرار مدنية يتطور التصعيد، ولكن حتى عندما يتم الترويج للأضرار المدنية بشكل واسعة، يكون هناك تصعيد.

_ ثانياً، تبرز الجهود الإسرائيلية لتوضيح أن مواجهة مع الجهاد الإسلامي تجري، وأنه لا مصلحة في الاحتكاك مع حماس. هذه مرة أخرى خطوة تتناقض مع الافتراضات الأساسية التي قامت عليها سياسة إسرائيل في العام الماضي. يجب عدم السماح لحماس بالهروب إلى موقع "المتفرج". إن قرار إسرائيل بشن حرب مستهدفة ضد الجهاد الإسلامي يمكن أن يعيد الحياة إلى "عصر الجولات المتقطعة" الذي تعرضت فيه إسرائيل لمضايقات متكررة من قبل فصيل فلسطيني أو آخر.

يرجح أن تنتهي العملية الحالية، مثل الجولات السابقة، في عدة أيام من القتال، يجب على إسرائيل ألا تنهي الحملة على شكل "قصة مفتوحة" تسمح للجهاد والفصائل الأخرى في غزة بتكرار أحداث مماثلة، ربما في المستقبل القريب.

إن إسرائيل تريد الحرب في غزة عملية قصيرة، لأنها غير مهتمة بشن حملة واسعة، ولكن حسب التقديرات على المستوى السياسي الأمني، فقد تستمر العملية أكثر من بضعة أيام، رغم أنه في الوقت الحالي لا توجد محادثات حول وقف إطلاق النار.  وفي الوقت ذاته تدرك إسرائيل أنه كلما طالت العملية، زاد الضغط على حماس للدخول فيها، رغم أن اسرائيل تريد "كسب الوقت"، لأن هناك قائمة أهداف يجب تحقيقها، لكنها لم تتحقق بعد.


المصدر: يديعوت أحرنوت

الكاتب: مايكل ميلشتاين




روزنامة المحور