الجمعة 24 حزيران , 2022 04:34

الانتخابات الخامسة: الكيان المؤقت يدخل فترة معقّدة سياسياً وأمنياً!

الانتخابات في الكيان المؤقت

يذهب الكيان المؤقت في 25 تشرين الأول / أكتوبر 2022 نحو انتخابات هي الخامسة خلال ثلاث سنوات ونصف. ما يظهر حجم التخبّط السياسي الداخلي وغياب استراتيجية العمل. فالمشهد المعقّد لم يتغير مع فوز الائتلاف ووصول نفتالي بينيت الى رئاسة الحكومة عن الوضع القائم أيام الرئيس السابق بنيامين نتنياهو. ولا تتوقع الأوساط الإسرائيلية أن يتبدّل هذا المشهد مع عودته أو مع ربما مع قدوم اسم آخر يترشّح للمنصب.  

بحسب اللواء والباحث في مركز بيغن السادات للدراسات الإسرائيلية الإستراتيجية جرشون هكوهين فإن "حكومة بينيت هي الأضعف في تاريخ حكومات إسرائيل وبدت هشة وغير مستقرة منذ لحظة تشكيلها، وهو ما يعكس أزمة الحكم التي تتشابك مع الأزمات الداخلية والملفات الإقليمية الحارقة، وأبرزها انسداد أفق حل القضية الفلسطينية والمشروع النووي الإيراني والتموضع العسكري الإيراني في سوريا وتسلح حزب الله." وإن "الجمهور الإسرائيلي يشعر ضعف القيادة، إذ عاش اليهود في الشتات القلق الوجودي، واليوم يعيشون القلق ذاته في أرض الوطن".

في العرض الآتي، نقدّم لكم قراءة للمشهد السياسي في الكيان عبر شرح هذه النقاط:

أولًا: لمحة حول الجولات الانتخابية الماضية

9 إبريل/ نيسان 2019

_ فاز حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو بـ 35 مقعدا من أصل 120 هم إجمالي عدد مقاعد البرلمان، وحصل منافسه الرئيسي تحالف "أزرق أبيض" برئاسة بيني غانتس وشريكه يائير لابيد، على 35 مقعدًا أيضًا.

_ كلا الحزبين فشلا في تشكيل حكومة، فتمّ حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكرة.

17 سبتمبر/أيلول 2019

_ حصل تحالف "أزرق أبيض" بزعامة غانتس ولابيد، على 33 مقعدا، والليكود على 32 مقعد.

_ كلا الحزبين فشلا مجددًا في تشكيل حكومة في الموعد المحدد، فتمّ حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكرة.

2 مارس/آذار 2020

_ فاز "الليكود" بأكبر عدد من المقاعد 36 مقعدًا، وحصل منافسه تحالف "أزرق أبيض" على 33 مقعد.

_ فشل كلا الحزبين في تشكيل حكومة، لكن نتنياهو وغانتس، اتفقا لاحقًا على تشكيل حكومة بالتناوب.

_ لم تصمد الحكومة كثيرًا جراء عدم القدرة على إقرار الميزانية والخلافات بين نتنياهو وشريكه غانتس، وتم حلّ الكنيست في ديسمبر/كانون الأول، وتمت الدعوة لانتخابات مبكرة.

23 مارس 2021

_ فاز "الليكود" بأكبر عدد من المقاعد 30 مقعدًا، وتفكك تحالف "أزرق أبيض" بين لابيد وغانتس.

_ فشل نتنياهو في تشكيل حكومة.

_ أسفر اتفاق بين 8 أحزاب - مناهضة لاستمرار ولاية نتنياهو رئيسًا للوزراء - عن إعلان الائتلاف الحكومي، في 13 يونيو/حزيران 2021، بعد مصادقة الكنيست عليه بالأغلبية. ونص الاتفاق الائتلافي على أن يتم التناوب على رئاسة الوزراء بين لابيد زعيم حزب "هناك مستقبل" الوسطي، وبينيت زعيم حزب "يمينا"، اليميني، على أن يبدأ الأخير أولًا حتى سبتمبر 2023.

_ رغم تعرض الائتلاف للكثير من المصاعب، إلا أن عدم القدرة على تمديد العمل بقانون أنظمة الطوارئ في 7 يونيو/حزيران 2022 والذي يعامِل المستوطنين بالضفة، معاملة الإسرائيليين، أدى إلى الإطاحة بالحكومة والدعوة لانتخابات جديدة.

25 أكتوبر 2022 (الجولة الخامسة القادمة)

_ في 20 يونيو أعلن رئيس الوزراء بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد اتفاقهما على حلّ الكنيست والتوجه إلى انتخابات مبكرة في 25 أكتوبر المقبل.

ثانيًا: الوضع السياسي الحالي في الكيان المؤقت

انهارت حكومة نفتالي بينت "حكومة الوحدة"، بعد مرور عام فقط. فبحسب مصادر الائتلاف الحكومي لوسائل الإعلام العبري فإن " بينيت انهار في الأسابيع الأخيرة بسبب الأزمة السياسية".   وذلك بعد إعلانه ورئيس الحكومة الانتقالي يائير لابيد قرارهما حل الكنيست.

كيف انهارت الحكومة؟

رافقت الأزمات حكومة بينيت منذ نشأتها، حيث واجهت أزمات داخلية متمثلة بـ: انتشار عمليات الاسود المنفردة، احتدام المواجهات الاسرائيلية الفلسطينية، اغتيال شيرين ابو عاقلة، تعاظم قوة فصائل المقاومة، تفكك داخلي، انسحابات من الائتلاف. قال الإعلامي الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية والفلسطينية يواف شتيرن أن انهيار حكومة بينيت تشير "إلى عمق التشرذم السياسي والشرخ في المجتمع الإسرائيلي وعدم التوافق أو الإجماع على حقيقة المخاطر الخارجية المحدقة مثلما كان بالسابق، وسط المخاطر الداخلية التي تهدد مستقبل إسرائيل".  بالإضافة الى أزمات خارجية عززها بينيت عبر رفع منسوب التهديدات ضد ايران وحزب الله وانتقاله إلى ساحات أخرى مثل الساحة التركية وتوسعه في سوريا وغيرها. قال شتيرن "بينيت تمادى بالتهديدات ونبرة التصعيد ضد إيران وحزب الله في سوريا، في محاولة لتصدير أزمات حكومته الداخلية وخلق حالة من الحرب وقرع طبولها عبر وسائل الإعلام، وذلك سعيا منه لتدعيم حكومته بأحزاب من معسكر المعارضة الذي يقوده نتنياهو."

وكان السبب المباشر لسقوط حكومة بينيت هو تمرّد أعضاء الكنيست على رأسهم الداعمين لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو. بعد سقوط " قانون الطوارئ في مستوطنات الضفة الغربية" في الكنيست، تفكك أعضاء الائتلاف وانهار مكتب بينيت، فانسحبت المستشارة السياسية شمريت مئير، وانسحب رئيس طاقم مكتبه، طال غان تسفي، وتقاعد المساعد الشخصي والمتحدث الأخير باسمه. وكذلك تفككت كتلته، الأول كان عضو الكنيست عميحاي شكلي الذي صوت ضد تشكيل الحكومة قبل عام، تبعته عضو الكنيست عديت سيلمان التي كانت رئيسة الائتلاف. كما اتنقل التفكك على المكونات الأخرى للتحالف، حيث نجحت عضو الكنيست ريناوي الزعبي في احداث ارتباك اخر في الائتلاف، فبدايةً قررت الانسحاب من الائتلاف وبعد أن أقنعها يائر لابيد بالعودة صوتت ضده مرة أخرى. وكان الأخير عضو الكنيست نير أورباخ، مساعد بينيت. وأصبح الائتلاف الحكومي في الكنيست الإسرائيلي بقيادة نفتالي بينيت أقلية مشكلة من 59 عضوًا بدلًا من 61.

أدرك بينيت أن حكومته وصلت الى نهاية طريقها، ففضّل التنحي قبل السقوط وتمّ أخد القرار بحلّ الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة. قال بينيت: "كانت التجربة ناجحة، نعم كانت التجربة ناجحة لكن المريض مات!! تم تحديد وفاة الحكومة التي كانت ميتة منذ 6 أبريل، عندما انسحبت عديت سيليمان من الائتلاف، بعدها تم وصل الحكومة بأجهزة التنفس الاصطناعي، ورغم ذلك استمر الأعضاء بالخروج منها وتبرعت بنفسها للمعارضة". التزم بينيت بإتفاقية التناوب وسلّم لابيد رئاسة الحكومة الانتقالية.

ردود فعل المعارضة

قال زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو في بيان مسجل له: "أمسية بها أنباء سارة لملايين المواطنين في إسرائيل، بعد عام من النضال الحازم من قبل المعارضة في الكنيست والمعاناة الكبيرة للجمهور في إسرائيل، من الواضح للجميع أن أفشل حكومة في تاريخ البلاد قد انتهت، أنا وأصدقائي سنشكل حكومة وطنية واسعة برئاسة الليكود، حكومة تعتني بكم، بجميع مواطني إسرائيل دون استثناء". ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن نتنياهو قوله إن الحكومة الحالية فقدت قدرتها على الحكم، وإنهم واثقون من الفوز في الانتخابات.

وسخر نتنياهو من بينيت (الذي كان مساعده المقرب السابق)، قائلا "إن حكومة بينيت تقيم واحدة من أطول الجنازات في التاريخ".

الفريق الأقوى والأضعف

نشرت إذاعة 103 الإسرائيلية استطلاع رأي أظهر أنه لا إمكانية أمام أيّ من المعسكرَين الإسرائيليين لتشكيل الحكومة بعد انتخابات الكنيست، المزمع تنظيمها في 25 تشرين الأول المقبل، وأن لا تغييرات جذرية على الخريطة السياسية الحزبية. 

حصل حزب "الليكود" في الاستطلاع على 36 مقعداً، من دون أن يتمكّن زعيم الحزب، بنيامين نتنياهو، من تشكيل حكومة، كما أنه ليس لدى المعسكر المعارض لنتنياهو القدرة على تشكيل حكومة. ويُظهر الاستطلاع بأن المعسكر الداعم لنتنياهو سيحصل على 59 مقعداً؛ حيث حصل "الليكود" على 36 مقعداً، وتحالف "الصهيونية الدينية" على 10 مقاعد، و"شاس" على 7 مقاعد و"يهودية التوراة" على 6 مقاعد.

وأظهر الاستطلاع تنامياً طفيفاً في قوة حزب "الليكود"، وكذلك في قوة حزب "يمينا"، وتحالف "الصهيونية الدينية"، فيما حافظت غالبية الأحزاب باستثناء "ميرتس" على قوتها مقارنةً باستطلاعات الرأي السابقة.

في المقلب الآخر، حصل معسكر بينيت-لابيد على 55 مقعداً، دون أن يتمكّن حزب "ميرتس"، وهو أحد أركانه، من تجاوز نسبة الحسم. وقد حصل حزب "هناك مستقبل" على 20 مقعداً، وحزب "العمل" على 7 مقاعد، و"أزرق أبيض" على 8 مقاعد، وحزب "يمينا" على 7 مقاعد، و"إسرائيل بيتنا" على 5 مقاعد، و"أمل جديد" على 4 مقاعد، والقائمة "الموحّدة" على 4 مقاعد، و"القائمة المشتركة" على 6 مقاعد.

تحركات بينيت المقبلة

نقلت صحيفة "معاريف" عن مقرّبين من بينيت، قولهم إنه "سيدرس خطواته، ومن المتوقّع أن يتّخذ قرارات في الأيام المقبلة". كما نقلت "القناة 12" عن مقرّبين من بينيت أيضاً قوله لهم: "أخطّط حالياً للانعزال وعدم التواصل مع أيّ شخص سأفكّر في خطواتي في الأيام القادمة".

ونقلت "اسرائيل اليوم" رسالة عن بينيت في 21 حزيران 2022 قال فيها أنه سيترشح الى الكنيست القادمة، ولكن حتى بالنسبة له من المحتمل أن تكون الاستطلاعات هي التي ستقرر في الأيام الأخيرة. وقد بدأت الاتصالات بين حزب يمينا وحزب أمل جديد لتوحيد الحزبين، ولكن لم يتم الاتفاق على أي شيء، وظهرت بعض الصعوبات في العملية، خاصة في ظل عدم وجود ثقة خاصة أو تقارب بين قادة هاذين الحزبين.

ثالثًا: تداعيات حلّ الكنيست على الصعيد الأمني والإقتصادي

على الصعيد الأمني:

بحسب محلّل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، احتمال فوز زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو بالانتخابات قد يؤدي الى:

_ تجدد مساعيه ضد الجهاز القضائي- بسبب قضايا الفساد التي تلاحقه-ما يقوّض النظام الديموقراطي في إسرائيل.

_ تشكيل حكومة يمينية ضيّقة مع بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير (وكلاهما من كتلة الصهيونية الدينية). وفي حال عيّنهما وزيرين كبيرين في حكومته، فإن اسرائيل قد ينجرّ سريعاً إلى مخاطر أمنية، بينها مسار تصادم مع إدارة بايدن وربما مع معظم المجتمع الدولي أيضاً.

_ عدم حدوث تغيّرات كبيرة، فيما تصرّفت حكومة بينت تقريباً مثل حكومة نتنياهو، خصوصاً في مواجهة إيران واستمرار الهجمات في سوريا؛ في حين أنه على صعيد الساحة الفلسطينية، كان الوضع هادئاً نسبياً مقابل غزة، فيما سجّلت الضفة موجة من العمليات منذ آذار الماضي، امتدت إلى داخل الخط الأخضر (أراضي الـ48 المحتلة) إلى أن انحسرت أخيراً.

_ عدم ضمانة للحفاظ على الهدوء النسبي في الفترة الممتدة من حل الكنيست وصولاً إلى الانتخابات.

_ تأجيل تعيين رئيس هيئة أركان جديد بدل كوخافي التي ستنتهي ولايته، بسبب وجود حكومة انتقالية، إلى ما بعد الانتخابات، الأمر الذي سيُدخل الجيش في فترة إشكالية من انعدام الوضوح.

على الصعيد الاقتصادي:

بحسب محلّل الشؤون الاقتصادية في يديعوت أحرنوت، سيفر بلوتسكير:

_  إن المنافسة بين الأحزاب على استمالة الناخبين تجري من خلال قرارات شعبوية، في حين أن مواجهة الوضع الاقتصادي تستدعي وجود قيادة موحّدة ومتجانسة وحازمة، قيادة قادرة على اتخاذ قرارات لا تحظى بشعبية والامتناع عن خصومات داخلية، من أجل الإيحاء للجمهور بأنه تتم السيطرة على الوضع.

_ خلافاً لتفسيرات بينت، الانتخابات لن تمنع انعدام اليقين والفوضى، بل ستفاقم فوضى محلية على تلك العالمية.

_ إن حكومة لابيد الانتقالية ستشهد فترة متوترة ومنهِكة ومليئة بالتحديات والمخاطر، وتستوجب قرارات مدروسة وبعيدة من الانحيازات، إلى جانب القدرة التي تتطلّبها مواجهة التحديات السياسية والأمنية.

بحسب المحللة سونيا جوروديسكي في إسرائيل اليوم:

_ ستذهب "إسرائيل" إلى الانتخابات الخامسة في غضون ثلاث سنوات، وهو أمر يمكن أن يتحول إلى ضربة قاسية لتكلفة المعيشة المرتفعة بالفعل في "إسرائيل"، ويضاف إلى ذلك بالطبع تكلفة الانتخابات نفسها والتي تقدر بمليارين إلى ثلاثة مليارات شيكل، ومنها خسارة يوم عمل للاقتصاد، وكذلك ميزانية لجنة الانتخابات، وغير ذلك.

_ قد يعود سوق العقارات الذي بدأ لتوه في إظهار علامات الاعتدال، إلى قفزة في أسعار الشقق، وتعد أسعار العقارات المرتفعة أحد الأسباب الرئيسة لارتفاع تكلفة المعيشة في "إسرائيل"، سواء كانت إيجاراً أو سداد للقرض العقاري الشهري.

المدير المالي لشركة التمويل العقاري "روبي كابيتال"، والمدير العام السابق للتصنيف "عيران هايمر" في محادثة مع إسرائيل اليوم:

_ إن عدم اليقين في حالة الانتخابات سيؤثر بلا شك سلباً على أسعار السكن، لذلك تبدو الانتخابات أسوأ حالة يمكن أن يتوقعها سوق العقارات، إلا إذا تم إجراء الحملة الانتخابية في وقت قصير وتم تشكيل حكومة مستقرة بسرعة، وهو أمر يمكن أن يحدث، ولكن ليس في "إسرائيل".

رابعًا: السيناريوهات المتوقعة

حظوظ نتنياهو:

_ يعتبر حزب الليكود "الرابح الأكبر"، فكل استطلاعات الرأي تشير إلى حصوله على 36 مقعداً في الانتخابات القادمة وتأييد كبير لنتنياهو ليكون رئيس الحكومة القادمة.

_ حتى لو عاد نتنياهو رئيسًا للوزراء، يعتقد بعض المعلقين أن عودته قد تكون قصيرة الأجل. كتب آري شافيت، الصحافي الإسرائيلي، في تعليق لصحيفة "ماكور ريشون"، وهي صحيفة يمينية: "على المدى الطويل سيكتشف نتنياهو أن الطريق الذي اختار أن يسلكه سيقوده إلى طريق مسدود. وسينظر العديد من ناخبي يمين الوسط إلى قوميته المتشددة على أنها أنانية لا حدود لها. وقوميته المتعصبة ستخيف مئات الآلاف وتفزعهم". وأضاف: "عندما يتضح أن بيبي لم يعد قادرًا على السيطرة على الحريق الذي أشعله، فسيحترق به هو نفسه".

_ أعلن رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" ووزير المالية، أفيغدور ليبرمان، في 21 حزيران 2022، أن الائتلاف سيرفق بمشروع قانون حل الكنيست، غدا، مشروع قانون يمنع متهما بمخالفات جنائية من تشكيل حكومة، في إشارة إلى رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو. وقال بينيت، خلال مؤتمر يعقده "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية"، إن "الهدف الأساسي هو منع عودة نتنياهو إلى الحكم" في الانتخابات المقبلة.

مصير الانتخابات المقبلة:

_ الذهاب نحو انتخابات جديدة قبل نهاية العام الجاري، ويكون يائير لابيد هو رئيس الحكومة في الفترة الانتقالية.

_ احتمالية تشكيل ائتلاف يميني بقيادة حزب الليكود وعلى رأسه نتنياهو دون الحاجة للذهاب لانتخابات.

_ الذهاب إلى الانتخابات وعدم قدرة الليكود على حسم 61 مقعدًا في الائتلاف المقبل والعودة إلى الأزمة التي سبقت تشكيل حكومة نفتالي بينيت قبل عام.

مصير بينيت:

_ وفقاً لتحليل قناة كان العبرية، هناك توجه عند بينت لاعتزال الحياة السياسية لأنه سيدفع ثمن كبير في حال ترأس حزبه الانتخابات القادمة وأيضاً بسب حالة التمرد الكبير ضمن مكونات حزبه وقاعدته الانتخابية لهذا ورد بانه سيسلم قيادة يمينا لماتان كهانا مع إشارات بان يكون له دور ائتلافي ما مع لابيد.

مصير المنشقين من يمينا:

_ سيتوجه المنشقين الى بناء ائتلافات جدية مع لبيت اليهودي ومفاصل ذات توجهات صهيونية دينية، بعدما اعتبرهم يمينا خائنين.

سياسة لابيد:

_ سيكون لابيد كما بينت، محافظاً على السياسات نفسها المُتّبعة في الأعوام الأخيرة، ومعتمد على تَوجّهات المؤسّسة الأمنية وقراراتها، وسيبتعد عملياً عمّا يتعارض معها، وإن صدر عنه ما يوحي بخلاف ذلك.

راعم:

_ لن يستطيع منصور عباس تحقيق وعوده التي أطلقها لأنه لن يتلقى ميزانيات للخطة التطويرية الخمسية، فستنقلب عليه المواقف عكسيًا خصوصًا من قاعدته الانتخابية والتي تعرضت لتحريض ومزايدات بسبب أحداث الأقصى وغيرها من المواقف التي كان يجب على راعام ان يكون له موقف واضح فيها رغم أن المحللين اعتبروا أن شعبية راعام ومنصور عباس زادت بشكل كبير في القرى البدوية في النقب والذين تشهد قراهم اقبال ضعيف بل شبه معدوم للتصويت في الانتخابات مع توقعات أن يكون راعام بيضة قبان حكومة قادمة حتى لو كانت يمينية.

القائمة المشتركة:

 ستحافظ على مكانتها إلا إذا حدث خلافات بين مكوناتها وهذا مُستبعد.

مصير بني غانتس:

_ سيواجه غانتس معركة رئاسة أركان الجيش في ظل انه لم ينجح في تكليف رئيس للأركان جديد قبيل حل الكنيست لهذا سيبقى كوخافي في منصبه حتى يناير 2023 حتى تكليف حكومة جديدة بناء على نتائج الانتخابات القادمة (وهذا سيكون عامل فاعل في عدم انجرار جيش الاحتلال لمغامرة عسكرية إضافة لعوامل ميدانية وإقليمية وسياسية).

_ بحسب استطلاع الرأي تبيّن أن غانتس يحافظ على قاعدته الشعبية، لكنه يعتبر خاسرًا لأن لابيد أصبح زعيم يسار الوسط.

المواجهة الاقليمية:

_ سترتفع حدّة المزايدات في إسرائيل، خاصة إن نجح الائتلاف الحالي في حلّ "الكنيست"، وستكون نبرة التهديد عالية جدّاً تجاه ساحات المواجهة، القريبة منها والبعيدة. إلّا أن ما يعترض تنفيذ تلك التهديدات اليوم، أنه لم تَعُد أيّ جبهة من جبهات المواجهة مجرّدة من القدرة على الردّ المُوجع على استهدافها. وفي انتظار تبلور المسار السياسي المقبل في الكيان، لن تتلمّس هذه الجبهات تغييرات ملموسة؛ إذ إن صاحب القرار الفعلي في مرحلة لابيد الانتقالية سيظلّ المؤسّسة الأمنية، كما كانت في مرحلة بينت الأصيلة.

_ تبقى مسألة حزب الله والحفر في حقل كريش تتراوح بين نجاح المفاوضات أو التصعيد العسكري، الأمر الذي يمكن أن يحسم في لحظة ولكن مستعبد أن يتحول إلى معركة طويلة مع الاحتلال.

الداخل الفلسطيني:

_ من غير المتوقع أن يقدم الكيان على معركة مباشرة مع غزة مع عدم استبعاد موجات تصعيد حسب الظروف الأمنية والميدانية في حينه لهذا يتوقع أن تبقى جبهة غزة هادئة ما لم تحدث مستجدات إقليمية أو ميدانية في غزة أو الضفة محفزة على التصعيد.

_ يمكن أن يتعامل الكيان مع مراكز المقاومة بالضفة الغربية على نفس المستوى الحالي حتى لا يتورط في مواجهة غير محسوبة، ولكن يمكن لحدث ما أن يخلط الأوراق وانفجار الموقف.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور