الأربعاء 22 حزيران , 2022 02:21

محمود الخواجا: كيف أسّس الهيكلية العسكرية لـ "قسم"؟

الشهيد القائد محمود الخواجا

يصادف اليوم 22 حزيران / يونيو 2022 الذكرى الـ 27 لاستشهاد مؤسس الجناح العسكري الأول (قسم) – الذي بات اليوم يعرف باسم "سرايا القدس" - لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد محمود الخواجا الذي اغتاله كيان الاحتلال عبر ثلاثة من عملائه بسلاح كاتم للصوت.

فما هي الاستراتيجيات التي عمل بها الشهيد الخواجا وكيف وضع الهيكلية العسكرية لـ "قسم" تحت الظروف المعقّدة التي رافقت فترة الانطلاقة في الثمانينيات؟

الاستراتيجيات مهمة في العمل

تلقى الشهيد القائد محمود الخواجا كتاباً من مؤسس حركة الجهاد الإسلامي الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي ينص على ضرورة تشكيل خلايا مسلحة لتنفيذ عمليات عسكرية تضرب عمق الكيان. والتزاماً بهذه التوصية، بادر الشهيد الخواجا الى تأسيس الجناح العسكري الذي عرف باسم القوى الإسلامية المجاهدة "قسم" واستطاع التغلّب على الكثير من الصعاب والعقبات من خلال اعتماده على استراتيجيات مهمة في العمل، وقد تمثّلت بـ:

1/ استراتيجية إعادة بناء العناصر والافراد

2/ استراتيجية الارتقاء والنمو

3/ استراتيجية السيطرة والتحكم في جميع الاوقات والظروف

الهيكلية العسكرية لـ "قسم"

تدرّج الشهيد الخواجا في الخطوات وصولاً  الى مرحلة وضع النواة الأولى للهيكلية العسكرية لجهاز "قسم" حيث قسّمه على شكل حلقات ودوائر متسلسلة متشابكة تبدأ بالقائد وتنتهي بالجندي. لينتقل بعدها الى رسم خطوط العمل الميداني من خلال وضع خطة ذات مهمات محددة، تبدأ بالتحضير والتجهيز والتواصل مع الافراد المؤهلين للمهمة المطلوبة وتزويدهم بما يلزمهم من معدات وأدوات ومال.

تشكّلت الهيكلية العسكرية لقيادة "قسم" من:

1/ المجلس العسكري المصغر

هي الدائرة الاهم والأخطر لعظمة واهمية وحساسية وسرية الاعمال والمهام التي يقوم بها هذا المجلس حيث من مهامه التخطيط والاشراف على العمليات العسكرية حيث تكون هذا المجلس من:

_ الشهيد محمود الخواجا: قائدا للمجلس

_ الشهيد محمود الزطمة: مهندساً ومجهزاً للعبوات المتفجرة

_ الشهيد عمار الاعرج: خبيراً عسكرياً وسياسياً

_ الشهيد أيمن الرزاينة: قائداً ميدانياً

_ شخصية تدير الامور المالية للجهاز

2/ مجلس شورى "قسم"

يضم القادة الميدانيين والمختصين بعمليات المواجهة وإطلاق النار. كما يضم مجاهدين مدربين ومجهزين لتنفيذ المهام العسكرية.

3/ الجند وهم أعضاء وعناصر الجهاز العسكري

 عمل الشهيد محمود الخواجا على تقسيم العمل في الجهاز العسكري الى عدة دوائر حتى يسهل عليه السيطرة والضبط والتحكم بالجهاز، وتمثلت هذه الدوائر في:

_ دائرة الرصد والاستطلاع

_ دائرة التدريب

_ دائرة المشتريات

_ دائرة الصيانة والتخزين

دور الخواجا في الإشراف وتوفير العُدّة

عمل الشهيد القائد الخواجا على توفير بعض الأسلحة والمعدات العسكرية اللازمة مثل الكلاشنكوف، الديكتريوف، الجليلو، الجيللون، m16، العوزى، المسدس، القنابل اليدوية، والغام أرضية من بقايا الجيش المصري في حرب عام 1967 حيث تمت صيانتها. وعملت المجموعات الجهادية الأولى التي ضمّت من 3 الى 4 مجاهدين على التناوب على قطعة سلاح واحدة بسبب ندرة العدّة العسكرية لكنها استطاعت بالمعدات البسيطة والقليلة أن تنفّذ العديد من العمليات التي كبّدت الاحتلال الخسائر.

كما اعتمد الشهيد الخواجا عند إشرافه على أي مهمة أو عمل الخطوات الآتية:

_ تخصيص اسم مستعار للعنصر المكلف بالمهمة

_ استخدام أسلوب القصة الساترة لوجود شخصين أو أكثر معاً

_ رصد ومراقبة المكان جيدا على مدار اللحظة

وكان القائد مسؤولاً عن العديد من العمليات النوعية ومن أهمها عملية "بيت ليد" المزدوجة والتي من خلالها نقل الشهيد العمل العسكري الى عمق الاحتلال في مناطق الدّاخل المحتل. بالإضافة الى عملية "فك الحصار"، عمليات شارع النصر وموراج في منطقة البرازيل في قطاع غزّة، وعملية حي الجنينة، و"كفار داروم" (نفذها الاستشهادي خالد الخطيب)، وعملية "نتساريم" (نفذها الشهيد هشام حمد). وأدت جميعها الى مقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال حيث كان هدف الشهيد من كل عملية هو  تحقيق إصابة مباشرة في الجنود. ذلك بالإضافة إلى العشرات من العمليات الاستشهادية التي أشرف عليها دون أن يتم الإعلان عن مسؤوليته.

هذا الجناح العسكري الأول الذي أسّسه القائد محمود الخواجا، بات يتمتّع بقدرات عسكرية نوعية تصنع محلياً على أيدي مهندسي ومجاهدي سرايا القدس. كما باتت رشقاتها الصاروخية ترسم معادلات الردع التي تحدّد ملامح الصراع مع الكيان المؤقت ومستقبله المحكوم حتماً – بفعل المقاومة – بالزوال. وأمام هذه البصمات التي تركها القائد الخواجا قال بحقه الشهيد الدكتور الشقاقي " نعم هذا هو حجم محمود الخواجا الذي يجب أن تعرفوه وأن تعرفه الأمة...هو الفارس الذي يشكّل تهديداً استراتيجياً – حسب تعبير رابين بعد عملية "بيت ليد" – للدولة العبرية وللسلام الأمريكي الصهيوني".


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور