السبت 11 حزيران , 2022 11:05

يديعوت أحرنوت: دولة بلا استراتيجية وأغلبية يهودية هي نهاية الحلم الصهيوني

مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال

يعيش الكيان المؤقت في الآونة الأخيرة عُقدة "العقد الثامن" حيث ترى الأوساط الإسرائيلية أن "دولةً يهودية" لم تعمّر أكثر من 80 عاماً. وتتسّع رقعة الأزمات الداخلية في الكيان على المستويات كافة مع انسداد أفق العلاج، وهو ما عبّر عنه رئيس "الموساد" الأسبق تامير باردو بأن "إسرائيل اختارت تفعيل آلية التدمير الذاتي لديها".

في مقال له في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية يضيف باردو حول  هذه النظرية  أن "الدولة التي لا توجد فيها أغلبية يهودية مطلقة ستكون نهاية الحلم الصهيوني...منذ حزيران / يونيو 1967 نحن دولة بلا استراتيجية".

النص المترجم:

بينما كثر الحديث عن التهديدات الكبيرة التي تحوم فوق إسرائيل من إيران والفلسطينيين، فإنني أرى التهديد الأكبر يتمثل بنا نحن الإسرائيليين، من خلال ظهور آلية تدمير الذات التي تم إتقانها في السنوات الأخيرة، تماما مثل أيام تدمير الهيكل الثاني، مما يستدعي منها وقف هذا المسار الكارثي قبل نقطة اللاعودة.

 البلد ممزق وينزف. بعد أربع حملات انتخابية خلال عامين، تم تشكيل حكومة يصعب هضمها، وفازت بالأغلبية، وإن كانت ضيقة، لكن من أطيح بهم من السلطة بعد 12 عاما يرفضون الاعتراف بالنتيجة بل ويرفضون معالجتها. كما تقاطع المعارضة نفسها أي مشروع قانون، ولا شك أن دور المعارضة وحقها الكامل هو محاولة قلب نظام الحكم، ولكن لا يمكن أن تمنع تمرير القوانين التي تتماشى مع قانونها. وجهات النظر والأمن القومي أو المصلحة العامة. لا يتوافق شل الإجراءات الحكومية مع قواعد العقيدة الاجتماعية التي يقوم عليها النظام الديمقراطي.

علاوة على ذلك، يتسم الخطاب الإسرائيلي بالتعصب والعنف اللفظي ضد أولئك الذين يفكرون بشكل مختلف، وكنيست إسرائيل مثال سلبي يتغلغل في المجتمع الإسرائيلي. عام1948 كان الجدل الحقيقي حول الدين والدولة، وحال الجدل السياسي حول هذا الموضوع دون وضع دستور. أما النقاش الثاني، الذي لم يُحسم فيه، فكان ماهية حدود الدولة، على الرغم من أن التعريف الأساسي للدولة هو "تنظيم سياسي لتطبيق المصالح المدنية في منطقة معينة.

من 10 حزيران / يونيو 1967، لم تعد لدولة إسرائيل حدود. اليوم هناك ثلاثة أجيال تعيش في البلاد لا يعرفون  ذلك، ومنذ 55 عاماً نحن دولة بلا استراتيجية. السؤال عن الكيفية التي نريد أن نرى بها الدولة اليهودية في غضون 30 عامًا بلا إجابة، ولا يوجد سياسي على استعداد لتحديد هدف، ومعظمهم يرفعون أعينهم في السماء.

كل شخص يعرّف نفسه على أنه صهيوني يفهم أن الدولة التي لا توجد فيها أغلبية يهودية مطلقة ستكون نهاية الحلم الصهيوني. يوجد اليوم بين البحر والأردن يهود صهاينة ويهود غير صهاينة وغير يهود داخل حدود عام 1967 وغير يهود في يهودا والسامرة وغير يهود في أراضي غزة. إن الفكرة أو الوهم بأننا في يوم من الأيام سنجد أولئك الأشخاص الذين سيوافقون على التمييز ضدهم، دون حقوق متساوية لأصحاب المنازل اليهود، هو وهم مجنون. الأمر يستحق الفهم مرة واحدة وإلى الأبد: لا توجد قوة في العالم تمنع البشر من الكفاح والتصرف بأي وسيلة من وسائل الحرية والمساواة.


المصدر: يديعوت أحرنوت

الكاتب: تامير باردو




روزنامة المحور