الجمعة 10 حزيران , 2022 05:36

كيف يخطط الاحتلال لتهويد القدس وتقسيم الأقصى؟

المسجد الأقصى

تزايد مخططات الاحتلال التي تهدف الى تهويد المسجد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً، ضمن محاولة تحقيق وجود يهودي دائم مباشر فيه، وهذا ما شهدته القدس المحتلة في الأعياد اليهودية الشهريين الماضيين. وأصبحت اقتحامات المستوطنين وإقامة طقوسهم في باحاته أو أحياء البلدة القديمة في القدس المحتلّة تحت "حراسة" قوات الاحتلال تمثّل تهديداً لهوية الأقصى.

تُرجع فكرة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى للأذهان مأساة ما حدث منذ مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل قبل 23 عامًا، عندما قرر الكيان المؤقت اقتطاع أكثر من نصف المسجد وتخصيصه للمستوطنين مع إغلاقه تمامًا أمام المسلمين أثناء المناسبات اليهودية.

وأضحت مسألة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى تثير جدلاً كبيراً في الأوساط الفلسطينية كما الأوساط الإسرائيلية. وهذا يضعنا أمام جملة من التساؤلات: ماذا يعني التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى؟ لماذا يريد الاحتلال فرضه على المسجد الأقصى برغم أنه يقع في القدس الشرقية وليس الغربية بحسب التقسيم الاسرائيلي؟ وهل هناك بالفعل مخطط إسرائيلي لاقتطاع مساحة من "الأقصى" لصالح المستوطنين؟

ترصد الورقة الحالية، من إصدار مركز الدراسات السياسية والتنموية ومن إعداد الباحثان أحمد محمد أبو كميل وإبراهيم محمود الحواجري، مخططات الاحتلال الإسرائيلي لاقتطاع مساحة من المسجد الأقصى، والإجراءات الإسرائيلية فيه، بهدف الاطلاع على الإجراءات الإسرائيلية الممهدة لتقاسم المسجد الأقصى، كما تحذر الورقة من تنفيذ مخطط الاحتلال باقتطاع مساحات من المسجد الأقصى المبارك بشكل كامل والسيطرة عليها، وتغير المشهد في المدينة المقدسة لصالح المستوطنين اليهود.

حقائق مهمة:

1. المسجد الأقصى هو أول قبلة للمسلمين، وثالث المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها، تبلغ مساحته 144 دونمًا، ويضم نحو 200 معلمًا، تضم العديد من المصليات والمتاحف والمدارس والمآذن والقباب، والجامع القبلي وقبة الصخرة جزءان منه.

2. يزعم اليهود أن لهم "هيكلاً" أو "معبدًا" كان موجودًا مكان المسجد الأقصى وبناه سيدنا سليمان عليه السلام، لذلك يسعون لإعادة بناء المعبد المزعوم كهدف استراتيجي، من خلال الاقتحامات التي يقومون بها والتي ازدادت وتيرتها.

3. تبلغ الاقتحامات ذروتها بالتزامن مع الأعياد اليهودية: "عيد الفصح اليهودي"، "ذكرى خراب المعبد"، وموسم أعياد "رأس السنة العبرية"، ومن ثم "العُرُش"، ما يعني أن مواسم التصعيد المتكررة هي: آذار، نيسان، تموز، آب، أيلول، تشرين الأول.

4. يسعى الاحتلال لتقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا بين المسلمين واليهود كما فعل في المسجد الإبراهيمي في الخليل، ويقصد بالتقسيم الزماني، تقسيم أوقات دخول المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود. أما التقسيم المكاني فيقصد به هو تقسيم مساحة الأقصى بين الجانبين، وهو ما تسعى (إسرائيل) لفرضه.

أبرز المخاطر التي تهدد المسجد الأقصى

1. نزع الحصرية الإسلامية عن إدارة شؤون الأقصى، من خلال التضييق على دائرة الأوقاف الإسلامية، وجعل وجودها شكلياً، فيما تتحكم سلطات الاحتلال بكل شؤون المسجد.

2. بناء مدينة يهودية أسفل الأقصى وفي محيطه تُحاكي الوصف التوراتي لـ "أورشليم اليهودية".

3. الحفريات أسفل الأقصى وفي محيطه؛ إذ كان هناك حتى نهاية العام 2016 نحو 63 حفرية.

4. بناء الكنس اليهودية أسفل الأقصى وفي محيطه، في محاولة لإضفاء الطابع اليهودي عليه.

5. مصادرة الآثار والأراضي المحيطة بالأقصى بهدف تشويه الطابع الإسلامي للمنطقة.

6. تهجير المقدسيين وطردهم من مختلف أنحاء القدس، خاصة الأحياء المحيطة بالمسجد الأقصى التي تشكل حزام أمان ودفاع عنه.

7. استهداف المؤسسات والهيئات العاملة في الأقصى، وإغلاق الاحتلال الإسرائيلي للعشرات منها.

أبرز الاعتداءات على المسجد الأقصى:

يتعرض المسجد الأقصى منذ احتلاله عام 1967 لاعتداءات متواصلة أبرزها اقتحامات وزراء ونواب بالكنيست وأفراد الشرطة والمستوطنين ومحاولتهم أداء طقوس دينية، فضلاً عن سلسلة قرارات تهدف إلى الهيمنة عليه وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا بين المسلمين واليهود.

_ إحراق المسجد الأقصى المبارك في 21/8/1969، الذي أتى على جزء كبير من الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى وخاصة منبر صلاح الدين الأيوبي، وكذلك المحاولات المتكررة لحرقه.

_ استيلاء اليهود على حائط البراق الذي أطلقوا عليه (حائط المبكى) وحولوه إلى مكان ديني يهودي سياحي يستقبل آلاف اليهود من مختلف دول العالم.

_ السعي الدائم والمستمر لتقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود، ومن ثم السيطرة عليه بشكل كامل وبناء الهيكل المزعوم.

_ مجزرة الأقصى الأولى في 8/10/1990 التي أدت إلى استشهاد 21 مصلٍ وإصابة 150 بجروح مختلفة بعد محاولة مجموعة من المستوطنين وضع حجر الأساس لبناء الهيكل المزعوم.

_ مجزرة الأقصى الثانية (انتفاضة النفق) في 23/9/1996، والتي راح ضحيتها 51 فلسطينيًا وإصابة 300 آخرين بعدما فتح قوات الاحتلال النار على المصلين في الأقصى عقب إعلان سلطات الاحتلال عن فتح النفق المجاور للجدار الغربي للمسجد الأقصى يوم الاثنين 23/9/1996.

_ اقتحام رئيس وزراء الاحتلال أرييل شارون المسجد الأقصى المبارك في 28/9/2000 بحماية 9000 جندي إسرائيلي.

_ إطلاق النار من قبل جنود الاحتلال على المصلين داخل المسجد الأقصى وساحاته وباحاته مرات عدة مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى.

_ الاعتداءات المتكررة على حراس المسجد الأقصى والمرابطين والمصلين ومنعهم من دخول الأقصى.

_ مرافقة وحماية المستوطنين اليهود خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك وإقامة صلوات تلمودية وحركات استفزازية داخل ساحاته.

التقسيم الزماني والمكاني:

التقسيم الزماني: يعني تخصيص أوقات معينة لدخول المسلمين المسجد الأقصى وأوقات أخرى لدخول اليهود، وفيه يتم اقتسام ساعات اليوم وأيام الأسبوع والشهر والسنة بين اليهود والمسلمين. ويفرض التقسيم الزماني على المسلمين مغادرة المسجد الأقصى من الساعة 7:30 حتى 11 صباحاً، وفي فترة الظهيرة من الساعة 1:30 حتى 2:30، والفترة الثالثة بعد صلاة العصر، لتخصيص هذا الوقت لليهود لأداء ثلاث صلوات في اليوم داخله بحجة أنه لا صلاة للمسلمين في هذا الوقت، كما يتم تخصيص المسجد الأقصى لليهود خلال أعيادهم، والتي يقارب مجموع أعدادها نحو 100 يوم في السنة، إضافة إلى أيام السبت طوال السنة (والبالغ عددها نحو 52 يومًا)، كما يحظر رفع الأذان خلال الأعياد اليهودية.

التقسيم المكاني: يعني تخصيص أماكن بعينها داخل المسجد الأقصى ليمارس المسلمون واليهود شعائرهم الدينية بعيداً عن التقسيم الزماني، وهذا التقسيم يهدف لتكريس وجود اليهود في المسجد الأقصى من ناحية، وتخصيص أجزاء ومساحات من المسجد الأقصى يقطتعها اليهود ليحولوها لكُنُس يهودية لأداء صلواتهم فيها، ويشمل التقسيم المكاني كذلك بسط السيطرة بالقوة على جميع الساحات الخارجية للمسجد الأقصى، أما الأماكن المسقوفة مثل مصلى قبة الصخرة والمصلى المرواني فتكون للمسلمين، ويشمل هذا التقسيم مخططات لبناء الكنيس اليهودي والهيكل، فلم تعد تخفى تلك المطامع، بل بات التصريح بها أمرًا عاديًا وحقًا مشروعًا كما يرى الجانب الصهيوني، وقام الاحتلال خلال الفترات السابقة بشقِّ طرق ومسارات خاصة لليهود لتعزيز التقسيم المكاني.

وتزداد إجراءات التقسيم الزماني والمكاني يومًا بعد يوم، وبلغت ذروتها العام الجاري والأعوام الخمسة الماضية، حيث إنه مع انتهاء شهر رمضان وأداء صلاة العيد؛ تقوم سلطات الاحتلال على الفور بإعادة تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، بل تقوم بمنح اليهود أوقاتاً إضافية بدل تلك التي فقدوها في رمضان.

لكن مع نهاية أكتوبر 2014م أخذ التقسيم منحى جديدًا وخطيرًا وعمليًا، إذ لأول مرة منذ عام 1967م أغلقت سلطات الاحتلال بوابات المسجد الأقصى أمام المسلمين، بمن فيهم العاملون فيه، وأتبعت ذلك بفرض قيود عام 2015م حالت دون دخول النساء إليه في الفترات المخصصة لاقتحامات المستوطنين، بجانب إبعاد مصلين بأوامر شرطية، ومنعهم من دخوله لفترات. وتزامنت تلك الإجراءات مع اتهام المرابطين والمرابطات في الأقصى بالخروج على القانون، وتم تصنيفهم تنظيمًا إرهابيًا.

فكرة التقسيم الزماني والمكاني غير مرتبطة بزمان أو مكان محددين، وهي متجذرة في الشخصية اليهودية بل هي أحد أهم مكونات الشخصية اليهودية منذ زمن فرعون، وهي لصيقة باليهود على مرِّ تاريخهم، ويمكن تجسيدها بشكل مبسَّط في ثقافة "الغيتو" أو أماكن العزل التي كان اليهود يعيشون فيها في أوروبا منعاً لحركات التنوير والدمج (الهسكلا) وحفاظًا على عدم الذوبان بالشعوب الأوربية قبل نشوء الحركة الصهيونية والتفكير في احتلال فلسطين.

أما الإجراءات الفعلية للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى على وجه التحديد فقد بدأت عام 1967م مع احتلال مدينة القدس وما تبقى من أراضي فلسطين بعد النكبة؛ فقد اقتحم آنذاك الجنرال الصهيوني "مردخاي جور" المسجد مع جنوده، ورفع علم الكيان الصهيوني على قبة الصخرة، وحرق المصاحف ومنع الصلاة فيه، كما صادر مفاتيح أبواب المسجد وأغلقه أسبوعًا كاملاً، حيث مُنعت فيه الصلاة ولم يرفع الأذان. وبعدها قررت قاضية في المحكمة المركزية في الكيان الصهيوني أن لليهود الحق في الصلاة داخل الحرم بدءاً من عام 1976م.

ومن هنا يجب التأكيد على أن فكرة التقسيم الزماني والمكاني طرحها اليمين الصهيوني بقيادة حزب الليكود تمهيداً لتهويد المسجد الأقصى، من خلال تكريس سياسة اقتحام المسجد والاعتداء على المرابطين داخله، وفرض تقسيم ساحاته زمانياً بين الفلسطينيين والمحتلين الصهاينة في غير أوقات الصلاة كمرحلة أولية يتبعها تقسيم مكاني، ثم السيطرة الكاملة عليه لاحقًا، وتغيير هويته ببناء ما يسميه الاحتلال "الهيكل الثالث" مكان قبة الصخرة.

قبل أكثر من عقدين من الزمن، وبالتحديد يوم 25 فبراير 1994م؛ قام المجرم الصهيوني "باروخ جولدشتاين" وبصحبة عدد من المستوطنين والجيش؛ بتنفيذ مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية، واستشهد في حينه 29 مصلياً وجرح 150 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه. ودون الخوض في تفاصيل المجزرة؛ لا بد من التذكير بأنها جاءت انطلاقاً من محاولات الكيان الصهيوني لفرض التقسيم الزماني والمكاني على الحرم الإبراهيمي، حيث قرر في حينه اقتطاع أكثر من نصف المسجد وتخصيصه للمستوطنين مع إغلاقه تمامًا أمام المسلمين أثناء الأعياد اليهودية.

ومع اندلاع الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) أواخر عام 2000م بسبب اقتحام الهالك "أرئيل شارون" للمسجد الأقصى؛ أصبح الكيان الصهيوني يتحكم منفرداً في حركة الدخول والخروج من المسجد الأقصى، وشرع في إدخال مجموعات من المستوطنين إلى المسجد بحراسة أمنية، وأقفله أمام المصلين لثلاث سنوات ونصف، قام خلالها بزيادة عمليات الحفر والتنقيب عن آثار الوجود اليهودي المزعوم في المسجد وتحت أساساته.

واقع الأقصى:

تدعم حكومة الاحتلال، ولو بصورة غير معلنة، المزاعم الصهيونية بأن الأقصى قائم فوق أنقاض ما يعرف بالهيكل، وأنه لا معنى لدولة الاحتلال بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون "الهيكل"، بن جوريون- أول رئيس وزراء لدولة الاحتلال الصهيوني. فالمسجد الأقصى في خطر ... حيث اقتطع جزء من حيطانه هو حائط البراق، وسمى زورًا بحائط المبكى، ومنع المسلمون من الاقتراب منه، كما تعرض المسجد الأقصى لمحاولات عدة لإحراقه، وتفجيره، وتخريبه، فضلاً عن الحفريات والأنفاق التي تشق تحت أساساته، ما أدى إلى تصدع أجزاء منه، وكذلك، يتم تقييد حرية المسلمين في الوصول إلى الأقصى للصلاة فيه، وإعماره، أو ترميمه، فيما يتعرض لعمليات اقتحام متكررة من جانب جنود الاحتلال، والمتطرفين الصهاينة.

حفريات أسفل المدينة:

الإجراءات الإسرائيلية، لم تتوقف عند المصادرة، بل امتدت لقيام دوائر الآثار في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، بعمليات حفر في 9 مناطق أسفل البلدة القديمة، من بينها 3 حفريات أسفل الحرم القدسي الشريف. وكان من أخطر هذه الحفريات الممر الذي اكتشفته الأوقاف الإسلامية أسفل الحرم في منطقة بئر قايتباي عام 1981 وقامت بسده بالإسمنت المسلح.

وفي عام 1996 أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفتح نفق قرب أساسات الحرم القدسي الشريف مما تسبب في اندلاع انتفاضة فلسطينية ضد الحفريات الإسرائيلية.

وعلى الصعيد نفسه، تقوم دائرة الآثار الإسرائيلية، وبالتعاون مع بلدية القدس، وصندوق إرث الحائط الغربي الحكومي، وبدعم مالي من منظمات يهودية وغير يهودية، بتعميق وتوسيع الأنفاق أسفل الحرم القدسي الشريف، وبالتالي تحقق فيها (إسرائيل) رغبة التيار العلماني والوطني وبعض التيارات الدينية التي تعمل على "مساعدة الرب" بالسيطرة على كل ما هو تحت الأرض في الحرم القدسي الشريف لتصل إلى عمق 17 متراً وتجري الحفريات في اتجاهين: الأول، حتى قبة الصخرة. والثاني، بين المسجدين. وخلال الحفريات، حولت (إسرائيل) الزوايا والآبار والقاعات التي تفرغها من حجارة وأتربة ومياه إلى كنس وأماكن صلاة لليهود.

مواقع ينوي الاحتلال اقتطاعها من المسجد الأقصى

كشف خبيران مقدسيان عن مخطط إسرائيلي متكامل لاقتطاع مساحة من المسجد الأقصى المبارك، وفصلها عنه لمصلحة المستوطنين الذين يقتحمونه ويؤدون في باحاته طقوسًا وصلوات تلمودية، وصولًا لأهدافهم التهويدية.

سلطات الاحتلال دأبت خلال العقود الماضية على تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا، قبل الانتقال لفترة الاقتطاع المتدرج من مساحته الكلية.

الفرق بين الاقتطاع والتقسيم هو أن التقسيم يأتي في سياق السيطرة المؤقتة على مكان ثم تركه بعد فترة وجيزة، خلافاً للاقتطاع الذي يعني السيطرة التامة عليه وفصله بشكل كامل، وعدم السماح للمسلمين الوصول إليه.

_ الاحتلال يركز على المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى الواقعة في محيط باب الرحمة، لاقتطاعها، مبيتًا أن يستخدمها لأداء الصلوات والطقوس التلمودية فيها، تمهيدًا للسيطرة عليها دون السماح للمسلمين الوصول إليها، عبر بناء جدار فاصل معين يعزلها عن باحات المسجد، أو فتح بوابة وصول جديدة في السور القديم للمسجد.

_ هناك مخططات سُلمت لوزير الأوقاف الأردني السابق، تكشف نية الاحتلال اقتطاع مساحة من المسجد الأقصى، وهذه المنطقة تتركز في المساحة المحيطة ببابي الرحمة والتوبة، وتصل مساحتها 8 دونمات تقريبًا، وتتواجد فيها أتربة تم إخراجها من المسجد المرواني أثناء ترميمه ويرفض الاحتلال أن يقوم المسلمون بتنظيفها، ويتعمد جعل المنطقة تبدو مهملة ومتروكة من قبل المصلين المسلمين.

_ الاحتلال اعتاد على منع المسلمين من الوصول إلى تلك المنطقة، في الوقت الذي يسمح فيه لمستوطنيه باقتحامها وتأدية طقوسهم التلمودية فيها.

_ هناك منطقة أخرى بمساحة 12 دونمًا، يساوم الاحتلال على اقتطاعها سرًا وعلانية، وتقع شمال منطقة "قبة الصخرة" المشرفة، إذ يتواجد صفيح صخري يسمى بـ "قبة الأرواح"، يسيطر الاحتلال عليها، إذ أقام عليها مركزًا للشرطة، ويتم تفتيش واسع للزوار فيها، وبات واضحًا الوصول لمرحلة متقدمة لبناء كنيس يهودي في هذه المنطقة، خاصة مع وجود مخططات هندسية جاهزة لتنفيذه.

_ أما الطريق الأخير في هذا الاقتطاع، يتمثل بتغيير مسار اقتحامات المستوطنين، للمنطقة من باب المغاربة إلى الجزء الجنوبي من مقبرة باب الرحمة التي تسيطر عليه شرطة الاحتلال، وتجري فيه أعمال تجريف واسعة بشكلٍ دائم، وأن هذه المساحة تتيح للمستوطنين الدخول للمكان من خارج أسوار القدس القديمة، بذريعة "تجنب الصدام مع المسلمين"، لكن حقيقته تكمن بالرغبة في السيطرة والاستحواذ على المكان.

_ الاقتطاع يعني الإلغاء الفعلي لأية وصاية إسلامية أو وقفية فلسطينية أو أردنية على المسجد الأقصى، وأن خطورة بناء مجسمات تفصل أجزاء المسجد بعضها عن بعض، لتحقيق هذا الاقتطاع، ورغم وجود معلومات تفصيلية لدى وزارة الأوقاف الأردنية إلا أن المملكة تكتفي بالشجب والاستنكار والإدانة ولا تتخذ أية إجراءات فعلية أو قانونية لمنع ذلك.

_ شرطة الاحتلال قررت بشكل أحادي عام 2003، السماح لليهود المتطرفين، باقتحام المسجد الأقصى بحراستها، رغم احتجاجات الهيئات والمرجعيات الدينية التي تقول إن الاحتلال ينتهك الوضع القانوني والتاريخي والواقع القائم هناك.

_ الاقتحامات كانت تتم بشكل متباعد وعلى مدار أيام مختلفة، أصبحت تتم يوميًا (عدا الجمعة والسبت)، على شكل مجموعات، إذ وصل عدد المقتحمين العام الماضي إلى 34 ألف مستوطن، وسط توقعات أن يزداد العدد هذا العام.

المختص بشؤون القدس، الأسير المحرر شعيب أبو سنينة

_ الاحتلال ينوي إقامة كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى، والمخطط قديم وجرى الموافقة عليه قبل سنوات.

_ منذ عام 2012 وافق حزب الليكود المتطرف على مشروع إقامة كنيس يهودي داخل باحات المسجد الأقصى، ورشح المنطقة الشرقية والتي تمتد من شمال مصلى باب الرحمة إلى المصلى المرواني، تحت ما يسميه جماعات المعبد (البستان الشرقي).

_ إغلاق باب الرحمة قرابة 16 عامًا، تحت ذرائع واهية، كان ضمن مخططات الاحتلال لإقامة الكنيس اليهودي، لكن الهبة الشعبية عام 2019 أفشلت مخططات الاحتلال وأعادت فتح المصلى من جديد.

باب الرحمة عنوان معركة مقبلة في القدس

_ المعركة على مصلى باب الرحمة دائرة منذ 2003 وتكاد تصل مع بداية العام المقبل إلى عامها العشرين، إذ يحاول الاحتلال قضمه وتحويله إلى مساحة مخصصة حصرًا لليهود ضمن مخططه لتقسيم المسجد الأقصى المبارك، وقد قُدمت وثيقة رسمية بذلك في حزب الليكود –الحاكم في حينه- في شهر 8/2012 كشفت عنها الحركة الإسلامية في الداخل المحتل.

_ تتجه أطماع الاحتلال الإسرائيلي وبشكل متسارع إلى جزء من المسجد الأقصى ظل لسنوات طويلة يرفض السماح للفلسطينيين بتنظيفه أو تأهيله حتى جاءت ليلة 27 رمضان هذا العام فبادر متطوعون إلى تنظيفه وتأهيله للصلاة ضمن حملة شعبية عنوانها "باب الرحمة إلنا" فسارع الاحتلال إلى إجراءات لإفساد الوضع الجديد.

_ الباحث زياد بحيص استعرض مجموعة الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى السيطرة على منطقة باب الرحمة في القدس، مرجحًا أن تكون تلك المنطقة عنوانًا لهبة فلسطينية جديدة قد لا تكون بعيدة.

_ الاحتلال حاول تهويد الأقصى وتحديد صيغ الدخول إليه والخروج منه، وهو ما تفرضه طبيعة التقسيم الزماني الذي كان الاحتلال يتخذه مدخلاً للمرحلة التالية، وهي التقسيم المكاني.

مدير الإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، فراس الدبس

_ الاحتلال الإسرائيلي يحاول السيطرة عليها لإقامة حدائق توراتية وقواعد تلفريك هوائي (قطار هوائي) ما بين جبل الطور حتى حائط البراق ومنطقة باب الرحمة (وهو أحد أبواب الأقصى المغلق منذ عهد صلاح الدين الأيوبى).

_ هناك قرارًا إسرائيليًا بالتصعيد والانتهاك في محيط المسجد الأقصى، محذرًا من خطورة الأوضاع لاسيما وأن الاحتلال يحاول فرض واقع جديد بإقامة حدائق توراتية تمتد من القصور الأموية من جنوب الحائط الغربي حتى مقبرة باب الرحمة للسيطرة على باب الرحمة وفتحه من باب الأطماع اليهودية في المنطقة من بلدة سلوان ومنطقة وادي حلوة والتي يطلق عليها اليهود "مدينة داوود" وتمتد حتى باب الرحمة.

_ المخطط اليهودي أصبح قيد التنفيذ مثلما نرى ونتابع وإن سلطات الطبيعة والآثار وبلديات الاحتلال هي كلها مؤسسات تعمل من أجل تهويد مدينة القدس وليس على خدمتها أو العمل كدولة محتلة تقوم بالحفاظ على الأماكن التاريخية كما طلبت اليونسكو وطلبت المنظمات الدولية، مؤكدا أنها تعمل على تغيير الواقع وتغيير التاريخ من قبل هذه الانتهاكات في الآونة الأخيرة.

رئيس لجنة القدس والأقصى في المجلس التشريعي، أحمد أبو حلبية

_ الاحتلال بدأ بالتقسيم المكاني للمسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، بعد أن أتم التقسيم الزماني منذ العام 2008.

_ سلطات الاحتلال تركز على اقتطاع المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى بكاملها، لتكون مكانًا يقيم فيه اليهود صلواتهم المزعومة، بالإضافة إلى الإبقاء على ممر من منطقة باب المغاربة إلى هذه المنطقة التي يقتحمها الصهاينة.

_ المنطقة الشرقية من الأقصى، بما فيه مصلى باب الرحمة، تتجه نحو الصخرة المشرفة التي يعدها اليهود قبلة لهم، والاستيلاء على هذه المنطقة قد يكون مخططًا بدائيًا للشروع في إقامة كنس يهودية أو ما شابهها ضمن المنطقة، كمقدمة لإقامة ما يسمى الهيكل المزعوم.

_ البعض يعتقد أن اقتطاع جزء من المسجد الأقصى المبارك بديل عن التقسيم المكاني؛ ولكنه في حقيقية الأمر هو تقسيم مكاني مبدئي، للسيطرة والهيمنة على المسجد.

_ هذا المخطط يأتي بعد منع المسلمين من الوصول إلى حائط البراق غربي المسجد الأقصى لإحكام القبضة عليه من قبل اليهود.

مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس، أحمد الرويضي:

_ الاحتلال الإسرائيلي يريد تغير المشهد في مدينة القدس كمدينة عربية إسلامية مسيحية، وصناعة مدينة بإرث يهودي مصطنع.

_ الاحتلال يعمل على إعداد مخططات تغير من شكل مدينة القدس، ويركز بشكل أساسي على محيط البلدة القديمة؛ بدءًا من باب الخليل حتى منطقة باب المغاربة وباب الأسباط وباب العامود وباب الزهرة، إضافة إلى مشروع في مركز المدينة.

مؤشرات وخطوات:

_ ورغم انتكاس مشروع التقسيم الزماني في المرتين يرجح الباحث زياد بحيص، ميل الاحتلال إلى التخلي عنه كشرط مسبق للتقسيم المكاني، لا أن يتخلى عن مشروع التقسيم كاملاً تدريجيًا، والانتقال بالتالي إلى محاولة التقسيم المكاني.

_ مؤشرات متعددة ركزت على استهداف الجزء الشرقي من ساحة الأقصى الممتد من باب الرحمة شمالا إلى مدخل المصلى المرواني جنوبا (منطقة باب الرحمة)، ومنها:

1. التركيز عليها كمساحة أساسية لنشاط المقتحمين وأداء شعائرهم، ومنع إخراج الردم المتراكم، فضلاً عن مناقشة سابقة (2013) في أوساط حزب الليكود لخريطة تشير صراحة إلى اقتطاع المساحة الموازية لباب الرحمة كصالة دائمة لليهود.

2. استهداف مقبرة الرحمة التي تلاصق باب الرحمة من خارج الأقصى ومحاولة السيطرة على أجزاء فيها وإغلاق قاعة الرحمة المسقوفة قبالة باب الرحمة وتثبيت نقطة شرطة جديدة فوق باب الرحمة.

3. الاحتلال يستخدم جماعات المعبد رأس حربة في إدارة هذا الصراع، للقول إن خطواته لتهويد الأقصى هي استجابة لمطلب شعبي وليست مبادرة للعدوان من طرف الدولة.

4. أما عن الزمان فتوضح أن الفترة الواقعة بين ذكرى خراب الهيكل المزعوم التي تتحرك بين شهري يوليو وأغسطس من السنة الميلادية، وعيدي رأس السنة اليهودية والعرش المتقاربين زمنيًا اللذين يصادفان ما بين شهر سبتمبر وأكتوبر من العام هي موسم التصعيد الأعنف والفترة التي قد تشهد الصراع على هوية باب الرحمة والمساحة المحيطة به في الأقصى.

توصية للاستعداد:

_ الاستعداد المبكر لهذه المواجهة، مشيرة إلى مبادرة "باب الرحمة إلنا" وتأهيل الجزء الشرقي من ساحة الأقصى الموازي لباب الرحمة، وتنظيف الردم المكدس في ساحة الأقصى الشرقية، وإقدام الاحتلال على تخريب ما تم ترتيبه ما يؤكد على صوابية القراءة القائلة إن باب الرحمة ومحيطه محل أطماع استحواذ وسيطرة صهيونية.

_  تبني معركة الشطر الشرقي من ساحة الأقصى باعتبارها عنوانا للمواجهة المقبلة في القدس، والتعبئة والاستعداد لها على مستوى الفصائل والمؤسسات والحركات الشبابية باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من المعركة على الأقصى.

_ توسيع قضية المقبرة الإسلامية وتحويلها من قضية تخص أهل حي سلوان وحدهم إلى قضية فلسطينية وعربية وإسلامية، خاصة لاحتوائها على أضرحة الصحابيين عبادة بن الصامت وشداد بن أوس، فهي مقبرة الصحابة وبقيع القدس.

مخططات أكيدة وتوصيات مغايرة

_ الشيخ عكرمة صبري أكد أن الاحتلال لديه أطماع في السيطرة على منطقة محيط باب الرحمة ومنطقة أخرى في محيط قبة الصخرة في المسجد الأقصى، لإنشاء كنيس يهودي للمستوطنين لأداء الصلوات التلمودية فيها، وعدها "أحلام لا يمكن أن نسمح بها، ونجحنا في السابق بإفشال مخططات شبيهة".

_ وأوضح صبري أن الاحتلال نجح باستمرار في عرقلة مساعي وزارة الأوقاف الأردنية الرامية لتنظيف تلك المنطقة المحيطة بباب الرحمة وتطويرها معماريًا، وترك الحجارة والأتربة فيها وجعلها مهملة وغير مرتبة وغير مبلطة كسائر المناطق في ساحات الأقصى، مما يعرضها للخطر والأطماع الصهيونية.

_ الشيخ عكرمة صبري أوصي بعدم تداول هذه القضية إعلاميًا وتكرار الحديث حول الأطماع الصهيونية، حتى لا تعتاد الآذان على سماع هذا المخطط باعتباره أمر موجود وقابل للتنفيذ في ظل الغطرسة الصهيونية، مما يشجع الاحتلال على جعله أمرًا واقعًا، مشيرًا إلى أن الاحتلال لم يعلن مخططه بشكل صريح وإنما تم التوصل إلى شكل المخطط عبر مؤشرات دالة، فالمستوطنون يتعمدون الذهاب إلى ذلك المكان، وتداول هذه الأفكار يصبح أمر مألوف يحقق الأطماع الصهيونية.

الباحث والمتخصص في شؤون القدس عبد الله معروف

_ يحذر من استمرار هذه الإجراءات وتداعياتها على جغرافية المسجد ومستقبل الفلسطينيين داخله، ويشدد على أهمية وجود رد فلسطيني وعربي يتناسب مع خطورتها ومستواها.

_ هذه الإجراءات يمكن أن تصل فعليًا إلى تطبيق إجراء خطير في المسجد الأقصى يتمثل في اقتطاع جزء من المسجد الأقصى لصالح جماعات المعبد المتطرفة، سعيًا للوصول إلى الهدف المرحلي.

_ ويتمثل هذا الهدف المرحلي برغبة الجماعات المتطرفة اقتطاع مصلى باب الرحمة من يد المسلمين وتحويله إلى كنيس يهودي.

_ وحسب الباحث فإنه لو تم هذا فإنه سيكون مقدمة فعلية لقطع المسجد الأقصى إلى نصفين بين المسلمين واليهود، وهو ما تنادي به الجماعات المتطرفة التي تطالب بأن يتحول المسجد إلى مكان مشترك بين المسلمين واليهود.

_ ويشير إلى أن الاحتلال يسعى لتحقيق ذات الرؤية في المسجد الإبراهيمي في الخليل، والذي قامت سلطات الاحتلال في عام 2009م بتحويل صفته القانونية إلى جزء من التراث اليهودي.

مشروع التهويد الكامل للقدس:

يؤكد عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، توفيق محمد، أن الاحتلال الإسرائيلي بات يعلن بشكل صريح عبر مؤسساته الرسمية عن مخططاته التي يسعى من خلالها إلى التقسيم الفعلي للمسجد الأقصى المبارك، ضمن مشروع التهويد الكامل لمدينة القدس المحتل.  

وأوضح أن تقييدات قوات الاحتلال الكثيرة بحق أهلنا المقدسيين، ومنع المرابطات من دخول الأقصى، بعد دورهم العظيم في التضييق على الاحتلال وأذنابه التي تقتحم الأقصى بشكل يومي خلال فترتين، صباحية وأخرى مسائية، كل هذا وغيره يأتي في سياق مخطط الاحتلال لتقسيم الأقصى.

مخطط الاحتلال:

وأشار أن من كان سابقًا يتحدث عن تقسيم الأقصى هي الجمعيات والمؤسسات الاستيطانية الدينية المختلفة، أما اليوم فباتت هذه التصريحات هي من نصيب الحكومة الإسرائيلية سواء كان ذلك على مستوى رئاستها، أو مستوى وزراء داخل هذه الحكومة، أو على مستوى أعضاء كنيست (البرلمان الإسرائيلي) وشخصيات رسمية أخرى.

وأوضح محمد أن مخططات الاحتلال التي تستهدف المسجد الأقصى أصبحت علنية وليست سرية، وباتت مكشوفة يقرأها الجميع على صفحات الصحف العبرية، ويشاهدها الجميع كذلك على شاشات التلفاز الإسرائيلية؛ وهي السعي لتقسيم المسجد الأقصى المبارك.

وكشف عن مشروع بناء جسر فوقي يمتد من طريق باب المغاربة ويصل إلى قبة الصخرة المشرفة، عبر جسر حديدي كبير جدا واسع ومتين يتسع لأرتال من السيارات العسكرية، إضافة لتشييد هيكل مزعوم يوازي قبة الصخرة"، وهو ما يسهل عملية اقتحام الأقصى حال تنفيذ مخطط التقسيم المكاني أو الزماني، بحسب توفيق محمد.

وثيقة وخارطة لتقسيم الأقصى

كشفت مؤسسة "الأقصى للوقف والتراث" يوم 22/10/2013 عبر وثيقة وخارطة لشرعنة تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا بكامل تفاصيلها الدقيقة والخطيرة قام بإعدادها نشطاء من حزب الليكود يُطلقون على أنفسهم اسم "منهيجوت يهوديت" (أو قيادة يهودية) يتزعمهم "موشيه فيجلين" نائب رئيس الكنيست آنذاك؛ ويحمل المُقترح اسم "مشروع قانون ونُظم للمحافظة على جبل الهيكل كمكان مقدس".

 ولا يهدف هذا المقترح إلى نزع السيادة الإسلامية عن المسجد الأقصى فقط؛ بل إلى نزع كامل صلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية في كامل مساحة المسجد الأقصى؛ من قبل الاحتلال يحدد نُظم وقوانين ولوائح يراها مناسبة حسب الشريعة والمواسم اليهودية؛ ليصبح المسجد الأقصى تابعاً لوزارة الأديان في الكيان الصهيوني ضمن المواقع المقدّسة اليهودية وتحت صلاحيات هذه الوزارة وضمن حدود قوانين الأماكن المقدسة اليهودية.

وحسب "الوثيقة" فإن المقترح يعمل على تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود ويحدد مساحات لكل منهما؛ ويعتبر كامل مساحة المسجد الأقصى مقدساً يهودياً يطلق عليه "هار هبايت" أو "جبل البيت".

ويحدد المقترح المرفق بخارطة بأن الجامع القبلي المسقوف هو فقط المسجد الأقصى؛ (وفيه فقط تؤدى الصلوات الإسلامية)؛ ويقتطع منه الجزء الموجود في أقصى الجهة الجنوبية خلف المحراب الجنوبي "منطقة الزاوية الخنثنية"؛ ويحدد المقترح بأن كامل مساحة صحن قبة الصخرة والجهة الشرقية منه مقدس يهودي خالص؛ ويجعل خمس مساحة المسجد مساحة للصلوات اليهودية بالأدوات المقدسة أحيانًا فردية وأخرى جماعية؛ ويحدد أوقات الصلوات اليهودية الصامتة فيها.

مع إمكانية زيادة الأوقات والمساحات التي تمكن اليهود من أداء صلواتهم؛ خاصة أيام الجمعة والسبت والأعياد والمواسم اليهودية؛ وإمكانية اقتحام ودخول اليهود للمسجد الأقصى من جميع الأبواب وفي جميع الأوقات؛ ويجعل المقترح من صلاحية المفوض أن يحدد أوقات ومساحات في المسجد الأقصى لدخول اليهود فقط؛ كما يتضمن جملة من المحظورات والممنوعات من أعمال الترميم والصيانة للمسجد الأقصى إلا بإذن من المفوض؛ ويمنع الاعتكاف في المسجد الأقصى.

مقترحات قوانين:

ولقد قامت مؤسسات الاحتلال وعدد من الأحزاب الصهيونية المتطرفة بدراسة مقترحات قوانين عدة لتهويد المسجد الأقصى، والسماح لليهود بتأدية الصلوات داخله، بهدف نزع صلاحيات الأوقاف الإسلامية في القدس وجعل المسجد الأقصى تابعاً لوزارة الأديان في الكيان الصهيوني.

 وعليه، عقدت جمعية "عير عميم" أو "مدينة الشعوب" بالتعاون مع "مركز حماية الديمقراطية" في الكيان الصهيوني "كيشيف" مؤتمرًا يهوديًا في مدينة القدس مطلع حزيران 2013، أجمع فيه المتحدثون على "حقهم" بالصلاة في المسجد الأقصى، واقترح أحد الحاخامات البارزين أن تقام لجنة خاصة تبحث في سبل وطرق ووسائل التقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي الشريف بين المسلمين واليهود، على غرار الوضع في المسجد الإبراهيمي في الخليل، وحينها قال يهودا غليك رئيس صندوق (إرث الهيكل) في مداخلة له: إن الوضع في جبل الهيكل خطير للغاية ويحتاج إلى نهضة يهودية من أجل إثبات الوجود الإسرائيلي فيه.

توصيات مهمة:

1. الاهتمام الإعلامي الواسع ونشر وفضح جرائم الاحتلال الصهيوني بحق المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية واقتحامات الأقصى.

2. التركيز الإعلامي على فشل كل مخططات الاحتلال في تقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا.

3. حث المقدسيين على الرباط والتواجد في المناطق المذكورة وعدم تركها للاحتلال للاستفراد فيها.

4. الشروع بتنظيف المنطقة المستهدفة وترميمها وتطويرها بكل الطرق المتاحة حتى وإن كان في ظل مواجهة مع الاحتلال.

5. مخاطبة وزارة الأوقاف الأردنية للتحرك وبشكل عاجل للعمل على منع الاحتلال من تنفيذ مخططاته.

6. الضغط على مؤسسة الرئاسة الفلسطينية ووزارتها ودفعها للتحرك الرسمي لمواجهة المخطط.

7. التحرك على الصعيد العربي والدولي لمنع الاحتلال من تنفيذ مخططاته.

8. الدعوة لعقد مؤتمر قمة عربي طارئ مخصص لحماية الأقصى ودعم المقدسيين على كافة الصعد، والإسراع في مطالبة الأمم المتحدة بتطبيق قراراتها المتعلقة بمدينة القدس والمسجد الأقصى وكافة المقدسات، والصادرة منذ عام 1967، والتي تدعو بمجملها إلى وقف الاستيطان وتفكيك المستوطنات، وبطلان التغيرات.

9.  يجب الضغط عربيا وإسلاميا لإصدار قرار دولي من مجلس الأمن الدولي ملزم لإسرائيل يمنع التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى المبارك، وإدانة كافة الإجراءات الإسرائيلية التي من شأنها تغيير طابع مدينة القدس والمسجد الأقصى على وجه الخصوص. 


المصدر: مركز الدراسات السياسية والتنموية

الكاتب: أحمد محمد أبو كميل وإبراهيم محمود الحواجري




روزنامة المحور