الجمعة 27 أيار , 2022 03:55

حرب أعلام يواجهها الفلسطينيون: التهويد لن يمر!

جامعة "بن غوريون" في الداخل المحتل

حرب "أعلام" يواجهها الفلسطينيون أمام الكيان المؤقت، فالعلم ورفعه يحمل دلالات تشير الى سيادة صاحبه على المكان وحقّه فيه، وهو أيضاً تعبير عن الانتماء الى هذه البقعة الجغرافية. لذلك يصر المستوطنون وخاصة الجماعات اليمينية المتطرفة على اقتحام المسجد الأقصى وباحاته "بالأعلام الإسرائيلية" ضمن مخطط تهويد القدس المحتلة وإعلانها عاصمة للكيان. هذا المخطط يعتبر خطأً أحمر بالنسبة للفصائل الفلسطينية، وإن تجاوزه الاحتلال سيزجّ بنفسه في حرب لن يستطيع تحمّل تكاليفها خاصة مع وجود تهديد جدّي بتمددها اقليمياً.

رفع العلم الفلسطيني: الاحتلال لن "يسيطر" على القدس

برزت مؤشرات حرب "الأعلام" التي يتصدّى لها الفلسطينيون في الفترة الأخيرة، إما بإنزال الأعلام الإسرائيلية ومنع رفعها مع اقتراب يوم الأحد، فقد أشار الإعلام العبري أن شباباً فلسطينيين تصدّوا لمستوطن أثناء رفعه علم الكيان في باب السلسلة داخل البلدة القديمة بالقدس. وإمّا برفع علمهم – وبإصرار- رغم اعتداء قوات الاحتلال عليهم وهم عزّل، كما المشاهد التي رآها العالم خلال تشييع الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة حيث رفعت الأعلام الفلسطينية في القدس المحتلة، وقد أشارت الأوساط الفلسطينية الى أن الأمر "بدا واضحاً بأن الشرطة تعمل وفق أوامر تقضي بمنع رفع أعلام فلسطين في القدس".

كذلك سُجّل انتصار للمقاومة الفلسطينية حين رفرف العلم الفلسطيني على قبّة الصخرة في المسجد الأقصى خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان بعد أن تراجع الاحتلال (بفعل معادلات الردع والتهديد) عن تنفيذ مخططه خلال مسيرة الأعلام السابقة في عيد الفصح اليهودي وهو ما فسّره المحللون الإسرائيليون ضعفاً في "الردع" الإسرائيلي. وكانت قد كشفت إحصائيات نشرتها جمعية حقوق المواطن في "إسرائيل" مطلع شهر آذار الماضي أن غالبية الاعتقالات التي تمت في صفوف الشباب والفتية في مدينة القدس المحتلة (وخاصة الناحية الشرقية منها)، كانت بسبب رفعهم العلم الفلسطيني. وقالت الجمعية "إن هذه الاعتقالات تتم عادة وهي مرفقة باعتداءات جسدية عنيفة جداً، وتدل على موقف عدائي حاقد، على الرغم من أن القانون الإسرائيلي لا يمنع رفع علم فلسطين".

الضفة تواجه بالعلم

في مناطق الضفة الغربية أيضاً يحاول الاحتلال تنكيس الأعلام الفلسطينية وسط تصاعد فعاليات المقاومة واشتباك المجاهدين مع قوات الاحتلال حين حاول مستوطن من مستوطنة "يتسهار" في نابلس المحتلة تسلّق عامود وإنزال العلم الفلسطيني، ثمّ عمل أهالي بلدة "حوارة" الى رفع علمهم فوق الأعمدة والمحال التجارية رفضاً لمحاولات "الأسرلة" الى أن أوصى قائد جيش الاحتلال في الضفة بترك الأعلام الفلسطينية في مكانها. وبالعودة الى العقود الماضية فقد حاول الاحتلال منذ اجتياحه الضفة الغربية عام 1967 حظر رفع العلم الفلسطيني، ومنع استخدام ألوانه. وشهدت الانتفاضتين استهداف قوات الاحتلال – بالقتل أو الاعتقال - لكل من يرفع العلم الفلسطيني.

فلسطينيو الداخل يرفعون العلم الفلسطيني

حرب الأعلام تنسحب أيضاً وبشكل لافت الى مناطق الدّاخل المحتل التي لم يستطع الاحتلال سلخها عن هويتها وتحقيق انجاز في عملية كي الوعي، حيث انتشرت الاعلام الفلسطينية في جامعة "بن غوريون" خلال تصدٍ لمظاهرة لطلاب يهود رفعوا "الأعلام الإسرائيلية"، وإحياءً ليوم العودة في الخامس من أيار / مايو من كل عام. كذلك شهد الداخل المحتل خلال معركة "سيف القدس" رفع الفلسطينيين لعلمهم دعماً للمقاومة في غزّة والقدس والضفة، وخاصة في اللد وأم الفحم وخلال المظاهرات التضامنية. ومع احتمال التصعيد العسكري في الأيام المقبلة، عملت قوات الاحتلال على الانتشار في اللد والرملة ويافا وعكا وحيفا تحسباً من اندلاع مظاهرات احتجاجية تضامناً مع ما يحدث في القدس المحتلة.

ولا يزال الاحتلال يريد تمرير "مسيرة الاعلام" على الرغم من أن مسؤولين أمريكيين طالبوا مسؤولين إسرائيليين بإعادة النظر في مسار مسيرة الأعلام في القدس خشية توتر الوضع، لكنهم رفضوا الاستماع للطلب وتغيير المسار. ونقلت القناة 12 العبرية عن مسؤول كبير في الشرطة قوله: "لا يوجد سبب لتغيير مسار مسيرة الأعلام، حتى لو سيتم إطلاق صواريخ، يجب ألا نخاف من ممارسة سيادتنا، ماذا لو ظهرت هذه التهديدات في المرة القادمة عشية يوم الاستقلال؟ هل سنتوقف بعد ذلك عن الاحتفال؟". وصرّح وزير الامن الداخلي للاحتلال عومر بارليف أن 3000 عنصر من الشرطة وحرس الحدود سيرافقون مسيرة الأعلام. 


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور