الثلاثاء 17 أيار , 2022 05:16

لوموند: محمد بن زايد حوّل الامارات إلى دولة بوليسية

محمد بن زايد

بعد استلام محمد بن زايد رئاسة الامارات، عقب وفاة أخيه خليفة، كثر الحديث عن ملامح سياسة بلاده في المرحلة المقبلة في ظل التطورات الإقليمية والدولية، إلا ان عدداً من المراقبين أكد ان شيئاً لن يتغير، حيث ان الأول كان يدير دفة الحكم منذ سنوات طويلة، وما كان خليفة بن زايد إلا الوجه الإعلامي فقط. في حين اعتبر آخرون ان طموحات بن زايد جعلته ينتهك حقوق الانسان ويحوّل بلاده إلى "دولة بوليسية" على حد تعبير صحيفة لوموند الفرنسية.  

حيث اشارت الصحيفة في مقال لها إلى ان "التطورات السياسية التي حدثت في دولة الإمارات يمكن تلخيصها بعبارة الحاكم الفعلي أصبح الحاكم الرسمي، في إشارة إلى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي وصفته بالرجل القوي في النظام، الذي بات رسمياً رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، عقب وفاة أخيه خليفة بن زايد آل نهيان، يوم الجمعة الماضي، عن عمر ناهز 73 عاما، والذي أجبرته سكتة دماغية على التقاعد من المشهد السياسي عام 2014. وأضافت نقلاً عن المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، قوله: "كل هذا لا يغير شيئاً من الناحية العملية. فمنذ نحو عقد من الزمن، يتصرف محمد بن زايد كالرئيس، وقد تم الاعتراف به على هذا النحو، داخل الدولة وخارجها".

وتابعت الصحيفة القول إن "الشخصيات الأجنبية البارزة تدفقت على الفور إلى أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات التي أصبحت في غضون عقد من الزمن واحدة من أقوى الدول في الشرق الأوسط. من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصل يوم الأحد، في أول رحلة له إلى الخارج منذ إعادة انتخابه". فخلال فترة ولايته الأولى، جعل الرئيس الفرنسي الإمارات ركيزة عمله في العالم العربي والإسلامي، وهي شراكة أسفرت عن عقد ضخم لشراء 80 طائرة رافال، الموقع في ديسمبر 2021 في أبو ظبي. وقدم ماكرون تعازيه لرئيس دولة الإمارات الجديد وهنأه على انتخابه. وعبّر ماكرون أمام محمد بن زايد، عن تصميمه على مواصلة وتطوير كل ما أنجزه الرجلان في السنوات الخمس الماضية، على حد تعبير الصحيفة.

"دولة بوليسية"

تتابع الصحيفة تقريرها تحت عنوان "دولة بوليسية" بأن "هذا التعاون الذي يتحدث عنه ماكرون يتجاهل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها أبوظبي في السنوات الأخيرة. في الوقت الذي قام فيه محمد بن زايد بإخضاع الإمارات الأخرى، قام بتحويل الإمارات إلى دولة بوليسية لا تتسامح مع أي صوت ينتقد. يقع القمع على كل من الإسلاميين والليبراليين، مثل أحمد منصور، الناشط المؤيد للديمقراطية، المسجون منذ عام 2017، وفق الصحيفة الفرنسية"، التي أضافت إنه "تحت قيادة نجل زايد الثالث، طورت الإمارات سياسة خارجية عدوانية في عام 2010، تهدف إلى وقف تأثير الإخوان المسلمين وإيران في منطقة الشرق الأوسط، حيث شاركت أبو ظبي عام 2013 في الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، ثم تدخلت عسكريا في ليبيا عام 2014 واليمن عام 2015. كما افتتحت قاعدة عسكرية في منطقة القرن الأفريقي وفي جزيرة سقطرى اليمنية. وفي عام 2017، بدأ حصار قطر الذي ساهمت فيه السعودية والبحرين".

واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن هذه الدبلوماسية، التي أكسبت الإمارات لقب إسبرطة كانت لها نتائج مختلطة وأحياناً كارثية، الأمر الذي أجبر محمد بن زايد، خلال السنوات الثلاث الماضية، على التراجع. فقد فكّت أبو ظبي جزئياً الارتباط بالمستنقع اليمني ووافقت بضغط من الرياض على رفع الحظر الدبلوماسي والتجاري المفروض على الدوحة. وكعلامة على بدء المصالحة بين الجارتين، قام أمير قطر الشيخ تميم آل ثاني، بزيارة سريعة إلى أبو ظبي لتقديم العزاء في وفاة الرئيس الراحل الشيخ خليفة بن زايد.


المصدر: لوفيغارو




روزنامة المحور