الخميس 28 نيسان , 2022 02:25

شعوب في الغرب: صوت متضامن مع القضية الفلسطينية

مظاهرات مؤيدة للقضية الفلسطينة في الولايات المتحدة

دأبت بعض الشعوب الغربية على رفع الصوت المتضامن مع القضية الفلسطينية وشعبها (خاصة في السنة الماضية)، لم تسكته العلاقات السياسية أو المصالح الاقتصادية بين الحكومات والإدارات الغربية والكيان الإسرائيلي. فباتت الأحداث في الساحة الفلسطينية تحظى باهتمام هذه الشعوب التي تعبّر عن رأيها في التظاهرات والمسيرات في الشوارع رافعةً الشعارات المندّدة بالاحتلال. 

 أما على الصعيد الالكتروني، فنشطت بعض الشعوب الغربية في إطلاق الحملات الرقمية والأوسمة (هاشتاغ) باللغات الأجنبية عبر المنصات وخاصة "تويتر" لتتصدّر الرواية الفلسطينية وتفضح انتهاكات كيان الاحتلال على الرغم من سياسات الحَجب التي يمارسها.

هذه النقلة النوعية في حالة تضامن الشعوب الغربية مع الشعب الفلسطيني، جاءت بعد فترة زمنية اقتصر خلالها التضامن على الافراد الذين انضموا الى جمعيات وحركات تعنى بهذا الشأن دون أن يتحوّل الى "مزاج" في الشارع الغربي، ذلك لأن المشكلة الرئيسة للمتضامنين الغربيين وتحديدًا الأوروبيين، كانت نظرتهم الى فلسطين كقضية انسانية فقط، وفهمهم للكيان الإسرائيلي كقضية سياسية فقط.

التضامن: 1948 - 2021

وفي الآتي، سرد تاريخي لحركة تضامن الشعوب الغربية مع فلسطين المحتلة خلال محطات الصراع منذ ما بعد عام 1948 (مرحلة "النكبة") وصولاً إلى عام 2021 (معركة سيف القدس).

_ عام 1948، حظي الكيان بتضامن الأحزاب الدولية الاشتراكية الغربية، خاصة أنه قدّم نفسه للعالم على أنه "دولة اشتراكية".

_ عام 1950، التعاطف الغربي كان محدوداً جداً باستثناء قلّة اطلعت على جوهر القضية وأدركت أن الكيان دولة استعمار كولونيالي وليست اشتراكية.

_ عام 1960، وقفت ثورات أميركا اللاتينية لا سيّما الثورة الكوبية إلى جانب ثورات التحرر الوطني في أفريقيا وآسيا الى جانب فلسطين.

_ عام 1968، بدأ وعي جديد يتبلور في أوروبا وخصوصًا فرنسا وظهور الجماعات والأحزاب والمجموعات المناهضة للرأسمالية ومنها الجماعات الماوية التي تأثرت بالثورة الصينية، جماعة "بادر ماينهوف" في ألمانيا، و"العمل المباشر" في فرنسا. هذه الجماعات كان من أهدافها الاساسية التضامن مع قضية الشعب الفلسطيني.

ثم، بدأت حركات التضامن تتبلور أكثر مع صعود الكفاح المسلح الفلسطيني، وتبعها حركات تضامن فردية، حيث نشط شباب فلسطينيون في أوروبا لتعريف الأوروبيين بالقضية الفلسطينية وساعدهم في ذلك جزائريون كثر لإلمامهم باللغة. نمت حركة التضامن تدريجياً وصولاً إلى حمل البندقية والاستشهاد في صفوف الثورة الفلسطينية وتنفيذ عمليات أبطالها مقاومون أجانب.

_ عام 1969، كانت فلسطين بؤرة ثورية مهمة جداً استقطبت عشرات الحركات من الجيش الأحمر الياباني الذي نفذ عناصره عملية اللد إلى "ساندينيستا" في نيكاراغوا، و"البيرونية الجديدة" في الأرجنتين، كلّها حطت رحالها في قواعد الفدائيين وعادت وأسّست مجموعات في أوروبا لاحقاً لتتطور وتصبح أكثر حضوراً في السبعينيات.

_ عام 1982، مع تراجع الكفاح المسلّح في العالم انحسرت المفاهيم التي كان التضامن قائماً عليها في مقابل صعود قوى جديدة. ما أسفر عن تحوّل في شكل التضامن بطبيعة الحال واتجاهه نحو الطابع الإغاثي.

_ عام 1987، بدأت الانتفاضة الأولى وسمحت بأن يطّلع العالم ويهتم بالقضية الفلسطينية حيث انتشرت المشاهد التلفزيونية للعنف الإسرائيلي، كالمشهد الذي التقطته أجهزة التصوير التلفزيوني الغربية للجنود الإسرائيليون الذين كانوا يكسرون أيدي بعض الشباب الفلسطيني بالحجارة الكبيرة، وشكّل محطة تعاطف الشعوب الغربية مع الفلسطينيين.

بعد أسبوعين من بدء الانتفاضة، أصدر مجلس الأمن قراره رقم 605 والذي طلب من الكيان أن يتقيد فوراً وبدقّة باتفاقية "جنيف" المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب. وفي العام نفسه، برزت ظاهرة سفن العودة حيث تنتقل مجموعات أوروبية من اليونان وقبرص إلى فلسطين تأكيداً على دعم القضية الفلسطينية وحق العودة.

_ عام 1993، تراجع التضامن الغربي مع القضية الفلسطينية بعد اتفاق "أوسلو" حيث توهم العالم أنه سيشكّل نهاية الطريق وأن الشعب الفلسطيني سيكون له "دولة".

_ عام 2000، حدثين مفصليين أعادا زخم التضامن الغربي مع الفلسطينيين وهما: فشل اتفاق "كامب ديفيد 2”، وبداية الانتفاضة الثانية في أعقاب اقتحام رئيس وزراء الاحتلال آنذاك أرئيل شارون للمسجد الأقصى حيث تكثفت الفعاليات والأنشطة التضامنية العالمية مع قطاع غزة.

عدوان الاحتلال على غزّة عام 2014  

خرجت مسيرات حاشدة في العديد من العواصم الغربية مثل ايطاليا، بريطانيا، الولايات المتحدة، سويسرا، فرنسا، اكوادور، نمسا، المجر... تندد بالعدوان الإسرائيلي وتدعو إلى نصرة ودعم الفلسطينيين، ووقف حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال عليهم.

وقد دفعت المجازر التي ارتكبها الكيان في القطاع أصواتا غربية جديدة إلى التعبير عن رفضها وإدانتها للعدوان الإسرائيلي. ومن هذه الأصوات، رياضيون وفنانون وإعلاميون وغيرهم، منهم الفنانة الإسبانية بينلوبي كروز، والممثل الإسباني الحائز على جائزة الأوسكار خافيير بارديم والمخرج الإسباني بيدرو ألمودفار، والمغني زين مالك من فرقة "وان دايركشن" البريطانية، والمغنية ريحانة، وآخرون.

عام 2021

كانت معركة سيف القدس الحدث الأهم الذي ساهم في النقلة النوعية للتضامن الغربي مع القضية الفلسطينية، وتلخصت فعاليات هذا التضامن بـ:

1. مسيرات حاشدة تضامنية مع فلسطين في لندن.

2. مسيرات حاشدة أمام القنصلية الإسرائيلية في "لوس أنجلوس" للتنديد بالعدوان الإسرائيلي.

3. مظاهرات تضامنية لدعم الشعب الفلسطيني في العاصمة الفرنسية باريس.

4. رفع العلم الفلسطيني على إحدى البنايات في مدينة تورونتو أكبر مدن كندا وعاصمة مقاطعة أونتاريو.

5. مظاهرات حاشدة أمام مبنى البلدية في تورنتو -كندا.

6. مسيرات تضامنية مع الفلسطينيين بمدينة مالمو السويدية.

7. تجمعات بالقرب من النصب التذكاري للثورة في مدينة مكسيكو سيتي عاصمة المكسيك تأييدًا للقضية الفلسطينية.

8. احتجاجات واسعة على الاعتداءات الإسرائيلية في العاصمة البلجيكية بروكسل.

9. مظاهرات تضامنية مع الفلسطينيين بإطلاق قنابل الغاز المدمع خارج السفارة الإسرائيلية في العاصمة أثينا في اليونان.

10. مسيرات في مدينة ملبورن الأسترالية تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.

11. مسيرات حاشدة بالعاصمة الألمانية برلين تنديدا بالممارسات العدوانية للاحتلال الإسرائيلي وتأكيدا للتضامن مع الفلسطينيين.

12. مشاركة يهود أرثوذكس معادون للصهيونية وإسرائيل في مسيرة تضامنية دعما للفلسطينيين في شوارع بروكلين بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة.

13. رفع العلم الفلسطيني أمام مبنى الكابيتول في واشنطن.

وتوجد اليوم في العالم حملات كثيرة وعديدة تضمّ ناشطين من مختلف أنحاء العالم دعماً للقضية الفلسطينية وحق العودة وهي تنظم مؤتمرات سنوية وموسمية فضلاً عن المحاولات المستمرة لكسر الحصار.


مرفقات


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور