الجمعة 15 نيسان , 2022 05:09

تهجير فلسطيني غور الأردن: الكيان يوسّع بؤره العسكرية

غور الأردن

لا تُوقِف التصعيدات في القدس والأقصى والضفة الغربية أطماع الكيان الإسرائيلي في توسّعه الاستيطاني وسلب الأراضي الفلسطينية حيث يواصل تهجير السكان الفلسطينيين من مناطق غور الأردن "بعيداً عن الأضواء الإعلامية".

في صحيفة معاريف العبرية، يقول الكاتب ران أدلست، أن "للمستوطنين في غور الأردن أجندة تستهدف دفع سكان الغور الفلسطينيين الى الطيران من هناك، ليس واضحا الى اين" بهدف تحويل المنطقة الى مربع عسكري مغلق للتدريبات والمناورات الإسرائيلية وعلى اعتبار أن الغور كان "المدماك الاستراتيجي الاهم في الجبهة الشرقية".   

النص المترجم:

في الآونة الاخيرة يتحول المزيد فالمزيد من المناطق المأهولة بالسكان الفلسطينيين في شمال غور الأردن الى منطقة عسكرية مغلقة لغرض التدريبات والمناورات بالنار الحية، بما فيها الدبابات.

في كانون الاول 2021 وثقت منظمة "بتسيلم" احداث ضغط عال يمارسه الجيش على الفلسطينيين: "عشرات الجنود يتجولون مسلحين بين الخيام واكواخ السكن لعائلات فلسطينية، يخربون حقولهم بالدبابات، وبالطبع يطلقون النار". وأنا اميل لان اصدقهم أكثر من بيانات الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي.

القصص الشخصية والعائلية للتنكيل بالناس هي قصص استثنائية، ولا سيما بسبب انعدام الوسيلة لمعالجتها على المستوى الرسمي. توجد بضع منظمات حقوق، مثل نساء محسوم ووتش، ومتطوعين يخرجون شبه يوميا للدفاع عن رعاة فلسطينيين من شرور المستوطنين وغض نظر من جانب الجيش. وبذلك فانهم ينقذون قليلا قرى الغور، وبشكل كبير ما تبقى من كرامة محطمة للمجتمع الاسرائيلي.

وفقا لمعطيات موقع محسوم ووتش، في غور الأردن يوجد نحو 10 الاف مستوطن مقابل 65 ألف فلسطيني وكذا نحو 15 ألف تجمع صغير من الرعاة. حكومة نتنياهو قررت الا تقرر وابقاء المنطقة للجيش وللمستوطنين. اما حكومة بينت فهي حكومة تواصل تحافظ على الوضع الراهن في المناطق كصيغة لمواصلة البحث في التسوية الدائمة.

وفقا لعدد غير قليل من الشهادات، بما في ذلك اقتراح ايهود باراك في 2021 والذي نال تأييد الجيش الاسرائيلي، فان غور الأردن كان جزءاً من المفاوضات. وكانت النية ان يُبقى منه، في إطار تسوية شاملة، حزام أمني على طول نهر الأردن، دوريات دائمة للجيش الاسرائيلي على طريق التشويش وجدار جساسات على طول نهر الأردن حتى مصبه في البحر الميت. يخيل لي أنهم تقاتلوا هناك على عدة محطات اخطار. لكن عندما صعد ترامب الى الحكم في الولايات المتحدة بدأوا فجأة يتحدثون عن ضم الغور والمستوطنات في إطار المفاوضات المستقبلية على مصير المناطق.

بعيدا عن الاضواء الاعلامية يدير المستوطنون في غور الأردن اجندة تستهدف دفع سكان الغور الفلسطينيين الى الطيران من هناك. ليس واضحا الى اين، لكن الطيران. ومسؤول عن التنفيذ مستوطنون منفلتون في بؤر استيطانية منفلتة، يديرون برعاية مجالسهم المحلية حملات عنف خاصة ضد السكان القرويين، واساسا ضد الرعاة الذين من ناحية جزء من المستوطنين هم المسيطرون في المنطقة. وخمنوا من يساعدهم؟ صحيح، كل المسؤولين المباشرين عن الغور: الجيش الاسرائيلي وفرقة المناطق، الادارة المدنية، شرطة شاي والشباك.

وبذلك تنفذ خطوة ضغط تعسفية لأجل الدفع الى الامام بعملية ترحيل المحليين. الدائرة ضد الارهاب اليهودي في الشباك لم تعنى بإرهاب المستوطنين ضد سكان الغور وتواجدهم صفري.

معالجة الجيش الاسرائيلي هي لب المشكلة. منذ عهد التهديد العراقي، الذي سبق التهديد الايراني، كان الغور المدماك الاستراتيجي الاهم في الجبهة الشرقية. في هذه الاثناء غاب العراق، والوسائل التكنولوجية جعلت قدسية حيازة الغور موضوعا استعماليا اقل وتقليديا أكثر. وليس مثل التقاليد لأجل الحفاظ من الماضي على حجج عديمة المعنى في الحاضر.


المصدر: معاريف العبرية

الكاتب: ران أدلست




روزنامة المحور