السبت 26 آذار , 2022 03:06

شكل جديد للحرب في المنطقة الجنوبية لسوريا

التوتر في جنوب سوريا

تتصاعد التوترات من جديد في منطقة الجنوب السوري، لما لهذه المنطقة من أهمية جيوستراتيجية، لا سيما لناحية الصراع مع الكيان المؤقت. الذي كان أول الأطراف الداعمة للتنظيمات الإرهابية في هذه المنطقة، والذي يعمل الآن بوسائل مختلفة، الى إبقاء هذه المنطقة بؤرة للتوترات الأمنية، كي تنشغل الدولة السورية بمعالجة ذلك كأولوية، بدل الإعداد لمواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي في أي مواجهة مستقبلية.

 ففي محافظة درعا، وبالرغم من العديد من التسويات التي عقدتها الحكومة السورية بالتعاون مع وجهاء العشائر، لا تزال المنطقة تشهد عمليات اغتيال، تطال مسؤولين رسميين فيها وعناصر في الجيش السوري. وآخر هذه العمليات ما حصل في هذا الأسبوع، حينما اغتال مسلحون مجهولون صبيحة الخميس الماضي، رئيس مجلس مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي الشهيد "محمود المحمد العتمة". ليصبع عدد الاغتيالات خلال الـ 3 أشهر الماضية،4 عمليات طالت رؤساء بلديات في هذه المحافظة. فالتسويات التي حصلت، استطاعت بشكل كبير الحد من الفلتان الأمني، لكنها لم تستطع إنهاء عمليات الاغتيال، ما يؤكد وجود خلايا إرهابية نائمة مدعومة من أجهزة استخباراتية خارجية.

وينطبق ذلك أيضاً، على ما حصل سابقاً في منطقة السويداء، من توترات أمنية تحت عنوان مطالب شعبية محقة، تمت بواسطة جماعات ترتبط بشخصيات من فلسطين المحتلة، تدور وتنشط في الفلك التطبيعي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي. وهذا ما دعا الى تركيز عليه في الفترة المقبلة أيضاً، معهد دراسات الأمن القومي، عبر توصياته السنوية الموجهة لمسؤولي الكيان.

وفي جانب آخر من هذه المنطقة، حذرت ميلشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة أمريكياً، من أن تنظيم داعش الوهابي الإرهابي يحاول بعد ثلاثة أعوام من القضاء عليه، إعادة تنظيم صفوفه والسيطرة على مناطق في سوريا والعراق (في إشارة للمناطق الحدودية ما بين البلدين)، داعيةً كافة الدول فيما يسمى بالتحالف الدولي لمحاربة داعش، إلى تقديم مزيد من الدعم لها في هذا الحرب.

وهذا إن دلً على شيء، فإنما يدلّ عن بداية تنفيذ أمريكا لاستراتيجيتها الجديدة في سوريا، التي سبق وأشرنا لها سابقاً، بالتزامن مع ما يجري من عملية عسكرية روسية في أوكرانيا. من خلال استخدام تنظيم داعش للقيام بعمليات إرهابية، انطلاقاً من المنطقة التي يتواجد فيها، بعدما كان أبرز قيادات التنظيم وعناصره مسجونين في سجون قسد (تحوي سجون قسد أكثر من 10 آلاف داعشي).

وتحدثت العديد من المصادر الإعلامية، أن الجيش الأمريكي قام في الفترة الأخيرة، بإخلاء أحد السجون الخاصة بمعتقلي تنظيم داعش، المصنفين تحت سمة "خطرين" بشكل تام، وقام بنقلهم الى أماكن مجهولة.

وهذا ما يتقاطع مع تقديرات مجتمع الاستخبارات الأمريكية IC، الذي لمّح لذلك في تقريره السنوي بشكل مريب.

كل هذه المعطيات تؤكد إلا أن هناك مصلحة أمريكية وإسرائيلية، لبقاء هذه المنطقة عرضةً لحصول العمليات الإرهابية والأمنية، وإشغال الدولة السورية في معارك جانبية، واستنزاف قدراتها المختلفة في المرحلة المقبلة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور