الإثنين 21 آذار , 2022 05:32

استهداف الكادر الجامعي: النخب الفلسطينية تهدّد أمن "إسرائيل"

الطلاب الفلسطينيون

تتعرّض الحياة الجامعية للطالب الفلسطيني لانتهاكات الكيان الإسرائيلي المؤقت، فلا يعتمد الخيار الجامعي على معدل الدراسة التوجيهية (أو المرحلة الثانوية) ولا على ميول الطالب أو رغباته أو إمكاناته العلمية أو المادية، بل على إجراءات الاحتلال التي تقف بوجه الطموحات العلمية الفلسطينية، حيث يحدّد للطالب أين يدرس، ماذا يدرس، ومن يدرّسه، وهل يحق له بالأساس أن يكمل المرحلة الجامعية أم لا؟

يستخدم كيان الاحتلال العديد من الأساليب لعرقلة الطلاب ومنع الشعب الفلسطيني من بناء كادر متعلّم و انتاج النخب القادرة على استثمار قدراتها العلمية في المواجهة الثقافية أو التقنية العسكرية.

عرقلة استكمال المرحلة الجامعية

يتعمّد الاحتلال اعتقال عشرات القاصرين سنوياً لأجل حرمانهم من التسجيل في الجامعات أو لكسر إرادتهم وإجبارهم على التخلي عن الفكرة. ومن ناحية ثانية بهدف تأخيرهم لما بعد التحرّر أو يعتقلهم في الفصول الأخيرة قبل التخرّج. ومن الممكن أن تسمح مصلحة أدارة السجون للمعتقلين الانضمام الى الجامعة عن بُعد من داخل السجن.

في العام 2020 أشارت إحصائيات منظمة حقوق السجناء الفلسطينيين "الضمير" إلى أن حوالي 250 طالبًا جامعيًا فلسطينيًا معتقلون في سجون الاحتلال. وبحسب تقارير وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، فان قوات الاحتلال اغتالت خلال الفترة الممتدة من 28 أيلول عام 2000 الى 12 شباط عام 2004، 194 طالباً جامعياً فيما اعتقلت أكثر من 710 آخرين.

عرقلة التنقّل

يقسّم الاحتلال فلسطين الى مناطق منفصلة: الداخل، القدس، الضفة، وقطاع غزة. ويشترط التصاريح للتنقل بينها. والضفة وحدها تتقطّع بأكثر من 100 حاجز لجيش الاحتلال، مما يضيّق على الطلاب خياراتهم بسبب عراقيل الطريق والتنقّل ويجبر أغلبهم على التسجيل في أقرب جامعة الى مكان سكنهم على الرغم من أنها قد لا توفر لهم الاختصاص الذي يرغبون بدراسته في الكثير من الأحيان.

عرقلة السفر الى الخارج

يمنع الاحتلال سنوياً آلاف الفلسطينيين من السفر لاستكمال تعليمهم الجامعي أو الاستفادة من المنح الخارجية وخاصة في مرحلة التعليم العالي. وقد يحرم منع السفر الطلاب من المشاركة في المؤتمرات الخارجية التي تزيد من ثقافتهم وخبراتهم في مجال التخصص.

الاحتلال يحدّد الاختصاصات!

يدخل الاحتلال في تفاصيل اختيار الطلاب لتخصصهم حيث يمنع بعض الاختصاصات التي تسمح للفلسطينيين بامتلاك التقنيات كي لا يستفيدوا منها في التصنيع العسكري خوفاً على أمنه الوجودي، فيواجه طلاب العلوم والهندسة ملاحقات وتهديدات الاحتلال، وتذكر الأوساط الفلسطينية حادثة اعتقال قوات الاحتلال طالب هندسة بزعم ان مشروع تخرجه الذي يناول طائرة "الدرون" يهدّد الأمن القومي الإسرائيلي. كما يمنع الاحتلال الطالب من العمل السياسي والنشاط الطلابي الخدماتي مهدداً بالاعتقال.

كذلك يتحكم الاحتلال بكادر أساتذة الجامعات الفلسطينية حيث يعتقلهم لفرض قيود على عددهم مما لا يسمح بفتح جميع التخصصات.

الاحتلال يقتحم الجامعات ويعتقل الطلاب!

ينتهك الاحتلال الحرم الجامعي وباحاته ويقتحمه المستوطنون لاعتقال الطلاب أو إطلاق النار عليهم، أو تقتحمه آليات الجيش للتخريب والترهيب، وتُعد جامعة القدس في بلدة أبو ديس بالضفة الغربية من الجامعات التي عانت من التوغل المباشر لقوات الاحتلال في وضح النهار، تم اعتقال العشرات من طلابها دفعة واحدة. كما شكّلت أيضاً جامعة "بيرزيت" في رام الله واحدة من أهم الجامعات التي تتعرّض لانتهاكات بشكل دوري. وفي قطاع غزّة تعرّضت الكثير من الجامعات للقصف. وأيضاً يفرض الاحتلال في بعض الأحيان الاغلاق التعسفي على الجامعات لمدة طويلة مما يعرقل استمرار السنة الجامعية للطلاب.

لا يسلم الطلاب الفلسطينيون العائدون من الخارج من ملاحقة الاحتلال حيث يتم التحقيق معهم فور العودة واستدعائهم للاستجواب حول التوجه الأكاديمي وخاصة طلاب الهندسة، كذلك يحقق معهم عن زملائهم.

الاحتلال يحدّد عدد الطلاب والأساتذة الأجانب

ويتدخل الاحتلال في تحديد طبيعة استفادة الطلاب والأساتذة الأجانب القادمين للدراسة في الجامعات الفلسطينية حيث أصدرت حكومة الاحتلال خلال الشهر الجاري قرارات تحدّد الاختصاصات المسموح بها للأجانب ويحدّد عددهم بـ 150 فقط، فيما يمنع الجامعات من الاستفادة من الأساتذة الأجانب بمعدل 100 أستاذ فقط ولمدة محدّدة لا تتجاوز الخمس سنوات. ويفرض تشديدات على شروط دخول الأكاديميين الأجانب وحصولهم على تصريح عمل أو تأشيرات مكوثهم في الضفة الغربية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور