الإثنين 21 آذار , 2022 01:31

الاستشهادي علي أشمر: جسدٌ يحرق المحتل!

"الى إخواني وأخواتي الصابرين في المعتقلات والشريط الحدودي المحتل، وفي فلسطين المحتلة، والى إخوتي في الانتفاضة الفلسطينية الاسلامية...إنّني أهديكم هذا العمل المتواضع ...وان شاء الله سأثأر لكم ولعذاباتكم"، بهذه الكلمات قدّم الاستشهادي علي منيف أشمر بتاريخ الـ 20 من شهر آذار عام 1996 نفسه في عملية نوعية عكست عملياً مشروع تحرير جنوب لبنان وفلسطين، وهو لم يتجاوز العشرين من عمره.

على مقربة من الحدود الفلسطينية عند مثلث العديسة - رب الثلاثين، وأثناء تحرّك قافلة من جيش الاحتلال الإسرائيلي متجهة من مستوطنة "مسكاف عام" نحو مشروع الطيبة، انتظر أشمر عودتها من المشروع – بمعرفته المسبقة من خلال رصد حركتها حيث أنه استطاع الدخول الى تلك المنطقة رغم كل الإجراءات الأمينة التي يتحصّن بها الاحتلال – وحدّد اللحظة المناسبة التي جعل فيها جسده ناراً أصابت عدة شاحنات وبعض سيارات "الجيب" التي كان يستقلها مسؤولون إسرائيليون، مما أدى الى تفجير الموكب بشكل كامل، وخاصة أن العبوة التي حملها الاستشهادي أشمر حوت مئات الشظايا القاتلة.

أوقعت العملية الإصابات في الجنود، وحاولت الأوساط الإسرائيلية إخفاءها الا انها اضطرت للاعتراف بها معلنةً مقتل نقيب في الجيش، وجرح أكثر من 7 آخرين. وقالت المقاومة الإسلامية في بيانها الأولي إن العملية الاستشهادية جاءت "رداً على تنامي أصوات الاستسلام وتهافت المستسلمين للارتماء على أعتاب البيت الأبيض وتأكيداً على حق مقاومة الاحتلال".  

وفي اليوم التالي أعلن الأمين العام حزب الله السيد حسن نصر الله في مؤتمر صحافي اسم منفّذ العملية الاستشهادية مؤكداً أن المقاومة "تحتفظ بحق الرد على الاعتداءات الصهيونية". وشكّلت العملية شرارة المعادلة الجديدة التي فرضت توازن الرعب على الكيان الإسرائيلي المؤقت، حيث قال السيد نصر الله "إن السبيل الوحيد امام العدو لعدم المس بالمستعمرات الصهيونية هو عدم المس بمدنيينا وشعبنا... نحن في حزب الله نتحمل مسؤولية اي قرار نتخذه في مقاومتنا للاحتلال بكل فخر واعتزاز وشجاعة. إن ساحة الشريط المحتل ساحة مفتوحة لعمليات المجاهدين". وفي وصيّته قبل العملية ذكّر الاستشهادي الكيان المؤقت بأن " النصر قريب والتحرير آت والصهاينة وعملاؤهم مصيرهم القتل والزوال".

طافت أصداء عملية الاستشهادي أشمر العالم العربي والإسلامي في المنطقة، ووصلت الى أهله رسالة من الامام السيد على الخامنئي هنّأهم فيها بابنهم مؤكداً أنه "من صانعي تاريخ هذه المنطقة".

وكان الاستشهادي علي أشمر قد ولد في الكويت في 14 تموز/يوليو عام 1976، واختار الدراسة الدينية سنة 1991 في حوزة الرسول الأكرم (ص). ولم تكن العملية الاستشهادية العمل الوحيد الذي قدّمه حيث شارك في العديد من عمليات المقاومة، وكان مستعداً لتقديم نفسه قرباناً في سبيل الله والوطن والمقاومة في كل وقت. 


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور