الأربعاء 09 آذار , 2022 12:02

في عيد المعلّم، أبو حسن بجيجي، أستاذ المقاومة

الشهيد ابو حسن بجيجي

لقبٌ أطلقه عليه سماحة الأمين، "أُستاذ المقاومة"، وأضاف "كان أستاذًا مُعلّمًا يقف أمام طلابه بأمانة ومسؤولية، استطاع أن يكون قائدًا في العمل التربوي وفي كسر حواجز الخوف ورفع المعنويات، واستنهاض هِمم الناس وبعث الأمل في قلوبهم والنفوس وصولًا الى مرحلة المُجاهد الذي يحضر في الصفوف الأمامية، ويُلبّي نداء الواجب في الدفاع عن أهله وشعبه دون أيّ تردّد".

القائد المربّي، الحاج أبو حسن بجيجي، المتصدّي منذ الطلقات الأولى، قمر مشغرة المضيئ، عزيز البقاع الغربي والنبي شيت، جنتا وتمنين. هو الشهيد محمد بجيجي، أستاذ المقاومة والمناضلين الثائرين، ناصر المستضعفين في البقاع وبيروت والجنوب وفلسطين.

وُلِدَ الشهيد محمد بجيجي في الأول من آب عام 1948 في بلدة مشغرة في البقاع الغربي، درس في مدرستها الرسمية وكان محطّ أنظار المعلمين للمستوى الذي كان عليه، تنقلّ بين مشغرة وبعلبك، بيروت والبقاع، التحق بدار المعلمين وانصرف إلى التدريس ليعود معلمًا في مدرسة مشغرة الرسمية التي تتلمذ في صفوفها. من هنا، انطلق الشهيد في عمله الإسلامي ضمن النادي الإسلامي من خلال اللجنة الثقافية في مشغرة، وأخذ يعمل على إنشاء نواة العمل الإسلامي فيها.

عاد أبو حسن ليتابع دراسته في كليّة العلوم في الجامعة اللبنانية حيث نال شهادة الماجستير، تابع نشاطاته عبر اللجنة الثقافية الإسلامية في الشياح، وتتلمذ على يدّ العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله، وأسّس حينها مع إخوته فيما بعد، مكتبة الشهيد مطهّري. ثم تخصص في العلوم السياسية.

لم يكن شهر شباط من 1979 عاديًا بالنسبة للشهيد أبو حسن، لم تكن الدنيا تسعه بما رحبت، يوم انتصرت الثورة الإسلامية المباركة في إيران، مباشرةً بادر الشهيد إلى تنظيم مسيرة في بلدته معلناً أمام أهله الولاء الكامل لهذه الثورة وقائدها الإمام الخميني (قده).

لم يمرّ الكثير، حتى اجتاحت قوات الاحتلال بيروت عام 1982، يومها خرج الحاج الشهيد ليحرّض الناس على ضرورة مواجهة هذا العدو مهما كانت الإمكانات ضعيفة، فانتقل إلى بلدة النبي شيت مع عائلته، وبدأ العمل والتنسيق مع إخوته من قادة ومجاهدي المقاومة الإسلامية، وحرس الثورة الإسلامية، والتحق بدورة عسكرية كانت نقطة البداية في عمله العسكري والجهادي، حيث تألق وتميّز بإخلاصه وإصراره، وبثّ الروح والمعنويات في نفوس المجاهدين، فتم اختياره لإلقاء الدروس العقائدية والسياسية في الدورات التدريبية.

تلقّى العلوم وخضع للعديد من الدورات في العلوم السياسية والعقيدة، وكان المسؤول الثقافي في بعض قرى البقاع، وبالتزامن، عمل على تشكيل وتسليح العديد من المجموعات التي كانت النواة الأساسية للعمل الجهادي في البقاع الغربي، مع إخوانه الشهداء نصّار نصّار، رضا الشاعر، علي مرعي وغيرهم، وكذلك تجهيز الفصائل الفلسطينية بين بيروت والبقاع، وشارك في العديد من العمليات النوعية والسريّة بين تلال الديدبة، الجبّور، عين الخوخ، وزلّايا.
كان الشهيد أبو حسن، نجم تلّة الديدبة الذي استشهد فيها في 13 تموز 1988، تاركًا خلفه مسيرة مشرّفة من النضال، والتربية وتشكيل الوعي في أبناء جيله وحتى اليوم، كلماته لم تفارقنا "لا تحزني فلسطين أبدًا، يا ثانيَ الحرميْن، يا قبلة المسلمين الأولى، إننا قادمون مع الدماء.."

من وصيّته: إخوتي شورى لبنان، إخوتي في شورى البقاع: كم كنت أتمنى أن أقوم بواجبي وأتحمّل مسؤولية العمل الثقافي والإعلامي في المنطقة (منطقة البقاع)، ورغم اعتقادي الكامل بأنّ هذا الدور هو أساسي في خطّ حزب الله لأنّه بناء للقاعدة الأساسية الصلبة، وهو الضمان لانتصار المسيرة، لكن اعتقادي الراسخ بأهمية قطرات دماء الشهداء جعلني متحمساً للموت على طريقة أبي عبد الله الحسين (ع)، وعلى أرض أبي ذر الغفاري - رضوان الله عليه - حيث تشتاق الأرض هناك لدماء الشهداء.

إخوتي في الله، لا تنتظروا "إسرائيل" كي تأتي إليكم، فما غُزي قوم في عقر دارهم إلاّ ذلّوا. انطلقوا إلى الجنوب، وإلى البقاع الغربي، وقودوا العمليات العسكرية بأنفسكم. إنَّ الخطر الإسرائيلي يحتاج إلى مواجهة دائمة. عجّلوا في تحضير الأخوة للمواجهة ليكونوا أرقاماً حقيقية في المقاومة الإسلامية. اعملوا على تأمين الدعم الكامل للمجاهدين في الجنوب والبقاع الغربي. لا تبخلوا بالمال ولا بالأرواح فهذا العصر عصر الشهادة، عصر الكرامة، عصر انتصار الإسلام العظيم. وهذه الأيام هي أيام الحجة القائم - عجل الله فرجه الشريف - بدأت في إيران الإسلام وانتقلت إلى جنوب لبنان، وسوف تنتقل إلى كلّ بقعة يتواجد عليها أنصار للإسلام حتّى تكون الثورة العالمية بقيادة الإمام المنتظر روحي له الفداء.
 


الكاتب: أمير قاروط


روزنامة المحور