الأربعاء 23 شباط , 2022 05:09

معاريف: سنستيقظ على عشرات المسيرات متوجهة إلى "إسرائيل"

لا يزال الإنجاز النوعي الذي حققه حزب الله مؤخراً عن اقتحام طائرة مسيرة "حسان" لأجواء فلسطين المحتلة وبقائها لمدة 40 دقيقة ثم العودة سالمة إلى يد مشغليها دون أن تنجح أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية بإسقاطها يأخذ صداه، ليس فقط على صعيد القيادات العسكرية والسياسية بل عند المستوطنين وجموع الإعلاميين والصحافيين في الكيان الذين باتوا يعتقدون ان وجودهم داخل الأراضي الفلسطينية بات يشكل تهديداً لحياتهم كما صرّحوا عقب معركة سيف القدس الأخيرة.

صحيفة معاريف اشارت في مقال لها إلى ان "محاولة تقزيم الحدث وتسمية الطائرة "أداة طائرة"، تخطئ الهدف والحاجة لفهم الواقع والاستعداد لما سيأتي". معتبرة أن "فحص الضرر يجب أن يكون في سياقات احتمال الضرر وفي سياقات الوعي، ما الذي يتعلمه العدو وكيف يستخدم الحدث لأغراضه".

النص المترجم:

فتح حدث تسلل طائرة التي أطلقها "حزب الله" من لبنان إلى "إسرائيل"، الجمعة الماضي، خطاباً جماهيرياً وإعلامياً واسعاً يشوش الواقع ويمنع تحليله الواعي. فتوقيت الحدث -فور خطاب نصر الله حول حجم الصواريخ الدقيقة التي لديه وبعد أسابيع من بدء الكشف عن استعداد منظومات مضادات الطائرات لدى "حزب الله" في لبنان – اختاره الحزب خدمة لأهدافه الداخلية في لبنان وخلق معادلات جديدة حيال "إسرائيل".

إن محاولة تقزيم الحدث وتسمية الطائرة "أداة طائرة"، تخطئ الهدف والحاجة لفهم الواقع والاستعداد لما سيأتي. الحديث يدور عن طائرة تسللت المجال الجوي "لإسرائيل"، وبقيت في نطاق دولة إسرائيل دقائق طويلة، وعادت دون أذى، إلى جانب محاولة فاشلة لاعتراضها، كل هذه تشير إلى الفشل. وحده تحليل دقيق وغير متملص لحدث تسلل الطائرة من لبنان ونتائجه يضمن النجاح في أحداث مشابهة في العمل مستقبلاً بالشكل الأفضل. ولمعرفتي بقادة سلاح الجو ومنظومة الدفاع الجوي، لا شك عندي بأنهم سيدرسون الحدث ويقلبون كل حجر كي يكونوا أفضل في الحدث التالي.

من الخطأ فحص وتحليل الحدث يوم الجمعة الماضي كحدث منعزل بحد ذاته. قد نلاحظ ميلاً لبناء تهديد جوي ذي مزايا جديدة ينضم إلى التهديد الصاروخي الذي احتل مكاناً مهماً في خريطة التهديدات على دولة إسرائيل في العقد الأخير. فالتهديد الجوي يحل محل المنصات الجوية الكلاسيكية، وهو يتشكل من منصات جوية صغيرة، سهلة التملص، منخفضة الطيران، ذات سرعة بطيئة وعالية، زهيدة الثمن، سهلة الاستخدام، تحتاج إلى نقليات سهلة التحرك والإخفاء. وهذه أصبحت "سلاح الجو" الجديد لمنظمات الإرهاب وللدول على حد سواء.

نشهد استخداماً متواتراً للحوامات والمسيرات الصغيرة في كل جبهات المواجهة "لإسرائيل"، من غزة وسوريا ولبنان ومن إيران أيضاً. والتهديد الجوي الجديد أمام سلاح الجو وأمام منظومة الكفاح الجوي يضع تحديات جديدة، أولها الكشف أو القدرة على كشف التهديد قبل تسلله؛ وبالطبع تحدي الاعتراض، بعد أن يكتشف التهديد ويشخص الحاجة إلى إحباطه وتدميره، من أصل سلة حلول اعتراض من الأرض، مثلما كان في الحدث المذكور من قبل منظومة القبة الحديدية. اختيار نقطة الاعتراض أمر مهم لمنع الضرر المحيطي المحتمل الناشئ بعد الاعتراض وفي سياق جميع حطام الهدف، الذي يستخدم لأهداف البحث ولأهداف إعلامية.

في محاولة لتقزيم الحدث، سمعنا غير قليل من التحليلات التي تقول إن الضرر اللاحق طفيف جداً، ولكن فحص الضرر يجب أن يكون في سياقات احتمال الضرر وفي سياقات الوعي، ما الذي يتعلمه العدو وكيف يستخدم الحدث لأغراضه. قد لا يكون تأثير دراماتيكي للتهديد الجوي الجديد على ميزان القوة، وليس له اليوم احتمال لإلحاق ضرر مهم واستراتيجي، ولكن للتهديدات الجديدة من هذا القبيل ميلاً للتعاظم مثل صواريخ القسام التي كانت في البداية ذات قدرة حمل للمواد المتفجرة ولمسافة كيلومترات معدودة، بينما في غضون نحو عقد طورت حماس لنفسها قدرات إنتاج منتظمة للصواريخ والمقذوفات الصاروخية لمسافة مئة كيلومتر فأكثر، مع قدرة حمل عشرات ومئات الكيلوغرامات من الذخيرة. إذا تجاهلنا التهديد الجوي الجديد، فسنلتقي في الساحات المختلفة تهديداً متعاظماً، واسع النطاق وذا قدرات مهمة.

صحيح أننا لا نملك أي فعل للتصدي لتهديد الحوامات والمسيرات الصغيرة بشكل ناجع، لكن بتقديري، بشكل قليل وغير كافٍ. المطلوب استعداد آخر، وإلا فسنستيقظ بعد فترة زمنية غير طويلة على واقع آخر نلتقي فيه عشرات الحوامات والمسيرات المستخدمة في الوقت نفسه نحو "إسرائيل".


المصدر: معاريف

الكاتب: تسفيكا حايموفيتش




روزنامة المحور