السبت 18 كانون الاول , 2021 01:47

الاعلام العبري: "إسرائيل" تعيش أياماً صعبة في القدس والضفة

شهدت القدس والضفة الغربية المحتّلة في الأسابيع الأخيرة سلسلة من العمليات الفدائية والنوعية التي نفذها الفلسطينيون – بتخطيط فردي – رداً على اعتداءات كيان الاحتلال ومستوطنيه المستمرة وتهويدهم للمسجد الأقصى والأحياء، وزيادة بناء بؤر الاستيطان، ما شكّل حالة استنفار أمني لشرطة وجيش الاحتلال وتخوّفاً لدى الأوساط الإسرائيلية من "انتفاضة" جديدة تشبه "انتفاضة السكاكين" التي اندلعت خلال عامي 2015 -2016.

وكانت العملية النوعية التي نفذها ثلاثة شبان فلسطينيين عند مستوطنة "حومش" بين مدينتي نابلس وجنين منذ يومين، حيث كمنوا لمجموعة من المستوطنين ونجحوا بقتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين بجروح.

اللافت أنها العملية الأولى التي انسحب فيها المنفذون سالمين، فيما لا تزال عمليات بحث شرطة الاحتلال مستمرة دون التوصّل إليهم، ما أثار مزيداً من القلق الاسرائيلي من تأجيج وتطور الأوضاع في القدس والضفة، وإعادة نظر الاحتلال بسياساته واستراتيجياته التي يثبت فشلها.

وفي هذا السياق تشير الصحف العبرية الى انتقادات المحلّلين والكتّاب الإسرائيليين لهذه السياسات ويقولون " أن الإسرائيليين اليوم باتوا أمام أيام أكثر صعوبة".

الترجمة:

يجب تغيير الطريقة التي يعمل بها جنود الاحتلال في الأراضي المحتلة، خاصة الضفة الغربية، حيث يتعلق الأمر بشكل أساسي بالانتهاكات غير الضرورية، وإطلاق النار، الذي يتزامن مع تنفيذ هجوم مسلح، وزرع قنبلة موقوتة.

ان جيش الإسرائيلي غير قادر على التغلب على نموذج الجندي ذي اليد الرخوة على الزناد، وهو نموذج يعشعش داخله، ولعل هيئة الأركان العامة مسؤولة عن ذلك، رغم أنها تتظاهر بحبس أنفاسها عند وقوع أي قتيل فلسطيني جديد، لكن النتيجة أن الجني خرج من القمقم، والطريقة الوحيدة لإعادته هي تغيير جذري في السلوك السياسي الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية المحتلة؛ لأنها تحولت إلى قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة في وجه الإسرائيليين.

والأسابيع الأخيرة شهدت جملة نقاشات حادة في هيئة رئاسة أركان الجيش حول تسلسل العمليات التي جرت معظمها في القدس والضفة الغربية، بحضور كبار القادة العسكريين والأمنيين في القيادة المركزية ومنسق العمليات ورئيس الأركان وجهاز الأمن العام، لكنهم جميعا لم يجدوا السبب الحقيقي لعودة هذه الهجمات، رغم تحميل حالة التحريض على شبكات التواصل الاجتماعي سبباً قويًا بما يكفي، والنتيجة أن الإسرائيليين اليوم باتوا يعرفون أيامًا أكثر صعوبة.

كما ان عملية نابلس-جنين التي قُتل فيها مستوطن تؤكد أن جهود إحباط البنية التحتية الكبيرة لحماس في الضفة الغربية لم تكن كافية، لأن العملية أثبتت أن جهود حماس في الضفة الغربية استطاعت العثور على طريقة لتنفيذ هجماتها الأخيرة، وبالتالي فإن المجازفة التي تتخذها إسرائيل، وطريقة إحكام السيطرة على الفلسطينيين لم تعد مجدية، أن سياسة "جز العشب" لم تعد تجدي. 


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور