الجمعة 17 كانون الاول , 2021 04:30

فؤاد مخزومي: المواقف السياسية للبيع كما السلاح؟

يتفاجأ الكثيرون من الانقلاب الكبير، في مواقف النائب فؤاد مخزومي ضد حزب الله. الذي لطالما أعلن دعمه لخيار المقاومة مدافعاً عن سلاحها، داعياً الى الوقوف بصفها ضد من سماهم في وقت غير ببعيد، بالمراهنين على سحب سلاحها في إطار عملية دستورية إقليمية، مؤكداً حينها بأن لبنان سيدفع ثمن ذلك. فتحول في هذه الفترة ما قبل الانتخابات النيابية، بعدما لمس إمكانية تجديد ولايته النيابية، الى صف مناهضي الحزب والمقاومة، متهماً إياه بالعديد من الاتهامات الباطلة، عله يكسب حصةً من جمهور تيار المستقبل (الذي في الأغلب لن يخوض الانتخابات بشكل واسع كما في السابق). بالإضافة الى كسب رضا حكام السعودية، ربما من أجل تقديم أوراق اعتماده لرئاسة حكومة مقبلة.

لكن المدقق في تفاصيل حياة مخزومي، خاصة التجارية منها، سيجدها أنها مليئة بالتفاصيل والاحداث، التي تدل على أنه ليس سوى تاجر يرغب بلعب أدوار سياسية. مستثمراً من أجل تحقيق ذلك أمواله، التي كسب الجزء الأكبر منها، من تجارة للسلاح والوساطة بين النافذين العرب وشركات السلاح البريطانية. حتى بات يوصف بـ " تاجر السلاح اللبناني" في الصحف الإنكليزية والفرنسية (بعد سلسلة فضائح تمويل للحزب المحافظ البريطاني ورئيس الوزراء الأسبق للحكومة الإنكليزية ديفيد كاميرون، وفضيحة رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون). كما وصفه بذلك أيضاً وزير الداخلية والبلديات السابق النائب نهاد المشنوق، الذي كشف منذ سنوات في أيار 2018، بأن مخزومي بدأ عمله كتاجر سلاح، وليس كما يدّعي بأنه يملك معملاً لصنع الأنابيب. مضيفاً أن تاريخ مخزومي في تجارة السلاح قديم، وأن أكبر دليل على ذلك هو ما جاء في الكتاب "THE LIAR"  الذي صدر حول وزير المالية السابق في بريطانيا "جوناثان أيتيكين" سنة 1999، فيما يتعلق بصفقة الطائرات "التورونادو". 
أما صفقة "التورونادو" هذه، فبحسب الكتاب فإنها كانت تباع في الأسواق الأوروبية بحوالي 20 مليون جنيه إسترليني، لكن بمساعي وجهود فؤاد مخزومي، تم بيعها الى السعودية بمبلغ 35 مليون جنيه إسترليني، أي بحوالي ضعف سعرها الحقيقي.

كما أن هنالك العديد من الشكوك، حول دور له في فضيحة "صفقة اليمامة" الشهيرة، بين السعودية وبريطانيا، والتي لطالما نفى علاقته بها.

فما هي صفقة اليمامة

_ هي سلسلة من صفقات شراء أسلحة بريطانية ضخمة، من قبل السعودية، التي دفعت مقابل الأسلحة براميل نفط خام يومياً، بحيث يُحوّل 600 ألف برميل للحكومة البريطانية.

_ تركزت هذه الصفقات على بيع السعودية طائرات حربية من نوع "تورنادو" و"يوروفايتر تايفون" وما يتعلق بها.

_ من أهم الأسباب لشهرتها هو ضخامة الرشاوي والعمولات المدفوعة فيها، بحيث تورط فيها العديد من الشخصيات والامراء، وعلى رأسهم وزير الدفاع السابق سلطان بن عبد العزيز وأولاده بندر وخالد، والعديد من رجال الاعمال العرب، التي شكلت هذه الصفقة أولى خطواتهم العملية التجارية الكبرى، من أجل تكوين ثرواتهم الشخصية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور