الأربعاء 15 كانون الاول , 2021 12:43

كيف تشارك Google في التوسع الاستيطاني الاسرائيلي؟

Google

مع أي مواجهة جديدة يخوضها الفلسطينيون ويتصدون فيها للاحتلال، يعود إلى الواجهة الدور الكبير الذي تلعبه منصات التواصل الاجتماعي، في التصويب على الانتهاكات الإسرائيلية وما يقابلها من عمليات بطولية لأبناء الشعب الفلسطيني. لكن، على المقلب الآخر، هناك شركات أخرى تمعن في مساندة "إسرائيل" وتعاونها على تقديم نفسها للعالم بالصورة التي تحب، وهنا نتحدث عن شركات الحوسبة والانترنت والاتصال العالمية، وتتقدم هذه الشركات شركة google.

طيلة عقود مضت ثبت تواطؤ عدد من الشركات الأميركية المهتمة بمجال الحوسبة والمعلومات كشركة Amazon وFacebook وMicrosoft والمتجذرة في التزامها مع الأوساط السياسية الأميركية خاصة تلك المتعلقة بالمؤسسات الاستخباراتية، في المشروع الاستعماري الاسرائيلي الكبير وبعدة طرق. حيث ان شركةgoogle  والتي أعلن الرئيس التنفيذي السابق إيريك شميت مطلع عام 2012 بعد زيارته لرئيس وزراء الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو ان "قرار الاستثمار في "إسرائيل" كان من أفضل القرارات التي اتخذتها شركة google  على الاطلاق"، فيما أيده نتنياهو بالقول "هذه هي إسرائيل-العلم والشمس وgoogle".

عام 2016 افتتحت الشركة أولى منشآتها في كيان الاحتلال، وتتوزع مكاتبها في عدد من المناطق داخل فلسطين محتلة، يشغلها أكثر من 1550 موظفاً يحملون الجنسيات الإسرائيلية، كما تخطط google أيضاً زيادة عدد منشآتها.

العنصرية وحذف المحتويات المنشورة التي تخالف رؤية "إسرائيل" من على منصات الفضاء المجازي، هي إحدى الطرق البسيطة التي تدعم فيه شركة google كيان الاحتلال، وانما الأكثر سوءاً هو مساهمتها الفعلية في الاستيطان، فهي تشارك مباشرة بذلك عبر بناء منشآتها وطريقة اختيار مواقعها الجغرافية أيضاً. حيث تسعى من خلال مقرها الرئيسي الموجود في تل أبيب في مبنى "إلكترا" -وهو ناطحة سحاب- ان تجسد قرية يافا واعتبارها جزءاً من "إسرائيل" عبر تقديم مشهدية في مكاتبها تعتمد على أشجار البرتقال الاصطناعية والصناديق الخشبية، لترسيخ الأسطورة الإسرائيلية الصهيونية ان برتقال يافا هو منتجاً اسرائيلياً ومن حق اليهود لا سواهم، وبالتالي سرقة وتشويه الهوية الفلسطينية، وتكثر النماذج على ذلك.

إضافة لذلك، تقدم شركة google الدعم المادي لكيان الاحتلال، حيث أنها مثلاً قد خصصت أحد الطوابق في المقر التابع لها لشركة "كامبيس تي إل في" التي تساعد في ازدهار وتطوير الشركات التجارية والمعلوماتية الإسرائيلية الناشئة. كما انها قامت بالاستثمار في مبادرة "الأمن السيبراني" عام 2015 بمبلغ يتجاوز الـ 18 مليون دولار، والتي أنشأها الرئيس السابق لوحدة مكافحة التمرد في جيش الاحتلال التي يطلق عليها اسم "8200". الأمر الذي دفع القوات الجوية للاحتفاء بقدوم شميت عام 2016 وتشكيل اسم الشركة google" تقديراً لدعمه.

هذا وتستثمر شركة google في عمليات المراقبة والتهجير الذي يقوم بها كيان الاحتلال ضد الفلسطينيين، وذلك عبر شراء شركات إسرائيلية تعمل في هذا المجال أي المراقبة وتحليل البيانات وغيرها، مثل شركة "إيلاستيفايل" التي استحوذت عليها مقابل 200 مليون دولار، شركة "وايز" مقابل مبلغ يبلغ 1.1 مليار دولار، شركة "ألوما" مقابل ما يزيد عن 145 مليون دولار عام 2019 وغيرها. كما يعمل قسم الاستثمار في غوغل والذي يسمى "غرادينت فينتشرزو" على ضخ أموال طائلة في الشراكات الإسرائيلية التي تعمل في مجال الحوسبة والمعلومات خاصة، والتي تستفيد منها أجهزة الاحتلال في المراقبة والتتبع، والتي باتت تجهز منها برامجاً استخباراتية تعتمد على قاعدة البيانات لتبيعها إلى عدد من دول العالم على أنها تعمل في إطار "الأمن الالكتروني والسيبراني".

كما وتستفيد شركة google  أيضاً من عمليات نهب الأراضي الفلسطينية التي تقوم بها قوات الاحتلال، حيث قامت الشركة بدمج  google payمع بنك "لئومي" الذي يموّل فقط الأعمال الاستيطانية والمستوطنات اليهودية، كمستوطنة "بسغات زئيف" التي بناها كيان الاحتلال على الأراضي التي صادرها من الفلسطينيين في بيت حنينا وأحياء القدس الشرقية الأخرى، كما يقدم ايضاً تسهيلات على القروض العقارية للمستوطنين.

واللافت انgoogle  تعمل بشكل مثير للاهتمام على المساعدة في تصميم برامج تزيد من حماية المستوطنين أثناء تنقلاتهم في الأراضي المحتلة خاصة الضفة الغربية. فشركة "وايز" التي انبثقت عن وحدة 8200 والتي أصبحت تابعة للشركة، صممت خرائط مبرمجة لإرسال الاشعارات التحذيرية للسائقين الإسرائيليين عند قيامهم بالدخول إلى المناطق المأهولة بالفلسطينيين، لتحييدهم عن عمليات الطعن.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور