الإثنين 01 تشرين ثاني , 2021 03:26

تحقيقات عبرية مسربة: فشل استخباراتي إسرائيلي في معركة "سيف القدس"

الفشل الاستخباراتي لجيش الاحتلال

بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على معركة "سيف القدس" (أيار الماضي) التي خاضتها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة ضد غطرسة كيان الاحتلال وتهويده ومحاولته هدم منازل أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلّة، خرجت منها المقاومة محققة نصراً استراتيجياً ومثبتةً لمعادلات ردع جديدة تقطع يد الاحتلال عن الاستفراد بالأرض والمقدسات دون تحمّل "الثمن"، ودون ان تطال الصواريخ عمقه ومنشآته الحيوية.

وعلى الرغم من محاولات رئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو الظهور أمام الرأي العام بموقع "من حقّق الأهداف" خلال الـ 11 يوماً، لان الوقائع الميدانية تؤكد هزيمة الاحتلال على الصعد كافة، واليوم يسرّب الاعلام العبري تحقيقات سرية كان الاحتلال يتعتّم عليها بهدف التضليل، وتكشف التحقيقات، تحت عنوان ""عملية حارس الأسوار ــــ الأداء والاستخبارات العملية"، الثغرات الأمنية و"العجز الاستخباراتي" للكيان الإسرائيلي.

ماذا يكشف التحقيق ؟ 

وبحسب الاعلام العبري، فان التحقيق أجراه جيش الاحتلال بعد أسابيع من انتهاء الحرب، وشمل كل أذرعه والوحدات والأنظمة التي شاركت في القتال، وتمّ تسريبه إلى وسائل الإعلام من قِبَل جهاز سرّي داخل الجيش، وقد أضرّ بأداء الوحدات العسكرية في وبثقة "الجمهور" فيه، ومنح المقاومة الفرصة لاستخدامه ضدّ الاحتلال، ولا سيما أنه يُظهر فجوات استخبارية كبيرة حالت دون قدرة الجيش على "الوفاء" بالتوقّعات التي خلقها لنفسه،  مثل الإضرار بنظام الصواريخ المضادّة للدروع، والصواريخ التي تمتلكها الفصائل في غزة، وكذلك استهداف قادتها.

ويتطرّق البند 33 من التحقيق إلى ما يسمّيها "فجوة تشغيلية خطيرة في عرقلة قدرات أنظمة الصواريخ، وتلك المضادة للدبابات والقناصة التابعة للمقاومة" بسبب النقص الحادّ في المواد الاستخبارية، وهو ما يعني أن جيش الاحتلال فشل في الكشف عن معظم قاذفات الصواريخ، وتحديد مواقع خلايا الإطلاق، وقادة "حماس" في غزة.

وفي ضوء النقص الحادّ في المعلومات الاستخبارية، يوضح التحقيق أن التقارير العسكرية للجيش كانت تؤكد اغتيال قادة كتائب القسام وسرايا القدس، وفي بعض الحالات لم يكونوا قد اغتيلوا بالفعل، بل قُصفت منازلهم فقط

ووفق التحقيق، فإن أنظمة نيران جيش الاحتلال، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والمروحيات والمدافع والصواريخ وغيرها، لم يكن لديها المعلومات الاستخبارية التي تتيح لها إمكانية ضرب أهداف يمكن أن تقلِّل من زخم نيران المقاومة التي استمرّت بنفس الكثافة حتى نهاية المعركة.

 

وعلى رغم تصريحات الناطق باسم جيش الاحتلال خلال العدوان على غزة حول تدمير أنفاق إطلاق الصواريخ والقضاء على الفرق المضادة للدبابات، إلّا أن إطلاق الصواريخ في اتّجاه المستوطنات الجنوبية استمرّ بالزخم نفسه، فيما تمكّنت الفرق المضادة للدبابات التابعة للمقاومة من السيطرة على المنطقة الحدودية بالكامل

ويشير البند 38 من التحقيق إلى أن "الثغرات في المعلومات الاستخبارية التي اكتشفت بعد العملية، كانت على عكس ما نُشر في وسائل الإعلام نقلاً عن مصادر في الجيش "الإسرائيلي"، سعت ـ قبل المعركة - إلى تضخيم قدرات جمع المعلومات الاستخبارية من أجل إيصال رسالة تهديد للمقاومة في غزة وطمأنة الجمهور "الإسرائيلي" الذي اكتَشف زيف ما كان يتلقّاه من معلومات"، وهو أمر بالغ الأهمية، حيث تسبَّب في إلحاق الضرر بصورة الجيش وقدراته، وخلق أمن وهمي لدى الجمهور

ويوضح التحقيق أن هذا الوهم الذي تولّد لدى جيش الاحتلال حول قدراته الاستخبارية، أثّر على تفكير الضباط على الأرض، الذين اعتقدوا بأن لديهم تفوقاً كبيراً على فصائل المقاومة، وهو ما ثبت عكسه.

ويكشف البند 55 من التحقيق كيف أثّر هذا التقييم الخاطئ للوضع، إلى جانب المبالغة في استعراض القوّة، على ثقة جمهور الاحتلال بجيشه، وسمح للمقاومة الفلسطينية باستغلال هذه الحالة من أجل التأثير عليه.

فشل اسرائيلي في تضليل الرأي العام في غزّة

ومن جانب آخر، تعترف أوساط عسكرية وتحليلية إسرائيلية بأن كيان الاحتلال فشل بما يسميه "معركة الوعي" في عملية "سيف القدس" وتشير الى ان "نجاح الجيش في البعد العام للوعي، كان هامشيا للغاية"، موضحةً انه "من أجل وجود صلة بين العمل على المستوى الواعي وتحقيق الأهداف الاستراتيجية، فإن من الضروري الوصول إلى صانعي القرار على الجانب الآخر"، زاعماً أن "نقطة الضعف الرئيسية في الحملة الإسرائيلية على غزة، تمثلت في التأثير على الرأي العام في غزة أثناء القتال، من أجل الضغط على صناع القرار في حماس". كما تعترف هذه الأوساط بـ "وجود فجوات داخل الجيش ونقص في التواصل والقيادة". 


المصدر: اعلام عبري

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور