الخميس 28 تشرين أول , 2021 04:12

الخال وديع حداد: وراء العدو في كل مكان

الشهيد وديع حداد

للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مسيرة طويلة في عمليات المقاومة المستمرة، منذ تأسيسها في العام 1967 إثر حرب النكسة، وصولاً حتى الآن من خلال كتائب الشهد أبو علي مصطفى. فليس الأمر بجديد، أن يتم وضعها على ما يسمى بـ"لوائح الإرهاب" الإسرائيلية، حيث كان لها دور أساسي في تنفيذ العمليات المقاومة المختلفة ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، في الأراضي المحتلة منذ العام 1948، وبما تميزت به من عمليات خارجية بقيادة الشهيد وديع حداد، الذي كان بحق مدرسة في التخطيط والإعداد لهكذا عمليات، واستطاع استقطاب المناضلين من مختلف دول العالم، كما كان أحد مؤسسي الجبهة الشعبية، وقبلها حركة القوميين العرب مع رفيقه الدكتور جورج حبش.

فما هي أهم المحطات في مسيرة الشهيد وديع حداد النضالية؟

_ هو من مدينة صفد التي ولد فيها في العام 1927. وتلقى دروسه في مدينة حيفا لكافة المراحل التعليمية (الابتدائي والإعدادي والثانوي)، حيث كان والده يعمل مدرساً للغة العربية في إحدى ثانوياتها.

_ منذ الصغر، تميّز بالذكاء والتفوق والنشاطات المتميزة، كما كان مهتماً بممارسة الرياضة خصوصاً الجري.

_ كان وعائلته من المهجرين من بلادهم إثر الاحتلال الإسرائيلي للبلاد عام 1984، حيث انتقلوا للعيش في بيروت، والتحق وديع بالجامعة الأمريكية فيها لتعلم الطب.

_ على الصعيد السياسي، التحق في البداية بجمعية العروة الوثقى، ولاحقاً شارك في تأسيس حركة القوميين العرب (من أهم حركات التحرر العربي في الخمسينيات والستينيات)، ثم شارك في تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (في الأردن)، التي تولى فيها مهمات قيادية أساسية جداً منذ التأسيس، حيث أُسندت إليه مهمة إدارة الشؤون المالية والعمل العسكري الخارجي. وأستطاع خلال فترة توليهما، إثبات ما يمتلكه من قدرات قيادية وعملية، حيث جسد من خلال عملياته مبادئ وشعارات طبعت تلك المرحلة مثل: وراء العدو في كل مكان، حيث لا يجرؤ الأخرون.

_ عرف بالأسماء الحركية "الخال" وأبو هاني، وتميز بالبعد عن الإطلالات العامة والإعلامية، وحرصه على الالتزام بمبدأ السرية في العمل لأقصى الدرجات، وتميز في فنون التمويه والتخفي.

_ يوصف بأنه أذكى شخصية فلسطينية على الصعيد التنظيمي التخطيطي والعملياتي، كما كان يجمع على ذلك كل المقاومين من الفصائل المختلفة.

_ قاد خلايا استطاعت أن تعمل وتنشط في مختلف دول العالم، وكان وراء عمليات خطف الطائرات الشهيرة، من أجل التفاوض وتحصيل الحقوق وتحرير الأسرى. وكان المرحوم أنيس النقاش من بين أبرز أعضاء هذه المجموعات، إضافة للمناضل الكولومبي "كارلوس" المعروف بالثعلب.

_ منذ ما بعد عملية مطار "عينتيبي" الأفريقي، وضعه الإسرائيليون على صدارة قائمة الاغتيالات بالقتل المستهدف، حيث طارده الموساد لمدة 6 سنوات.

_ في العام 1978 انتقل الى العراق، حيث تكثر الروايات بأنه قتل عبر دس السم له بواسطة عميل موساد هناك في الشوكولا أو في كوب القهوة أو في عبوة معجون الأسنان، فاستشهد في إحدى مستشفيات تشيكوسلوفاكيا حيث سافر للعلاج، ودفن في العاصمة العراقية بغداد.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور