الإثنين 25 تشرين أول , 2021 04:47

المفتي الحسيني: من رواد الوحدة من أجل فلسطين

المفتي الشيخ امين الحسيني

أكد قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي خلال لقاءه بالعلماء المشاركين في مؤتمر الوحدة الإسلامية، أن قضية فلسطين هي المؤشر الرئيسي على اتحاد المسلمين، معلناً أنه إذا تحقق الاتحاد بينهم، فإن القضية الفلسطينية ستُحل بالتأكيد على أفضل وجه. ومشدداً بأنه "كلما زادت جديتنا في هذه القضية من أجل إحياء حقوق الشعب الفلسطيني، اقتربنا من اتحاد المسلمين".

وفي هذا السياق، كان للشيخ المفتي أمين الحسيني دور كبير وأساسي، في توحيد المسلمين باتجاه قضية فلسطين، منذ ما قبل النكبة وخلال نشوء المناطق الاستيطانية في ظل الحكم البريطاني. حيث أسس لمشروع دعم المقاومة في فلسطين، عبر إرسال المتطوعين اليها من كافة المذاهب في لبنان وسوريا.

فما هي أهم المحطات التاريخية في مسيرة نضال الشيخ الحسيني؟

_ ولد في مدينة القدس في العام 1895 خلال الحكم العثماني، وتلقى تعليمه الأساسي فيها، لينتقل من بعدها الى مصر من أجل التعلم في الأزهر وكلية الآداب ودار الدعوة والإرشاد.

_ التحق بالكلية الحربية في إسطنبول، لينضم من بعدها الى الجيش العثماني، ولاحقاً في صفوف الثورة العربية الكبرى.

_ منذ العام 1918، وهو يعارض الوجود الصهيوني في فلسطين، ويشارك في العمل الوطني الفلسطيني. حيث كان من بين الحضور في المؤتمر العربي الفلسطيني الأول، واتهمته سلطة الانتداب البريطاني بأنه المحرض على المظاهرات الفلسطينية التي جرت في العام 1920. الأمر الذي أدى الى اعتقاله، لكن شباب القدس تمكنوا من تهريبه، بعد مهاجمتهم للقافلة التي تقوم بترحيله الى السجن، ليلتجاً من بعدها الى سوريا.

_ حكم البريطانيون عليه غيابيًا بالسجن لمدة 15 سنة، لكن تحت ضغط الغضب الشعبي الفلسطيني تم العفو عنه، ليعود من بعدها الى القدس.

_ بعد عودته بأشهر تم تعيينه مفتي القدس، بعد وفاة شقيقه كامل وهو في عمر الـ 25 عاماً.

_ استطاع بعد انتخابه الضغط على البريطانيين، من أجل إنشاء هيئة تشرف على كافة الشؤون الإسلامية في فلسطين. ونجح في ذلك، ليقوم بترأسها، من أجل العمل على تنظيم الشعب الفلسطيني.

فقام بإنشاء جمعيات الكشفية وإعدادها إعدادًا جهاديًا، بالتنسيق والتواصل مع كافة المناضلين في العالمين العربي والإسلامي، مثل الشهيد الشيخ عز الدين القسام وعبد القادر الحسيني. واشرف على العديد من المشاريع التطويرية للمجتمع والمدن والقرى الفلسطينية.

_ كان يتمتع بالنظرة العميقة للأمور، حيث كان ينظر الى التمدد الصهيوني، على انه الأخطر والأهم في عمليات المقاومة. ما جعل بالمناضلين الى اختياره القائد السياسي لها والمنسق للجهود العسكرية وتوفير الدعم لها، بينما اختير عبد القادر الحسيني ليكون قائداً للأعمال العسكرية.

_ خيضت عمليات وثورات عدة في تلك المرحلة الزمنية منها التحركات في العام 1929 و1933، والثورة الكبرى في العام 1939. حيث تولى الشيخ المفتي مسؤولية رئاسة اللجنة العربية العليا لفلسطين"، ذات الطابع السري بهدف تنسيق الجهود على مستوى الدول العربية لدعم القضية الفلسطينية.

_ تعقبته السلطات البريطانية في كل مكان، حتى في المسجد الأقصى حيث كان يدير الثورة من داخله، لتُصدر من بعدها قرارًا بإقالته من جميع مناصبه.

_ حينها هرب المفتي إلى لبنان، حيث اعتقلته سلطات الانتداب الفرنسي عقب نشوب الحرب العالمية الثانية، وبعدها استطاع الهروب من لبنان إلى العراق، ثم إيران، فتركيا، ثم ألمانيا التي مكث فيها قرابة 4 سنوات.

_ فرض عليه الإقامة الجبرية بعد النكبة، فهاجر إلى سوريا ومنها انتقل إلى لبنان، حيث مكث فيه حتى وفاته.

_ شارك في العديد من المؤتمرات والقمم العربية وقمم دول عدم الانحياز كممثل لبلاده.

_ توفي في العام 1974 بمدينة بيروت، وشيع بجنازة رسمية حضرها حركة فتح وقتذاك ياسر عرفات، ودفن في مقبرة الشهداء.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور