السبت 09 تشرين أول , 2021 02:33

الحشد الشعبي "ضابطة" الانتخابات العراقية

الحشد الشعبي

اقترب موعد الانتخابات العراقية والتنافس على أشده خاصة بعد انطلاق عملية التصويت الخاصة بأفراد القوات الأمنية والعسكرية والنازحين والنزلاء في السجون الجمعة، وكان اللافت هو استثناء قوات الحشد الشعبي من التصويت مع القوى الامنية، ما فسر لدى البعض إنها محاولة لتطويق حالة المقاومة والحد من الاصوات التي تصب في مصلحة الكتل الممثلة لها. وبالتالي سيكون على أفراد الحشد الشعبي ترك مواقعهم القتالية للتوجه والمشاركة بالانتخابات كباقي أفراد الشعب العراقي يوم العاشر من اكتوبر/تشرين الاول الجاري، ما دفع بجهات قريبة من الحشد لدعوة المناصرين للمشاركة والتوجه بكثافة للتصويت وتعويض أصوات أفراد الحشد التي قد تمنعهم مهماتهم الوطنية بالدفاع عن العراق عن عدم الحضور للإدلاء بأصواتهم.

وهنا تطرح تساؤلات عن مدى قدرة المرشحين القريبين من الحشد الشعبي لا سيما تحالف "الفتح" بقيادة هادي العامري من الحصول على الاكثرية وتشكيل حكومة، فهل بإمكان "الفتح" الحصول على عدد وازن من المقاعد في البرلمان المقبل بما يخوله التأثير بشكل كبير في تسمية رئيس ووزراء الحكومة المقبلة بعد الانتخابات؟ 

لا شك ان الانتصارات التي حققها العراق بتضحيات واضحة من قبل المقاومة ممثلة بالحشد الشعبي، لها أثرها الكبير في تمكين هذا الخط الوطني من الحصول على مقاعده في مجلس النواب، وزيادة حصته عن الانتخابات، على الرغم من كل المحاولات التي بذلك لتطويق قدرات وشعبية الحشد الشعبي وتشويه صورة المقاومة بشكل عام من قبل الولايات المتحدة وحلفائها داخل العراق وخارجه.

وبالسياق، أوضحت مصادر عراقية مطلعة على الانتخابات إن "تحالف الفتح يضم ممثلين عن أغلبية فصائل الحشد الشعبي (منظمة بدر، عصائب أهل الحق، كتائب سيد الشهداء، أنصار الله، المجلس الأعلى) كما تدعمهم حركة النجباء"، ولفتت الى ان "هذا التحالف لم يأخذ حقه كما يجب سواء من حيث الحصول على المقاعد التي يستحقها في الانتخابات السابقة او من حيث قدرته على العمل، فقد وجدت جهات عدة تعطل عملهم في البرلمان وأيضا في السلطة التنفيذية".

ولفتت المصادر الى ان "ما يؤثر على حصول تحالف الفتح على مقاعد اكثر هو وجود تعدد كبير في الساحة الشيعية (تيار صدر، وتيار حكيم ، نوري المالكي، حيدر عبادي..)"، ورأت انه "من المتوقع انه بعد بيان آية الله المرجع السيد علي السيستاني وبيان السيد كاظم الحائري، فإن حظوظ تحالف الفتح كممثل ثابت لخط المقاومة ومحاربة الفساد ارتفعت بالحصول على مقاعد اكثر من الانتخابات النيابية، لما للمرجعية من مكانة هامة في وجدان الشعب العراقي"، ورأت ان "الحشد سيشكل في الانتخابات ضابطة ومعيار التصويت من قبل شرائح واسعة من العراقيين"، واعتبرت ان "تحالف الفتح يحصل بسهولة تامة ما يزيد عن الـ50 مقعد من أصل 329 مقعدا مع امكانية زيادة الحصة بشكل وازن"، وأشارت الى ان "كل ذلك يرتبط بشكل أساسي بضرورة تمتع الناس بالحكمة والوعي وعدم الانجرار مع الحملات التي تشنها بعض الجهات لتضييع بوصلة الجمهور للتصويت بمسؤولية وطنية عالية".

وقالت المصادر إنه "بعد الانتخابات، سيشكل تحالف الفتح القاعدة الاساسية في أي ائتلاف حكومي سيتشكل لتسمية رئيس ووزراء الحكومة المقبلة"، ولفتت الى انه "في اي ائتلاف مقبل سيكون الفتح أقرب لائتلاف حقوق ولدولة القانون (نوري المالكي) والعقد الوطني (فالح الفياض)"، وتابعت "ما يعني انه سيتم تشكيل تحالف شيعي واسع بعد الانتخابات"، واضافت انه "قد ينضم الى هذا الائتلاف تحالف عزم (بقيادة خميس الخنجر) من السنة والاتحاد الوطني الكردستاني (جناح السليماني) من الكرد".

وفيما اعتبرت المصادر انه "بعد بيان السيد السيستاني بدأ البعض خاصة في الساحة الشيعية، يحاول تليين الخطاب الموجه للحشد الشعبي وتحالف الفتح"، وقالت "هناك جهات بالتأكيد لن تكون في هذا الائتلاف الواسع بعد الانتخابات بينها تيار البرزاني في الساحة الكردية وأيضا رئيس مجلس النواب الحالي محمد الحلبوسي من السنة".

وكان السيد السيستاني قد أصدر بيانا قبل أيام دعا فيه الناخبين ".. ان يدققوا في سِيَر المرشحين في دوائرهم الانتخابية ولا ينتخبوا منهم الا الصالح النزيه، الحريص على سيادة العراق وأمنه وازدهاره، المؤتمن على قيمه الأصيلة ومصالحه العليا"، وتابع "حذار أن يمكّنوا أشخاصاً غير أكفاء أو متورطين بالفساد أو أطرافاً لا تؤمن بثوابت الشعب العراقي الكريم أو تعمل خارج إطار الدستور من شغل مقاعد مجلس النواب، لما في ذلك من مخاطر كبيرة على مستقبل البلد".

بدوره، أكد السيد كاظم الحائري على "ضرورة المشاركة الفعّالة والواسعة في الانتخابات.. يجب إيصال المؤمنين الأكفّاء إلى البرلمان، ممّن يهدفون إلى خدمة بلادهم وشعبهم بصدق وأمانة.. يحرم إعطاء الصوت والتأييد لكلّ من يدعو لبقاء قوّات الاحتلال على أرض العراق، أو لا يدعو إلى إخراجها.. يحرم انتخاب من ينصب العداء لقوى الحشد الشعبي حُماة الوطن والقيم...".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور