الثلاثاء 07 أيلول , 2021 05:28

نورد ستريم 2: فشل أمريكي استراتيجي جديد

Nord Stream 2

إذاً لم تستطع الولايات المتحدة الأمريكية، بإنجاز المهمة المستحيلة المهووسة بها (كما وصفها بذلك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف)، من خلال إيقاف مشروع خط أنابيب نقل الغاز "التيار الشمالي 2 – Nord Stream 2". واعتبرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، أن اكتمال بناء مشروع "التيار الشمالي 2" يشكل انتصارا جديدا لروسيا، له آثار جيوسياسية ستظهر في جميع أنحاء أوروبا خلال أيام. حيث عبر بعض المناهضين لروسيا، بأن هذا المشروع الذي يقترض أن ينقل 55 مليار متر مكعب تقريباً، من الغاز الطبيعي الروسي مباشرة إلى ألمانيا، سيمكن الكرملين من فرض تأثيره بشكل كبير على أسواق الطاقة الغربية، بالتزامن مع تقويض طرق الشحن البرية الحالية، عبر حلفاء الولايات المتحدة أوكرانيا وبولندا.

هذا وقد أعلنت شركة "غاز بروم" الروسية بالأمس، عن الانتهاء من مد خط الأنابيب، بعد أن قامت شركة "نورد ستريم 2 إيه جي" بتركيب الأنبوب الأخير من السلسلة الثانية في المشروع.

العراقيل الأمريكية

واجه المشروع عراقيل أمريكية كثيرة، من خلال ما فرضته إدارة الرئيس دونالد ترامب من عقوبات، على الشركات التي تشارك في أعمال البناء، ما تسبب في إعلان شركة "أولسيز" السويسرية تعليق العمل. كما تسببت هذه العقوبات بغضب المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" من أمريكا، التي يتركز اهتمامها حول الترويج للغاز الطبيعي المسال الذي تنتجه. فيما تدعو موسكو باستمرار إلى التوقف عن تسييس هذا المشروع، لأنه مشروع تجاري بحت ستستفيد منه روسيا والاتحاد الأوروبي.

ما هو مشروع نورد ستريم – 2

_ هو خط أنابيب غاز في الشمال الأوروبي، يمر تحت مياه بحر البلطيق، لينقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا. وهو خط مواز لنورد ستريم الأساسي، لكنه يضاعف كمية الغاز المنقولة.

_ تعود ملكيته وإدراته لشركة نورد ستريم إيه جي 2، التي تمثل شركة غازبروم الروسية الحكومية أغلبية مساهميها.

_ سعة نقل هذه الأنابيب حوالي 55 مليار متر مكعب، ما سيضاعف الكمية المنقولة من روسيا إلى ألمانيا لتصل إلى 110 مليار متر مكعب.

_ يكتسب ضمان التزود بالغاز الطبيعي أهمية استراتيجية بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي، مع الزيادة المتصاعدة في الطلب عليه. فالاقتصاد الألماني يعتمد بشكل أساسي، على القطاعات الصناعية (الصناعات الكيميائية أو الصناعات التعدينية) التي تتسبب باستهلاك هائل للطاقة. ورغم توجه الدول الأوروبية ومنهم إلمانيا نحو موارد الطاقة المتجددة، إلا أن الغاز الطبيعي ما زال يشكل مصدراً أساسياً للطاقة في القطاع الصناعي إضافة للاستخدام المنزلي، لما يشكله من مصدر أقل أضراراً بيئية من الوقود الأحفوري.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور