الخميس 02 أيلول , 2021 07:52

بيان مجلس المطارنة: حنين للحرب الأهلية أو الإسرائيلية؟!

مجلس المطارنة الموارنة

كان بيان مجلس المطارنة الموارنة بالأمس الأربعاء، صادماً ويحمل في طياته تحريضاً مباشراً، أقل ما يقال عنه أنه دعوة لنشوب حرب أهلية بين أطياف الشعب اللبناني الواحد. فالبيان مشبوه لجهة عدم ترابط فقراته فيما بينها، إن لجهة المضمون أو لجهة الشدة بما يدعو إليه. ففي فقراته الأولى والثانية والرابعة، توجه البيان بخطاب هادئ نحو معطلي تشكيل الحكومة وتجار الاحتكار وللمسيحيين الذين دعاهم للصلاة والتقشف، فيما كانت فقرته الثالثة مغايرة كلياً لمفردات الهدوء حينما تضمنت ما حرفيته: "يرى الآباء أن لبنان الحرية والسيادة والاستقلال وسلامة الأراضي بات على مشارف الزوال، وأن ثمة قوى إقليمية ومحلية تابعة لها وراء ذلك. ويدعون شعب لبنان إلى التصدي لها بما أُوتي من قوّة، ومهما بلغت التضحيات. فالقضيّة اليوم إنما هي قضيّة المصير وبالتالي قضيّة حياة أو موت. لذا يناشد الآباء المجتمع الدولي المبادرة سريعًا إلى احترام القرارات الدولية المتعلِّقة بلبنان والعمل على تنفيذها بقوّة وحزم، إسهامًا في حماية بنية الدولة اللبنانية، ومصيرها ومصير أهلها، بعيدًا عن الحسابات والتجاذبات الدولية والإقليمية التي لم تدفَعْ بلبنان إلا إلى الخراب".

أما الدلالات الخطيرة فهي:

1)البيان صادر عن مجلس المطارنة والبطريرك ورؤساء الرهبانيات المارونية، وتلقفته العديد من القوى والشخصيات السياسية بالترحيب معتبرين أنه يشبه بيان أيلول العام 2000، الذي طالب يومها المقاومة بتسليم سلاحها وبخروج الجيش السوري من لبنان، بتماهٍ واضح مع السياسة الأمريكية.

2)التهويل بأن البلد بات على مشارف الزوال لناحية حريته وسيادته واستقلاله.

3)اتهام قوى إقليمية ومحلية تابعة لها (في إشارة لحزب الله)، هي من تتسبب بخطر هذا الزوال.

4)دعوة الشعب اللبناني للتصدي بكل قوة ومهما بلغت التضحيات، لأن هذه القضية مصيرية وتعني الحياة أو الموت.

فهل هذه الدعوة موجهة للبنانيين، لكي يقاتلوا حزب الله وما يمثله من فئة لبنانية وازنة؟! ألا تشبه هذه الدعوة مثيلاتها من دعاو قبيل وخلال نشوب الحرب الأهلية في السبعينيات؟!

5)الطلب من المجتمع الدولي العمل على تنفيذ القرارات الدولية بقوة وحزم!! فهذه الدعوة لا يفهم منها سوى طلب شن الحرب على هذه المقاومة والبيئة الحاضنة لها، بما يذكر بما كان يحدث منذ العام 2005 وعشية اندلاع حرب تموز عام 2006.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور