السبت 07 آب , 2021 03:37

ما بين سطور رد المقاومة الصاروخي

الحدود اللبنانية الفلسطينية

سريعاً ومفاجئاً، جاء رد المقاومة الإسلامية في لبنان، على تجاوز العدو لقواعد الاشتباك التي وضعت ورسخت بالنار عام 2006. لتؤكد مرة أخرى فشل العقل الاستخباراتي والإستراتيجي في دوائر القرار الإسرائيلية، في فهم وقراءة عقل المقاومة وقيادتها. فالتقدير الإسرائيلي كان بأن المقاومة لن ترد على الغارات التي شنتها قبيل فجر الخميس الماضي، والتي استهدف فيها مناطق مفتوحة في منطقة الدمشقية. فكان الرد بصلية صواريخ متقابلة ومتناسبة مع الاعتداء، وعلى أهداف في مناطق مفتوحة أيضاً. ليؤكد أن المقاومة لن تسكت على أي اعتداء، ولن تسمح بخرق القواعد مهما كانت الظروف.

لكن هذا الرد لم تقتصر مضامينه على هذا الموضوع فحسب، بل إن إجراء التدقيق في جزئياته وتفاصيله، سيكشف دلالات أخرى لا تقل أهمية عما ذكر:

_ ضعف التغطية الاستخباراتية لجيش الاحتلال، على منطقة تعد من مناطق المواجهة الأمامية، والتي تعد مكشوفة تماناً أمام مواقعه في مزارع شبعا المحتلة وجبل روس (دوف). وبرز هذا الضعف من خلال:

1) نفذت الصلية الصاروخية بواسطة راجمة محمولة على آلية غير عسكرية، ذات لون أزرق يخرق كل قواعد التمويه في حرب العصابات.

2) تنفيذ العملية من مكان مكشوف وغير آمن، وإطلاق 21 صاروخ. ما يؤكد أن فريق التنفيذ كان يعمل بهدوء وثقة، ربما للتأكيد على الإسرائيلي بأن مطلقي الصواريخ هذه المرة هم من المقاومة وليس مجهولي الهوية كما جرى منذ أيام، ولإيصال الرسالة للكيان بعدم الرد على الرد، كي لا تتدحرج الأمور.

وهذا ما أثبتته الوقائع وبيان الإعلام الحربي التابع للمقاومة، عندما أكد على أن منطقة إطلاق الصواريخ لم تتعرض لأي قصف الإسرائيلي.

_التأكيد على فشل منظومة القبة الحديدة في اعتراض كل صواريخ المقاومة. فأقد أعلن الكيان عن إسقاطه 10 صواريخ، ولم يذكر عدد الصواريخ البقية البالغ 11 من إجمالي 21 صاروخ.

_دقة فريق الإطلاق في توجيه الصواريخ نحو أهدافها من مسافة تقدر ب 14 كم، خصوصاً أن هذا النوع من الصواريخ معروف عند الكثير من الخبراء العسكريين بعدم دقته. فلم تسقط الصواريخ في موقعي "الرمتا" و"زبدين"، بل أشارت إليهما بالسقوط خلفهما. (لتؤكد على ما جاء في بيان الإعلان عن العملية، بأن هدف المناطق المفتوحة كان مقصوداً).

_ التأكيد على أن إسرائيل مردوعة عن شن أي حرب ضد لبنان، حتى ولو بأيام قتالية. فالراجمة لم تقصف مع أنها واضحة اللون، كما أنها اتخذت مساراً في الانسحاب مكشوفاً لأي رصد جوي.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور