الخميس 05 آب , 2021 12:42

إيران: العين بالعين والسفينة بالسفينة والبادىء أظلم

ما إن حدثت عملية استهداف سفينة شحن إسرائيلية قرب سواحل عُمان حتى انبرت كلٌ من الولايات المتحدة وبريطانيا لاتهام إيران، إضافة الى كيان الاحتلال الذي يتحمس لأي موقف يعادي الجمهورية الإسلامية بتحريض لا ينقطع.

اليوم يطرح موقف "التحالف الثلاثي" البريطاني الأميركي الاسرائيلي ضد إيران عدة نقاط في توقيته ودلالاته.

أولاً: تعتبر هذه الحادثة لصيقة، وليست منعزلة عن الحوادث الأخرى المتكررة بما اصطلح عليه "حرب السفن" والتي أدت الى عمليات متبادلة بين كلا البحريتين الإسرائيلية والإيرانية، إن كان في بحر عُمان أو البحر الأحمر وغيرهما، إلا أن التوترات لم تتعد تصعيداً كلامياُ وحرباً شبه ناعمة بين الجانبين لم تبلغ مستويات الصراع الشامل.

ثانياً: يدرك الاحتلال الإسرائيلي قوة إيران العسكرية وتحديداً القوات البحرية بما تمتلكه من مقدرات تفوق قدرة الكيان البحرية، عدا عن موقع إيران الإستراتيجي ومياهها الإقليمية، فالمناوشات البحرية عادةً ما تكون في مجال ايران الحيوي، وهو ما يعطيها مقدرة أعلى وأفضلية في أي صراع محتمل.

ثالثاً: الملاحظ من خلال الاستنجاد الإسرائيلي بكلٍ من بريطانيا والولايات المتحدة اللذين يمتلكان أكبر أساطيلهما البحرية في الخليج الفارسي والأطلسي، مدى ضعف كيان الاحتلال من المواجهة العسكرية البحرية مع إيران، والاستهداف الأخير رغم نفي الجمهورية الاسلامية لذلك، فإنه يضعها في الإطار الأضعف والعاجز عن الرد المباشر.

رابعاً: لا يبدو أن التصعيد الغربي ضد إيران بات نافعاً، ومن غير المنطقي والواقعي أن تلجأ القوتان العظمتان لمؤازرة "إسرائيل" بشكل مباشر، والدخول في مواجهة مع إيران لما في ذلك من مغامرة إقليمية كبرى قد لا تحمد عقباها، وانما المرجع أن تسلك الأمور مساراً سياسياً، وإن بنبرة تصعيدية مرتفعة.

خامساً: أمام الصمود الأسطوري لإيران مقابل العقوبات الإقتصادية، فليس ينفع بعد ما اتجهت به الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية من فرض المزيد من العقوبات ربطاً بما هو أصلح للولايات المتحدة من الامتثال للاتفاق النووي والعودة الى مندرجاته.

سادساً: ما يحدث اليوم من تصعيدٍ إسرائيلي يشي بقصور ما، فيما يتعلق بانفراجات حول العودة الى الاتفاق الإيراني، وأن أخبار فيينا ليست في موضع السرور والبشرى للإسرائيليين، فإيران لا زالت على موقفها الثابت والمبدئي، وتبين لدى الغرب ان لا علاقة بالنووي لا بانتخابات إيرانية ولا بمجيء رئيس جديد.

ختاماً، فإن الاحتمالات كثيرة ومتعددة، ورسائل التهديد نحو إيران لم تجد نفعاً معها، وبعض مواقف الثلاثي مؤخرا هي جزء من حرب دعائية ونفسية، لكن الجمهورية الإسلامية اتخذت قرارها العين بالعين والسن بالسن والسفينة بالسفينة والباديء أظلم، يؤكد مصدر خاص للخنادق.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور