الجمعة 30 تموز , 2021 09:23

"جهنم القبيات"... بفعل فاعل!

حرائق القبيات
هل سيُفتح التحقيق بشأن حرائق القبيات أم أن مصيرها سيبقى مجهولًا أسوة بحريق الشوف عام 2019؟

بعد سنتين على الحريق الكبير الذي شهدته بعض المناطق اللبنانية في العام 2019، تعود موجة الحرائق اليوم لتتصدر الواجهة من جديد. فما شهدته غابات ومنازل الشوف وإقليم الخروب تشهده اليوم غابات القبيات وعندقت وأكروم وصولًا إلى جرود الهرمل.

تزامنُ الحرائق عزز فرضيتين، الأولى أن تكون الحرائق بفعل فاعل؛ فبحسب ما أفاد شهود عيان، أن ما يقارب الخمس حرائق اشتعلت في الوقت عينه، وكان رئيس بلدية عندقت عمر سعود قد أكد على أن "الحريق مفتعل وهناك جهات عملت على إضرام النيران في أكثر من مكان، وفي الوقت الذي كنا نعمل على إخمادها"، داعيًا المدعي العام البيئي في الشمال غسان باسيل، إلى فتح تحقيق في الحرائق، مطالبًا إياه بتكليف فرع المعلومات بالملف "لما يملك من تقنيات وخبرة".

ولفت مسعود إلى "أن الأضرار بالغة جداً في محمية غابات عودين الأثرية، وأنها لا تقل عن 3 ملايين متر مربع". أما الفرضية الثانية والتي يحاول البعض إثباتها، هي ان الحرائق بفعل موجة الحر الشديدة التي يشهدها لبنان وخصوصًا المناطق الداخلية.

لكن المثير للجدل أنه ومنذ بداية فصل الصيف لم يشهد لبنان أية حرائق، فلماذا بدأ الموسم في مثل هذا الوقت؟

وإذا ما قارنا هذه المرحلة بحرائق عام 2019 الماضية، نجد أن الأهداف متشابهة، ويمكن القول بأن من افتعل الحرائق في القبيات يهدف إلى تخريب الأوضاع في الشمال، هذه المنطقة التي تُعتبر "منطقة محرومة" وبالتالي ينقم الشعب فيها على الدولة أكثر ويحملها مسؤولية الإهمال والتقصير ما يساعد الجمعيات غير الحكومية الـ NGOs بزيادة نشاطاتها والإستفادة من الوضع الراهن ( النقمة الشعبية على السلطة) لكسب آراء الناس في الانتخابات البرلمانية القادمة.

وفي التفاصيل، فإن الحرائق اندلعت مساء الأربعاء في منطقة القبيات في عكار شمال لبنان، وامتدت إلى المناطق المجاورة وصولًا الى البقاع الشمالي، حيث طالت الأماكن السكنية وأدت إلى مقتل طفل يبلغ من العمر 15 سنة ومتطوع إثر سقوطه على رأسه، إضافة إلى جرح أكثر من 10 أشخاص.

وكانت طوافات من الجيش اللبناني وبمساعدات طوافات الجيش السوري وطوافات قبرصية قد عمدت إلى إخماد الحريق بالتعاون مع الدفاع المدني والهيئة الصحية إضافة إلى أهالي البلدات، الذين وصفوا ما حدث بـ "الكارثة الكبرى".

وكان رئيس مجلس البيئة في القبيات أنطوان ضاهر، قد ناشد المعنيين بإجراء تحقيقات حول الحريق الهائل الذي أصاب البلدة وإنزال أشد العقوبات بالفاعلين، قائلًا "نشهد سنوياً سلسلة من الحرائق لكن ما جرى اليوم يترك الكثير من علامات الاستفهام، ومسلسل الحرائق يجب أن يتوقف".

في حين أوضح رئيس بلدية القبيات عبدو عبدو أن ما حدث "صعب جدًا" طارحًا احتمالية أن تكون هذه الحرائق بفعل فاعل.

ويبقى السؤال، هل سيُفتح التحقيق بشأن حرائق القبيات أم أن مصيرها سيبقى مجهولًا أسوة بحريق الشوف عام 2019؟


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور